الخرطوم ــ وكالات
تعيش العاصمة السودانية الخرطوم شللا تاما وترقب حذر وسط دعوات دولية لاستئناف الحوار بين الأطراف السودانية ، يأتي ذلك في وقت نفت فيه وزارة الصحة السودانية دقة الأرقام التي يتم تداولها بشأن عدد قتلى أحداث يوم الاثنين .
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن وكيل وزارة الصحة قوله، إن عدد قتلى أحداث العنف الأخيرة بالبلاد لم يتجاوز 46 قتيلا. ونسبت إلى الدكتور سليمان عبد الجبار، وكيل الوزارة، نفيه أن يكون عدد القتلى تجاوز المئة.
وكانت لجنة أطباء السودان” قد أعلنت ارتفاع حصيلة القتلى في الأحداث التي شهدها ميدان الاعتصام في الخرطوم، إلى 100 قتيل، بعد أن أشارت حصيلة سابقة لوقوع 60 قتيلاً في إطلاق نار بالخرطوم.
في غضون ذلك قرر مجلس السلم والأمن الإفريقي تعليق عضوية السودان في جميع نشاطات الاتحاد حتى تسليم السلطة للمدنيين.
جاء ذلك خلال جلسة طارئة لمجلس السلم والأمن الافريقي بشأن الأوضاع في السودان استمع خلالها إلى تقرير بشان الأوضاع من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، ومبعوث الاتحاد الأفريقي للسودان محمد حسن ولد لبات. ويأتي قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي قبيل انتهاء المدة التي حددها مطلع مايو الماضي بشهرين.
وفي 15 أبريل الماضي، أمهل مجلس السلم والأمن الإفريقي المجلس العسكري في السودان 15 يوما لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية قبل أن يتم تمديدها لـ 60 يوما مطلع مايو الماضي.
وفى سياق متصل نقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي في سفارة إثيوبيا بالخرطوم، إن رئيس الوزراء أبي أحمد سيزور العاصمة السودانية، للوساطة بين المجلس العسكري وتحالف المعارضة بشأن الانتقال نحو الديمقراطية.
وقال ذات المصدر أن أبي سيجتمع مع أعضاء المجلس العسكري الانتقالي، وشخصيات من حركة إعلان قوي الحرية والتغيير المعارضة، خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا.
ولم يعلن المصدر الدبلوماسي، الذي نقلت عنه “رويترز” موعد زيارة أبي أحمد الذي سبق وأن تعهد في مايو الماضي بعدم التدخل في العملية الانتقالية في السودان.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، زار إثيوبيا، قبل أيام، في إطار جولة خارجية شملت مصر والسعودية والإمارات.
وتفاقمت الأوضاع في البلاد مؤخراً بعد أعمال عنف صاحبت عملية أمنية نفذتها قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة السودانية لفض الاعتصام من امام مباني القيادة العامة للجيش السوداني.
وشكل النائب العام في السودان الوليد سيد أحمد محمود، لجنة للتحقيق في هذه الأحداث، كما كشف المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان ملابسات العملية الأمنية بمنطقة كولومبيا التي استهدفت بؤرة “خطرة”.
وكان تجمع المهنيين الذي يقود الاحتجاجات قد طالب السودانيين بضرورة وقف أية دعوة تحرض على العنف أو التخريب، والتأكيد على سلمية الحراك الشعبي.
وقال التجمع في بيان، إنه يجب وقف أي دعوة للعنف أو التخريب ومواجهتها فورًا، مؤكدا أن العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي هي الوسيلة المثلة للمقاومة السلمية”.
بدوره قال المجلس الانتقالي في وقت سابق أن قوات الدعم السريع تتعرض لحملة إعلامية سلبية تشنها جهات مغرضة.وأشار المجلس إلى أن “الأيام الماضية شهدت حملة إعلامية تقوم بها جهات مغرضة تتهم قوات الدعم السريع بجرائم هي بريئة منها”.
وأوضح البيان أن “بعض المجرمين ينتحلون شخصيات جنود قوات الدعم السريع بارتداء زيهم الرسمي، ثم يرتكبون جرائم لتشويه سمعة هذه القوات”.
وشدد المجلس العسكري الانتقالي على أن “قوات الدعم السريع منذ إنشائها تدافع عن أرض السودان، وهي جزء أصيل من القوات المسلحة السودانية.
وأعرب المجلس، في بيان، عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في الخرطوم، جراء محاولة بعض المطلوبين أمنياً اختراق الاعتصام عند مقر القيادة.
في غضون ذلك دعت الولايات المتحدة الأمريكية، لاستئناف المفاوضات بين المجلس وقوى الحرية والتغيير في السودان، بهدف انتقال السلطة إلى حكومة مدنية.
ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، بالبيانات الصادرة عن السعودية والإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي التي تدعو إلى ضبط النفس واستئناف الحوار بين الأطراف السودانية.
وكانت المتحدثة باسم الأمم المتحدة قالت، إن المنظمة الدولية بصدد سحب بعض موظفيها بصورة مؤقتة من السودان. وأضافت المتحدثة إري كانكو: “ننقل بشكل مؤقت موظفي الأمم المتحدة غير الأساسيين، بينما تستمر جميع عملياتها في السودان”.
وفى سياق متصل أعلنت وزارة الخارجية الروسية، تواصلها مع مختلف الأطراف السودانية من أجل الحوار، كما أكدت رفضها للتدخل الدولي في السودان، وشددت على ضرورة كبح المتطرفين حتى يتسنى إجراء الانتخابات في السودان. الى ذلك كشفت تقارير إعلامية، عن فشل محاولة لتحرير الرئيس المعزول عمر البشير ورموز نظامه السابق من سجن كوبر في الخرطوم بحري، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية أحبطت هذه المحاولة، وأن البشير ورموز نظامه ما زالوا داخل السجن.
وذكر موقع قناة “العربية” نقلًا عن مصادر أن أكثر من مئة عنصر من كتائب النظام المخلوع هاجموا سجن كوبر، بهدف تحرير البشير ورموزه، إلا أن القوى الأمنية ألقت القبض على بعض العناصر التي شنت الهجوم.
وقالت المصادر إنه تم تعزيز الحراسة وزيادة التعزيزات الأمنية في محيط السجن بعد الحادثة.