جدة- ياسر خليل
تشهد شوارع جدة هذه الأيام كثافة مرورية كبيرة، ويزداد إيقاع التكدس خلال فترة الأمسيات ، وذلك مع العد التنازلي لإطلالة عيد الفطر المبارك، ويطلق أهالي جدة أسئلة ملحة حول جدوى الجسور والأنفاق ، بحثاً عن تحقيق انسيابية الحركة المرورية ، خصوصا وأن 90 % من شوارع العروس تظل مشغولة، داعين في نفس الوقت الجهات المعنية إلى إيجاد حلول سريعة لمعالجة الازدحام؛
حتى يتسنى للجميع استخدام الطرق الرئيسة، خصوصًا مع التطور العمراني التي تشهده المملكة . وكشفت دراسة مسحية أن 90 موقعا في جدة تشهد يوميا اختناقات مرورية، ما حدا بالأمانة إلى وضع استراتيجية من أجل تفعيل إنسيابية السير ، وبينت الدراسة أن شريحة السكان الذين يستخدمون السيارات الخاصة تبلغ 93% ، فيما يمثل النقل العام بحافلات الشركة السعودية للنقل الجماعي، ما نسبته أقل من 1 % من الرحلات اليومية .
ومن بين الحلول التي اقترحتها الدراسة، التي أعدها كل من الدكتور عبدالرحيم حمود الزهراني أستاذ هندسة النقل والمرور في جامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور عبدالعزيز عسيري مدير تخطيط النقل والمرور في أمانة محافظة جدة، تحت عنوان ” استراتيجية مقترحة لمعالجة قضايا النقل والمرور في المدن الكبرى : مدينة جدة حالة دراسة ” حلول على المدى القصير خلال السنوات العشر القادمة، تتمثل في حلول تنظيمية بتغيير المواقع الحرجة لبعض استخدامات الأراضي،
وتسعير مواقف السيارات للمحاور المزدحمة وتعزيز مبادرات القطاع الخاص، وحلول تشغيلية تتمثل في تحسينات هندسية طفيفة وخطط للسلامة المرورية وتحديث أجهزة التحكم المروري، وحلول تخطيطية قصيرة المدى تتمثل في رفع كفاءة بعض المحاور، ودراسة التأثيرات المرورية مع عمل تعداد يدوي وآلي لأحجام الحركة المرورية
حلول تشغيلية
وأكد على أن الدراسة قيمت الوضع الراهن من خلال تنظيم ورش عمل متفرقة واجتماعات وزيارات ميدانية وحصر البيانات المكتبية والمعاملات السابقة بإدارات الأمانة ومرور جدة وإمارة المنطقة وأمانة المجلس البلدي، وما تردد في وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، وتم الوقوف على الطبيعة لهذه المواقع وتم الاسترشاد برأي الجمهور في أبعاد المشاكل مجال البحث ، كما تم الاطلاع على معظم دراسات التأثير المرورية التي تم تقديمها لأمانة محافظة جدة من المطورين، والتي خلصت في معظمها لوضع الحلول للتقاطعات المحيطة بهذه المشاريع الريادية والخاصة .
وأشار إلى أن الأمانة أنهت استراتيجية واضحة المعالم لحلول تشغيلية وتنظيمية وتخطيطية على المرحلتين العاجلة والآجلة بتكلفة إجمالية تزيد عن ملياري ريال ولعل من أهم مخرجات هذه الوثيقة تحديد 90 موقعا تتكرر بها الاختناقات المرورية؛ بهدف إنشاء جسور وأنفاق ترمي لتقليل زمن التأخير ورفع مستوى السلامة المرورية يجري العمل حاليا على تنفيذ مشاريع على 18 تقاطعا منها.
تزايد السكان
كما أشار الدكتور عسيري إلى أن مشكلات النقل في جدة تتمثل في تزايد عدد السكان المتوقع أن يصل إلى 4,4 مليون نسمة بحلول 2020 ، وتتزايد أعداد الرحلات اليومية التي تصل حاليا لأقل من 7 ملايين رحلة يوميا يقطعها السكان والزوار، ومن المتوقع أن تصل لأكثر من 10 ملايين رحلة في غضون الأعوام العشرة القادمة، فضلا عن تباعد مناطق العمل عن مناطق السكن واستخدام المركبات بمعدلات عالية؛ حيث توجد 299 سيارة خاصة لكل 1000 فرد.
جسور وأنفاق
من جانبها، كشفت أمانة محافظة جدة، أنه خلال سعيها إلى تسهيل الحركة المرورية وفك الاختناقات المرورية، نفذت عددا من مشاريع الجسور والأنفاق، بلغت في مجملها 28 مشروعاً، فيما شرعت بتنفيذ مشروعين هما: مشروع نفق تقاطع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز مع طريق المدينة المنورة، ومشروع جسر طريق الملك فهد مع شارع صاري، ليصل مجموعها إلى 30 مشروعاً في أقل من 10 سنوات
إدارة الحركة المرورية
أوضح مدير تخطيط النقل والمرور في أمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز عسيري، أن من بين الحلول طويلة المدى ( من 10 إلى 25 سنة) التي اقترحتها الدراسة ربط استعمالات الأراضي والمخططات الجديدة والمشاريع الكبرى بالبعد المروري، واقتراح سياسات لاستخدام الأراضي مع تطوير أساليب إدارة الحركة المرورية وتطبيق أنظمة النقل الذكية.
وأبان أن الحلول التخطيطية طويلة المدى تتمثل في مخطط نقل شامل للمحافظة وتطوير خدمات وسائط النقل العام؛ حيث تم الانتهاء من مخطط النقل الشامل للمحافظة بهدف وجود نموذج نقل يكون مرجعا رئيسا لخطط ومشاريع النقل والمرور بالمحافظة على المدى القريب والمتوسط والبعيد وتحدد البنية التحتية المطلوب استكمالها أو توسعتها أو اقتراحها لاستيعاب الطلب على النقل ولتكون آلية تساعد متخذ القرار في اتخاذ القرار السليم لنمو اقتصاد المدينة .
وقال: إن من بين الحلول التي تبنتها أمانة محافظة جدة تطوير المحاور والتقاطعات، من خلال منهجية المكاسب السريعة ، حيث تم وضع أهداف لتحسين الحركة المرورية، وقد روعي في هذه الأهداف أن تكون محددة ويمكن قياسها ويمكن تطبيقها، ومحددة بزمن، ومنها تحسين التقاطعات التي تعاني من ضعف الطاقة الاستيعابية والتي تقع على محاور المدينة الطولية أو العرضية الهامة، من خلال وضع بدائل للتحسين تم تجربتها وقياس نتائجها في أماكن مشابهة من نمط الحركة بجدة، مع تحديد التكلفة التقديرية لكل بديل والمدة الزمنية اللازمة لكل من هذه البدائل .
وأضاف مدير تخطيط النقل والمرور في أمانة جدة: إن التحسينات تهدف في مجملها لرفع كفاءة التشغيل وسلامة المرور وتحقيق الحركة لشبكة الطرق وتخفيف الطلب على النقل وزيادة المعروض من مسارات الحركة؛ تحقيقا لنظام نقل آمن وفعال واقتصادي لحركة المركبات والمشاة.
دراسات لمعالجة الاختناقات بالطرق من جهته، أوضح المركز الإعلامي في الأمانة، أن العمل يجري على إعداد الدراسات والتصاميم المقترحة واللازمة لمعالجة الاختناقات المرورية في الطرق والمحاور، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، ويتم على ضوء الدراسات تحديد أولويات مشاريع الطرق والجسور والأنفاق.