في العيد غمرت الفرحة قلوبنا .. نحن الكبار قبل الصغار .. ونعتقد ان الصغار والشباب ايضا يشاركوننا الفرحة بنفس الزخم والقدر والفرح والسعادة والبهجة والحبور .. والسبب اننا اشترينا لهم ملابس جديدة وحلاوة العيد .. وطبخنا الدبيازة .. وغنى التلفزيون ياليلة العيد انستينا .. ومن العايدين .. وربما ذهبنا الي الملاهي او سافرنا الي الخارج ..واولا واخيرا اعطيناهم العيدية ..
ما قصدته هنا .. اننا صنعنا عيدا وفرحة ومناسبة بمقاييس افراحنا وذاكرة جيلنا وطقوس عصرنا ..واسدلناه علي اجيال اليوم والغد .
اسألوا ابناؤكم واحفادكم والشباب من حولكم ..ما هو مفهوم الاعياد والمناسبات بالنسبة لهم؟ !.
اطلبوا منهم ان يصمموا ويصنعوا عيدهم بفكرهم وامزجتهم ووجدانياتهم ومشاعرهم واحاسيسهم واحتياجاتهم. اطلبوا منهم ان يرسموا عيدهم ويطبخوا اكلاتهم .. ويصمموا ملابسهم .. ويلحنوا اغانيهم واهازيجهم ويكتبوا موسيقاهم .. ويخترعوا العابهم .. وكيف تكون برامج رحلاتهم .. والاماكن التي يقصدونها دعوهم يسجلوا امانيهم وامنياتهم ..وكيف يرون الاعياد والمناسبات في الحياة القادمة .. حيث دخلت حياتنا معطيات جديدة مثل العلوم والفنون والتكنولوجيا .. واصبحت تؤثر علي الطريقة التي نحتفل بها في الاعياد والمناسبات ..
افتحوا قاعات المحاضرات في الجامعات وفصول المدارس ..وقاعات رياض الاطفال .. واعقدوا ورش عمل واطلبوا من الاجيال الشابة الجديدة ان يرسموا ويصنعوا عيدهم وكيفية ممارسة طقوسهم ..اعطوهم الفرصة كي يعبروا عن مكنوناتهم .. وما يدور في عقولهم وصدورهم .. كي يصنعوه علي ارض الواقع كأفكار ومشاريع وطرائق تقودهم الي السعادة الخاصة باحتياجاتهم الوجدانية .. وتضيف وتثري طقوس اعيادنا وممارساتنا للاحتفال بها ..
خلال ايام العيد وقبلها بقليل .. سألت الشباب من الجنسين ومن جميع الفئات العمرية والاهتمامات.. ما هو مفهوم العيد بالنسبة لهم؟ !.. وماهي امنياتهم في هذه المناسبة ..وكيف يرون ممارسة طقوس الاحتفالية بالعيد؟
لقد كانت اجاباتهم مثيرة ومفاجئة لي .. من يدرس التصوير كانت جل فرحته في ان يقيم معرضا لصوره المبتكرة بطريقته وادواته .. وان يبعث من خلالها برسالة الي المجتمع ..يعبر فيها عن معاناة البشرية من الفقر وشح المياه وايذاء الطبيعة .. !!
وشاب آخر يدرس التكنولوجيا ..قال لي يوم عيدي هو اليوم الذي اخترع فيه الآلة التي تمكن الانسان من الانتقال من مكان الي آخر .. آنيا وفي نفس اللحظة .. كما نمارس هذه الرحلة في احلامنا الليلية. وهكذا ….
استعراضي هذا يستوجب اخضاع الفكرة للدراسة والتطبيق المنظم ورصد النتائج من قبل الجامعات والمدارس والنوادي المتخصصة والشركات ومنظمات المجتمع المدني التي تهتم بالاجيال ومستقبلهم .. وقطعا الركيزة الاولي هي المنزل من خلال الابوين ..
انني ازعم انها تجربة رائدة ومجزية وستؤتي ثمارها نقودا وافراحا وسعادة وتصنع اعيادا حيث يمكننا تحويل الاحلام الي واقع نعيشه.
اما انا ..فأرى ان عيدي يتحقق يوم ان تقرر وزارات التعليم في العالم العربي تضمين مناهج الجامعات والمدارس مادة استشراف المستقبل ..كي نعطي الفرصة للاجيال القادمة ان يصنعوا حياتهم بايديهم.
كل عيد .. ومستقبل.. وانتم بالف خير.