للوسطية والاعتدال قيم عظيمة أكد عليها الدين الاسلامي الحنيف وتترجمها المملكة نهجا قويما في سياستها ومواقفها وسياق خطابها ، بل سجلت ريادة في إطلاق الحوار الحضاري العالمي بين أتباع الأديان والثقافات ومد جسور التواصل، وأنشأت من أجل ذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية التي أجمع العالم على اهميتها واجتمع على التفاعل معها والاسترشاد ببرامجها.
وفي هذا الإطار جاء المؤتمر الدولي حول “قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة”، وإعلان “وثيـقة مكة المكرمـة” وتأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- أن المملكة قامت على تلك القيم ، ولا تزال تؤكد سلامة هذا المنهج ودوره في حماية بلادنا العزيزة وتحقيق أمنها ورخائها ومنعتها في مواجهة كل محاولات اختطاف المجتمع -يميناً أو يساراً- عن هذا الوسط العدل ، والتأكيد على أن الدين شرع مطهر وليس رأياً يرتجل،
وأن كل رأي ليس معصوماً في المطلق ، ودائما ما تدعو المملكة إلى أن تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، والعمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع ، وتعزيز ثقافة التوافق والتصالح والعمل على المشتركات الإسلامية والإنسانية، يقينا بأن عالم اليوم أحوج ما يكون إلى هذه القواسم المشتركة وإعلائها كضمانة اساسية للاستقرار والتعايش بسلام.