تأتي قمة منظمة التعاون الإسلامي والتي سيفتتخها باذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – على اثر احتفالية التعاون الاسلامي باليوبيل الذهبي حيث مرور خمسين عاما من العمل الدؤوب والدعم الكامل المتواصل من المملكة عبر حكامها الاجلاء .
وأُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 12 من رجب 1398 هجرية (الموافق 25 من سبتمبر 1969 ميلادية) ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة ، ومنذ قيام المنظمة لاتألو المملكة جهدآ في دعم العمل الإسلامي عموما ومنظمة التعاون الإسلامي خصوصا ، فخلال اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة عام 1970 م في عهد الملك فيصل – رحمه الله – ، وافقوا على إنشاء أمانة عامة للدول الإسلامية لتنسيق الأمور بين الدول الإسلامية، ووضع ميثاق للمؤتمر الإسلامي (أصبح اسمه لاحقا منظمة المؤتمر الإسلامي) الذي صدق عليه وزراء الخارجية في في جدة بتاريخ 9 يناير 1973م.
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله أنشئت من خلال مؤتمرات المنظمة العديد من المؤسسات والمنظمات والمراكز دعمآ للعمل الاسلامي المشترك فتم تأسيس محكمة العدل الإسلامية الدولية بقرار صادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث المنعقد بمكة المكرمة عام 1401هـ،
كما تم تأسيس وقفية صندوق التضامن برأسمال قدره مائة مليون دولار وذلك لرفع المستوى الفكري والأخلاقي للمسلمين في العالم، وبلغ دعم المملكة للصندوق ثلاثمائة وثمانية وعشرين مليون ريال، منها خمسة وسبعون مليون ريال تبرع لوقفيته.
كما تبرعت المملكة في عهد الملك خالد لصندوق القدس ووقفيته بمبلغ مائة وثمانية وثلاثين مليون وسبعمائة وخمسين ألف ريال، كما أعلنت المملكة أيضا عن تبرعها لوقفية هذا الصندوق بحوالي عشرين مليون ريال.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ايده الله توج العمل الاسلامي المشترك، ورعى وولد التحالف الإسلامي العسكري وارتقى بالعمل الاسلامي من المؤتمرات الى الميدان ومن الكلمات الى الفعل وضم التحالف الإسلامي الذي أعلنته المملكة 34 دولة “لمحاربة الإرهاب”.
و تٌعد منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعة على أربع قارات. وتُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعماً للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم. وجمع كلمة الأمة ونصرة قضاياها التي تهم ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم.
– جرى اعتماد ميثاق منظمة التعاون الإسلامي في الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في عام 1972.
– ارتفع عدد الأعضاء خلال ما يزيد عن أربعة عقود من ثلاثين دولة، وهو عدد الأعضاء المؤسسين، ليبلغ 57 دولة عضوًا في الوقت الحالي.
– من أجل معالجة هذه التحديات، وضعت الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عُقدت في مكة المكرمة في ديسمبر 2005 خطة على هيئة برنامج عمل عشري يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول الأعضاء. وبحلول نهاية عام 2015، استُكملت عملية تنفيذ مضامين برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون الإسلامي بنجاح. وقامت المنظمة بصياغة برنامجٍ جديدٍ للعشرية القادمة الممتدة بين عامي 2016 و2025.
– يعتبر الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام للمنظمة الحادي عشر، حيث تولى هذا المنصب في نوفمبر 2016.
– من أهم أجهزة المنظمة، القمة الإسلامية، ومجلس وزراء الخارجية، والأمانة العامة، بالإضافة إلى لجنة القدس وثلاث لجان دائمة تُعنى بالعلوم والتكنولوجيا، والاقتصاد والتجارة، والإعلام والثقافة. وهناك أيضاً مؤسسات متخصصة تعمل تحت لواء المنظمة، ومنها البنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). وتؤدي الأجهزة المتفرعة والمؤسسات المنتمية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي أيضاً دوراً حيوياً وتكميليا من خلال العمل في شتى المجالات.