جدة ــ وكالات
لا يزال نظام الملالي الحاكم في ايران يمارس دوره التخريبي في المنطقة وبخاصة في اليمن حيث يضطلع بدور مهدد للأمن والاستقرار عبر مده مليشيا الحوثي الإرهابية بالصواريخ والأسلحة التي يوفرها الحرس الثوري المصنف إرهابيا.
هذا فيما تواصل المليشيات الانقلابية استخدام تلك الأسلحة في استهداف المدنيين سيما بالطائرات المسيرة، وكان آخرها ما أعلن عنه المتحدث الرسمي باسم قوات “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العقيد الركن تركي المالكي، الثلاثاء الماضي، من أن الميليشيات الحوثية قامت بمحاولة استهداف أحد المرافق في مدينة نجران، الذي يستخدمه المدنيون من مواطنين ومقيمين بطائرة بدون طيار تحمل متفجرات.
وقبل أسبوعين حاولت ميليشيات الحوثي استهداف محطتي ضخ تتبعان لشركة أرامكو بطائرات “درون” من دون طيار مفخخة، ما سلط الضوء على مسلسل تزويد إيران لهذه الميليشيات بالطائرات المسيرة والأسلحة والصواريخ المتطورة.
وكان التحالف العربي قد أعلن في أبريل الماضي، أنه دمر كهفا في صنعاء تستخدمه ميليشيات الحوثي لتخزين الطائرات بدون طيار “درون” بغرض تنفيذ العمليات الإرهابية.
وفي يناير الماضي، أكد التحالف العربي أن الحوثيين حصلوا على طائرات بدون طيار من النظام الإيراني، وعرض صوراً لـ”درون” من نوع “أبابيل تي”، ويدعوها الحوثيون “قاصف”.
جاء ذلك عقب هجوم نفذه الحوثيون بطائرة إيرانية مسيرة على عرض عسكري في قاعدة العند الجوية بلحج، ما أدى لمقتل رئيس الاستخبارات العسكرية اليمنية اللواء محمد صالح طماح و6 جنود.
وكانت المليشيات الانقلابية قد أقرت في وقت سابق بإطلاق طائرات مسيرة من دون طيار من نوع “قاصف 1” باتجاه الأراضي السعودية.
وكان تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة في اليمن أكد أن “قاصف 1″ تم تجميعها من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن، وأنها متطابقة وفقا للتقرير في التصميم والأبعاد والقدرة من (أبابيل T)، والتي تصنعها شركة صناعة الطائرات الإيرانية”.
في مارس 2018، عرض تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقايا صواريخ إيرانية استهدفت المملكة، بحسب ما أوضحه المتحدث باسم التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، الذي عرض خلال مؤتمر صحافي بقايا صاروخ إيراني الصنع من طراز “قيام”، وصاروخ آخر تم ضبطه من طراز “صياد”.
واعترفت وسائل إعلام إيرانية رسمية بتزويد الميليشيات والانقلابيين في اليمن بهذه الصواريخ.
بل ولم يقتصر الدعم الإيراني للحوثيين على إمدادهم بالطائرات المسيرة والصواريخ، بل إن التحالف ضبط شحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة خلال أكثر من عامين من انطلاق عاصفة الحزم.
وكانت إيران تستخدم طيرانها المدني لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة حتى ما قبل بداية “عاصفة الحزم” عام 2015، حيث إنه بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، أبرموا اتفاقا مع خطوط “ماهان إير”، أقام الحرس الثوري الإيراني بموجبه جسرا جويا بين طهران وصنعاء.
واستمرت إيران بتزويد الانقلابيين بما كانوا بحاجة إليه من أسلحة تحت ذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حتى قصفت مقاتلات التحالف مدرج مطار صنعاء لمنع هبوط طائرة من “ماهان”، بعيد انطلاق “عاصفة الحزم” لدعم الشرعية في اليمن، حيث منع طيران التحالف العربي مرور أية طائرة إيرانية وأرغمها على العودة.
وكانت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، قد اصطحبت 12 سفيراً أجنبياً من مجلس الأمن في جولة في 29 يناير 2018، للاطلاع بأنفسهم على الأدلة التي تثبت تسليح إيران للحوثيين في اليمن.
وقالت هيلي إن أعضاء مجلس الأمن دعوا إلى واشنطن لإطلاعهم شخصياً على أدلة مباشرة “تابعة لبرنامج الأسلحة غير المشروعة لوزارة الدفاع الإيرانية”.
في مايو 2018، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 5 خبراء من الحرس الثوري الإيراني لدورهم في نقل الصواريخ والأسلحة غير المسبوقة للميليشيات الانقلابية وهم كل من مهدي آذر بیشه محمد آقا جعفري ومحمود باقري اظم آباد وجواد بردبار شیر أمین وسید محمد علي حداد نجاد طهراني.
وقال بيان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع للوزارة، أن هؤلاء الخبراء الإيرانيين قاموا أيضا بتقديم خبرات فنية متعلقة بالصواريخ الباليستية إلى الحوثيين في اليمن، كما قاموا بنقل الصواريخ والأسلحة غير المسبوقة لتلك الميليشيات وذلك من خلال فيلق القدس (IRGC-QF).
ووفقاً للبيان قام كل من جواد بردبار شير أمين ومهدي آذر بيشة باعتبارهما قياديين في القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، بالإضافة لمحمد علي حداد نجاد طهراني بتقديم الدعم المالي والتقني والتكنولوجي من خلال سلع أو خدمات تطوير الصواريخ الباليستية عن طريق منظمة ” الجهاد” للدفاع، التي تولت في 18 يوليو 2017 مسؤولية البحث والتطوير للصواريخ الباليستية ودعمت جهود قادة الحرس الثوري الإيراني لتحسين قدرات الصواريخ الباليستية لدى الحوثيين.
وجاء في البيان أن باقري وجعفري يشرفان على نقل مكونات الصواريخ ونشر خبراء الصواريخ الباليستية في جميع أنحاء المنطقة دعماً لنشاطات الحرس الثوري الإيراني.
فيما ذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن كلا من محمد آقا جعفري ومحمود باقري کاظم آباد وجواد بردبار شیر أمین، هم من خبراء وحدة “غدير” للصواريخ في الحرس الثوري.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إن الوزارة صنفت هؤلاء المسؤولين الإيرانيين المرتبطين ببرنامج الحرس الثوري الإيراني للصواريخ الباليستية الإيرانية وتزويد الحوثيين بها وتمكينهم من إطلاق الصواريخ على المدن والبنية التحتية النفطية السعودية، كما عطلوا جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، وهددوا حرية الملاحة في الممرات المائية الإقليمية الرئيسية.