مكة المكرمة-المدينة المنورة – واس
أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط، أن سموُّ الرُّوح وطُمَأْنِينة القَلْب، وتَزَكِّي النَّفْسِ، أثر عظيم وعقبى يجدها أولو الألباب كلَّما أقبلوا على ربِّهم فازدلفوا إليه، واغتنموا الفُرَصَ لبلوغ رضوانه، بكمال الحرص على الإحسان الذي أوضح حقيقته رسول الهدى، صلوات الله وسلامه عليه، بقوله: «الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ».
وقال في الخطبة التي ألقاها أمس: لقد نهج رسول الله وصحابته من بعده هذا النهج، فكان لهم في كل مسلك إحسانٌ، وكان لهم في كل فعل وفي كل ترك: مراقبةٌ لله تعالى، وكمالُ توجه إليه، وصدقُ توكُّلٍ عليه، يبدو ذلك جليًا واضحًا، في مواسم الخير حين تُقْبِل، وفي أيَّام الله حين تُظِلُّ، وفي الأزمنة الشريفة الفاضلة حين تَحُلُّ، مشيراً إلى أنَّ من أرفع هذه المواسم قدرًا، وأنبهها ذكرًا, هذه العشرَ الأواخرَ من هذا الشهر، لأنها من أيام الله المباركة، التي منَّ بها على عباده، ليستبقوا فيها الخيرات، وليعظم فيها تنافسهم في الباقيات الصالحات، وليستدركوا ما فرطوا في جنب الله، فتكون لهم العقبى وحسن المآب.
وأكد فضيلته أنه كان لهذه العشر المباركة في حياة النبي مقامٌ عظيم، ومنزلةٌ رفيعة، ولذا كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، عن عائشة، رضي الله عنها، أنها قالت: «كانَ رَسولُ اللهِ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ», أي: يخصُّها بألوانٍ من القُرَب، وضُرُوب من الطاعات، زيادةً على ما كان فيها في سائر أيام الشهر. وأوضح فضيلته أن من ألوان التَّعبُّد الذي كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحافظ عليه في هذه العشر كذلكَ, الاعتكافُ في المسجد وقال : إنه كان إذا تَرَكَ الاعتكاف في رمضان قضاه.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: اعرفوا لهذه الليالي الشريفة قَدْرَها، وارعوا حقَّها، فحسبُها شرفًا، أنْ جَعَلَ الله فيها ليلةً تَفْضُلُ العبادةُ فيها عبادةَ ألفِ شهرٍ، إنها ليلةُ الشَّرفِ العظيم، ليلةِ القَدْرِ فمن حُرِمَ خيرَ هذه اللَّيلةِ، فهو المحروم حقًّا، فلْيَذْرِفْ دُمُوعَ الأسى وعَبَراتِ الحَسْرَةِ، وهيهاتَ أَنْ تُجْدِيَ الحَسْرَة، أو ينفع البُكاءُ بعد فوات الفُرْصة، وانقضاءِ السِّبَاقِ.
وفي المدينة المنورة، تحدّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ عن فضل التحلّي بالقيم الأخلاقية, والاتصاف بمحاسن الخلق التي حثّ عليها الدين الحنيف في التعاملات والممارسات، بما يشيع الرحمة والمودة والألفة في المجتمع.