ليس عيباً أن يمارس الإنسان أي عمل حياتي، هو في مقدوره وفهمه ليسد من خلاله متطلباته المعيشية والحياتية، بدلاً من أن يظل عالة على غيره، ويعيش الفراغ الممل، والبطالة المكروهة، وهو قادر على كسب رزقه عن طريق العمل الشريف المناسب، بدلاً من مزاحمة المستحقين من العجزة والفقراء والمحتاجين عند أبواب الجمعيات الخيرية وغيرها.
البعض منا وللأسف رغم قدرته على العمل وحاجته لرفع نسبة مدخوله الشهري، ينأى بنفسه عن ممارسة بعض الأعمال (استحياءً وخجلاً)، والبعض الآخر عكس هؤلاء (بصراً … وبصيرةً).
وللعبرة والاعتبار أورد هنا حالتين، كنت على علم بهما، للاستدلال لا للحصر:
الأولى: صاحبها كان جاراً لي وتقاعد وهو بصحة جيدة، وقد رأى أن مخصصه التقاعدي لا يفي بمصاريف أسرته، فاشترى سيارة، وامتهن حرفة (سائق تاكسي) ووفق فيها، وكانت سبيلاً لاستقراره الحياتي والمعيشي بكل المقاييس؟؟!
والثانية: كنت مسافراً ذات مرة، ووقفت أمام إحدى الكافتيريات الصغيرة المنتشرة على الطريق ، فأخذت من إحداها كوباً من الشاي وعذقاً مشوياً من حب الذرة، وجلست بجانب صاحبها، وكان شاباً لطيفاً في تعامله مع المسافرين، وتبدوا على محياه النباهة والعصامية، والصمود أمام ظروف الحياة وقسوة الأيام؟
قلت له من أي القبائل أنت: قال من ضواحي الطائف، تخرجت من الجامعة ولي بضع سنوات لم أحظ بوظيفة بعد ولي أسرة أنا المسؤول عنها بعد وفاة الوالد رحمه الله، وقد احترفت هذه المهنة منذ تخرجي لأكمل بها مخصصنا الشهري الضئيل.
وبفضل من الله وكرمه، ثم بدعاء والدتي ورحمة بأخوتي الأيتام، فقد نجحت في هذه المهنة، التي كانت سبباً في استقرارنا الحياتي والمعيشي بشكل مقبول ومطمئن والحمد لله.
فأكبرت فيه هذه الروح الطموحة، وقوة العزيمة، والشعور بالمسؤولية .. أتمنى من كل شاب الاقتداء به، في كفاحه وعصاميته. وفي مثله ينطبق قول القائل
شبـــــاب قنـــــــــــع لا خير فيهــــــم
وبورك في الشباب الطامحينا
خاتمة: كلنا يدرك جهود الدولة – أيدها الله – في توفير الفرص الوظيفية للشباب والشابات تحقيقاً لرؤية (2030) والتي ظهرت ثمارها أخيراً على المستويين العام والخاص بشكل يدعو للرضا والاطمئنان وما زالت جهودها في هذا المجال دائبة ومثمرة، أعزها الله وأعانها وحماها وشعبها وحكامها من كل سوء ومكروه.
وبالله التوفيق ،،،
Ali.kodran7007@gmail.com