عواصم ــ وكالات
في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران، على خلفية سياسات الأخيرة العدوانية، واستفحال الازمات الداخلية نتيجة العقوبات الامريكية المشددة، هاجم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي رئيس البلاد ووزير الخارجية، وحملهم مسؤولية توقيع الاتفاق النووي دون استشارته، وانهما لم يتصرفا كما كان يرغب بالنسبة لتطبيق الاتفاق.
وقال خامنئي، في تعليقات نشرها موقعه الرسمي على الإنترنت “إلى حد ما، لم أقتنع بالطريقة التي طبق بها الاتفاق النووي. في كثير من الأحيان، ذكرت الرئيس ووزير الخارجية” بذلك.
وتابع “لا أثق كثيرا في الوسيلة التي دخل بها (الاتفاق النووي) حيز التنفيذ.. وأبلغنا مرارا الرئيس ووزير الخارجية وأرسلنا لهم إخطارا”.
وتعد تصريحات خامنئي التي جاءت في سياق اجتماع له مع طلاب، الأولى التي يلقي فيها باللوم على الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، بالاسم، في مخاوفه بالنسبة للاتفاق.
وينظر إلى روحاني وظريف باعتبارهما من المؤيدين الرئيسيين للاتفاق النووي، داخل النظام السياسي الإيراني.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، العام الماضي، وعاود فرض العقوبات على طهران، قائلا إن الاتفاق لم يتطرق لبرنامجها الصاروخي، ولـ “تأثيرها الخبيث” في المنطقة.
وقبل أسبوعين، أخطرت إيران الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، وهي الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة، بأنها ستتخلى عن بعض التزاماتها، بموجب الاتفاق، بعد عام من انسحاب أميركا الأحادي من الاتفاق.
وتصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعدما عززت واشنطن وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بما في ذلك إرسال حاملة طائرات، وقاذفات بي-52، وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة، في مواجهة ما يقول مسؤولون أميركيون إنها تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة.
وكان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شانهان قال إن التحرك العسكري في الخليج العربي استهدف ردع إيران.
وأوضح الوزير في تصريحات مقتضبة عقب حضور جلسة استماع لإطلاع أعضاء الكونغرس الأميركي على المعلومات الاستخباراتية التي دفعت البنتاغون لإرسال قوة عسكرية ضاربة إلى الخليج، أن واشنطن أحبطت هجمات كانت مخططة ضد الجنود الأميركيين في المنطقة، وذلك عبر عرض القوة العسكرية الأميركية.
هذا فيما يتوقع أن تقدم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون خططها إلى البيت الأبيض لإرسال ما يصل إلى عشرة آلاف جندي إضافي إلى منطقة الشرق الأوسط في خطوة من شأنها تعزيز الدفاعات ضد التهديدات الإيرانية المحتملة، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين.
وفي وقت سابق أعلن مسؤولان أميركيان، أن وزارة الدفاع الأميركية تبحث إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط وسط توتر مع إيران. وكشف المسؤولان أن البنتاغون يدرس طلبا لإرسال 5000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط وسط التوتر مع إيران، بحسب ما أفادت “رويترز”.
وأفاد المسؤولان أن القيادة المركزية الأميركية هي التي قدمت الطلب، وليس من الواضح ما إذا كان البنتاغون سيوافق عليه.
إلى ذلك، أفادت شبكة “سي إن إن” الأميركية بإطلاع مسؤولين رفيعي المستوى من الأمن القومي الأميركي البنتاغون على خطة لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى الشرق الأوسط، وذلك في إطار ردع إيران في ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران، وفقا لـ3 مسؤولين أميركيين مطلعين على القضية.
وأكد المسؤولون الأميركيون أن واشنطن قد ترسل القوات المذكورة على دفعات، لمواصلة ردع طهران مع تعزيز التواجد العسكري في المنطقة حال اقتراب ضربة عسكرية.