طهران ــ وكالات
عادت طهران مجدداً إلى التهديد بإرباك الملاحة في مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره قرابة ثلث إجمالي صادرات النفط المنقولة بحرا.
وفى تصريح جديد قديم هددت طهران بان السفن الأميركية في الخليج العربي ستكون في مرمى صواريخها، محذرة عبر أحد مسؤوليها العسكريين من أن أي صدام بين الطرفين سيرفع سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار.
وزعم المستشار العسكري لمرشد النظام الإيراني، رحيم صفوي، إن “أول رصاصة ستطلق في الخليج العربي ستؤدي حتما إلى رفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل الواحد.
هذا فيما دأب المسؤولون الإيرانيون على إطلاق مثل هكذا تصريحات لكن هذه التهديدات لم تجد طريقها إلى التنفيذ، اذ لا تتعدى الألفاظ، في حين يضع القادة الإيرانيون في اعتبارهم “فرس النبي” كنتيجة غير مرغوبة لأي عمل قد يقدمون عليه في مياه الخليج العربي الذي قد يتسبب في حرب، هي آخر ما يريدونه في ظل وضع اقتصادي متدهور وتململ شعبي في الداخل.
وتصاعد منسوب التوتر بين إيران والولايات وطهران مؤخراً مع نشر واشنطن حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، ومجموعة القاذفات الاستراتيجية “بي 52” في المنطقة، وذلك بعد معلومات عن تهديدات إيرانية وشيكة.
وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نشر 1500 جندي في منطقة الشرق الأوسط تحسبا للتهديدات الإيرانية، فضلا عن نشر أسلحة مساندة ذات صبغة دفاعية.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت أن التحرك العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، جاء بعد معلومات أظهرت نصب إيران لصواريخ بالستية قصيرة المدى فوق قوارب خشبية في مياه الخليج، بغية استهداف قوات أميركية وسفن تجارية في المنطقة.
وهدد ترامب إيران بالدمار الكامل في حال اختارت قتال الولايات المتحدة، مبديا في الوقت ذاته انفتاحه على المفاوضات مع طهران لإبرام اتفاق جديد بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي السابق الذي وصفه بـ”الكارثي”.
في غضون ذلك وفي خضم التوتر المتصاعد كشف الحرس الثوري الإيراني عن نشره صواريخ مضادة للطائرات في العاصمة، ضمن إجراءات أمنية مشددة، ستواكب الاحتفال بالذكرى الثلاثين لوفاة المرشد السابق، الخميني.
وقال قائد المليشيا محمد علي يزدي، إن نشر منظومات الدفاع الجوي وصواريخ “هوك” جاء لمواجهة ” أي تهديدات محتملة”، وفق وسائل إعلام إيرانية رسمية.
ولم يدل القائد العسكري بمزيد من التفاصيل عن “التهديدات”، لكن مسؤولين مقربين من المرشد الحالي علي خامنئي تحدثوا، ومنهم مدير التلفزيون الرسمي السابق، محمد سرفراز، الذي توقع، من دون إبداء تفاصيل، أن تتعرض إيران لهجوم عسكري بعد نهاية رمضان.
ومن المقرر أن تشهد طهران في الرابع من يونيو، احتفالا بمناسبة مرور ثلاثة عقود على رحيل مؤسس النظام الإيراني الحالي، الخميني، ومن المتوقع أن يلقي خامنئي كلمة فيه.
وقالت صحيفة “طهران تايمز” التي تصدر بالإنجليزية إنه من المتوقع أن يحضر أكثر من 300 ألف شخص هذا الاحتفال.
وتحدث يزدي عن خطر قادم من “الأجسام الصغيرة الطائرة”، فيما يرجح أن يشير إلى الطائرات دون طيار.
ويواجه الاحتفال أيضا خطرا آخر، غير الهجوم الأميركي المباغت، إذ قد يحدث هجوم داخلي، مثل ذلك الذي وقع أثناء عرض عسكري في منطقة الأحواز العام الماضي.
وفي سبتمبر 2018، هاجم مسلحون حفلا سنويا للحرس الثوري الإيراني، مما أسفر حينها عن مقتل 29 شخصا، في واقعة وثقتها الكاميرات على الهواء مباشرة.