القاهرة – عمر رأفت
ثمة دلائل اخذت في التكشف عن تورط إيران في الاعتداء على سفن شحن قبالة سواحل الإمارات، والهجوم على محطات شركة أرامكو فضلا عن هجوم صاروخي بالعراق.
وأكد الجيش الأميركي أن لديه درجة عالية من اليقين بأن الحرس الثوري الإيراني مسؤول عن تفجيرات طالت 4 سفن قرب المياه الإقليمية الإماراتية.
ونقلت “رويترز” عن مدير الأركان المشتركة الأميرال مايكل غيلداي قوله: “نحن ننسب الهجوم إلى الحرس الثوري الإيراني”، مضيفا أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” خلصت إلى أن ألغاما لاصقة استخدمت في الهجوم، تعود للحرس الثوري.
كما قال غيلداي إن وكلاء إيران أطلقوا أيضا الصواريخ على مقربة من السفارة الأميركية في بغداد.
وأبلغ المسؤول الأميركي مراسلين صحفيين بأن الاستنتاجات استندت إلى معلومات استخباراتية ودلائل جمعت من المنطقة.
وكان وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، قال بدوره إن من المرجح جدا أن يكون النظام الإيراني، مسؤولا عن الاعتداءات التي وقعت في الخليج مؤخرا.
وليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها تحقيقات أميركية تورط الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في المنطقة بالأعمال الإرهابية ورعايتها.
هذا فيما تصر إيران في كل مرة على لعب دور الضحية وتتناسى التهديدات التي تشكلها على الشرق الأوسط، حيث اعتبرت طهران، أن إرسال الولايات المتحدة قوات للمنطقة مسألة “خطيرة للغاية”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية، عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قوله إن إرسال الولايات المتحدة قوات للشرق الأوسط مسألة “خطيرة للغاية على السلام والأمن الدوليين”.
ونسبت الوكالة إلى الوزير قوله “تزايد الوجود الأميركي في منطقتنا خطير للغاية ويهدد السلام والأمن الدوليين ويجب مواجهته”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت امس الأول نشر 1500 جندي في الشرق الأوسط، واصفة ذلك بأنه محاولة لتعزيز الدفاعات ضد طهران مع اتهام الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة عن هجمات وقعت الشهر الجاري في المنطقة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن 600 من بين الـ1500 جندي الذين أعلن دونالد ترامب عن إرسالهم للشرق الأوسط موجودون أصلا في المنطقة، حيث سيتم سيتم نشر 900 جندي جديد، بينما سيتم تمديد بقاء 600 موجودين هناك.
وقال القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، إن التحرك العسكري في الخليج العربي استهدف ردع إيران
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون لوكالة “أسوشييتد برس” إنه تم إبلاغ أعضاء الكونغرس بهذا الإشعار غداة اجتماع عقده البيت الأبيض لمناقشة مقترحات وزارة الدفاع (البنتاغون) الخاصة بتعزيز الوجود الأميركي في الشرق الأوسط.
في غضون ذلك هدد مسؤول عسكري إيراني، بإغراق السفن الحربية الأميركية في الخليج العربي باستخدام “أسلحة سرية”، لم يكشف عن أي تفاصيل بشأنها.
وقال الجنرال مرتضى قرباني، مستشار القيادة العسكرية الإيرانية، لوكالة أنباء محلية “بوسع إيران أن تلقي بسفن أميركا الحربية إلى قاع البحر بطواقمها وطائراتها باستخدام أسلحة سرية”.
ويرجح مراقبون أن إيران لا تملك أسلحة سرية، وأن حديث مسؤوليها لا يعدو أن يكون سوى “تصريحات ميكروفونية وحركات استعراضية”. وكان فريق التواصل التابع لوزارة الخارجية الأميركية استعرض، الجمعة، عددا من الأسلحة التي أعلنت طهران عن ابتكارها، ليتضح أنها مجرد أكاذيب أو نسخة مقلدة لأسلحة صنعت في دول أخرى.
وفى سياق منفصل كشف باحثون كنديون، عن حملة تضليل مرتبطة بإيران، تقوم على انتحال صفة وسائل إعلام لنشر أكاذيب تستهدف بشكل أساسي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وقال باحثون في مركز “سيتيزن لاب”، التابع لجامعة تورونتو، إن مجموعة “متحالفة مع إيران” قامت بانتحال صفة وسائل إعلام باستخدام مواقع مقلّدة، من أجل “نشر أكاذيب وتضخيم روايات ضد السعودية والولايات المتحدة”.
وأكد الباحثون أن المجموعة التي أطلقوا عليها تسمية “إندلس مايفلاي” تستخدم هويات مزورة لتضخيم الروايات عبر إطلاق تغريدات بشأنها أو إرسال الروابط لأطراف آخرين.
ولفتت إلى أنه “غالبا ما يستخدم صحفيون القصص التي تنشرها وسائل الإعلام”.
وتعمد مجموعة “إندلس مايفلاي” عادة إلى حذف مقالتها الأصلية المزيفة بعد نشرها لإخفاء أثرها، لكن الإحالات إلى المحتوى الخاطئ غالبا ما تبقى موجودة على الإنترنت.
ونشرت المجموعة 135 رواية مزيفة وأوجدت 72 اسما مشابها لوسائل إعلام مشهورة باستخدام أخطاء إملائية شائعة في أسماء المواقع. (على سبيل المثال ذا غاراديان بدلا من ذا غارديان).