البلاد- ياسر خليل
أصبح سيناريو نقل مصنع الغاز الكائن جنوب شرقي محافظة جدة بمثابة لغز محير ، فمنذ أكثر من ثلاثة عقود تتم مناقشة نقل هذا المصنع ، ولكن يبدو أنه سيظل مرابطا في موقعه رغم الشكاوى المقدمة من الاهالي لنقله بعيدا عن النطاق العمراني لما يسببه من أضرار للمكون البشري في محيط المصنع الذي يتوسط أكثر من خمسة أحياء بجنوب شرق المحافظة، ويشكل خطرًا على سكان تلك الأحياء في حال حدثت كارثة لا قدر الله.
وتواصلا للمشهد المزمن لمصنع الغاز وما يشكله من خطورة على الأحياء في محيطه ناقش المجلس البلدي بجدة في جلسته الاعتيادية الـ54 برئاسة عبدالله دخيل الله المحمدي، وحضور الأعضاء سيناريوهات نقل مصنع الغاز ، والسؤال الذي يطرحه أهالي الاحياء الخمسة المتضررين من المصنع هل سيظل المجلس في كل مرة يناقش آليات النقل ، وتكون القرارات والمحاضر بمثابة حبر على ورق ، معبرين في نفس الوقت عن شكرهم لما يبذله أعضاء المجلس البلدي من جهود وحيثيات من أجل نقل المصنع الذي يعد بمثابة صداع دائم يقلق حياتهم وحياة أسرهم ، كما استعرض أعضاء المجلس خطاب لجنة الخدمات وصحة البيئة بالمجلس حول هذا الأمر، وآخر المستجدات بهذا الصدد.
وطالب المجلس خلال الإجتماع بضرورة مخاطبة هيئة الأرصاد والبيئة لإفادة المجلس بدراسة بيئية حول هذا الموضوع، وتحليل المخاطر والتداعيات الناتجة عن وجود المصنع بجوار الأحياء الخمسة والأضرار الناتجة عن ذلك وما يشكله من خطورة في هذا الصدد .
وتابع عدد من سكان الأحياء المتضررة أن يترقبوا مع كل اجتماع للمجلس بأن يصدر قرارا حاسما مع الجهات ذات العلاقة من اجل نقل المصنع بعيدا عن المحيط العمراني وإراحتهم من الصداع اليومي الذي يهدد حياتهم ، ويجعلهم يضعون أياديهم على صدورهم يوميا .
كما استعرض المجلس مخرجات ورشة العمل حول مشروع تطوير طريق الملك عبدالعزيز الذي يحتوي على جسور طولية وعرضية على أهم التقاطعات الرئيسة على الطريق (صاري- حراء- السلام)، وكذلك على جسور دوران للخلف تطبق لأول مرة في المدينة. وبارك المجلس جهود الأمانة الرامية إلى تطوير هذا الطريق، بما يتواكب مع وضعه الحيوي في المدينة. وشدَّد على مراعاة جودة وسرعة الإنجاز في هذه الأعمال.
وأوضح رئيس المجلس عبدالله المحمدي أن المجلس اتخذ العديد من القرارات والتوصيات لمواضيع عدة، منها مقترح إنشاء جسر مشاة بشارع الأمير سلطان، وكذلك رد لجنة الشؤون الإدارية والمالية على مشروع ميزانية الأمانة 1440-1441هـ.
وقال “المحمدي” أنه تم تحديد موعد لزيارة المجلس البلدي مشروع برنامج تصريف السيول مع أمانة جدة، وتقرر أن تكون الزيارة يوم الثلاثاء 1440/ 10/ 15. ويهدف المجلس للوقوف على مراحل تنفيذ العمل بالمشروع أولاً بأول.
حلول جذرية لنقل المصنع
أوضح مصدر مسؤول بأمانة محافظة جدة بأن مسألة مصنع الغاز بجدة محل إهتمام المسؤولين العاملين في الأمانة ، وهم حريصون على إنهاء هذا السيناريو ، لافتا إلى أن هناك دراسة من قبل امانة المحافظة من أجل وضع حلول لمعالجة هذا الموضوع ، موضحا أن الأمانة حريصة كل الحرص على ما هو في المصلحة العامة وخدمة المواطنين.
وكانت المديرية العامة للدفاع المدني أوصت بنقل مدرستين مجاورتين لمصنع الغاز، واعتبر السكان هذا القرار صائباً، مطالبين بالنظر في أمر هذا المصنع وأهمية الإسراع في إبعاده من الحي، مؤكدين أن بقاءه داخل الحي السكني يمثل تحدياً لتعليمات السلامة في الأحياء السكنية، الأمر الذي يعتبر عدم اكتراث بحماية الأرواح والممتلكات، خصوصاً أن المصنع لا يفصل بينه وبين مواقع أخرى سوى أمتار عدة.
ولم يكن مصنع الغاز هو الهاجس الوحيد على طاولة بلدي جدة فقد ناقش أيضا مخرجات ورشة العمل المشتركة بين المجلس البلدي وأمانة محافظة جدة حول المحور الشرقي، الذي من أهم أهدافه تأمين الربط الاستراتيجي بين شمال وجنوب مدينة جدة عن طريق إضافة محور طولي للمدينة، يبدأ من منطقة الحمدانية شمالاً امتدادًا إلى طريق مكة المكرمة القديم جنوبًا؛ وذلك لتخفيف الأعباء والأحمال المرورية على المحاور الطولية، وخصوصًا محور طريق الحرمين. وكذلك لتحقيق انسيابية في الحركة المرورية على شبكة الطرق بالمدينة عن طريق توزيع أفضل للكثافات المرورية، والحيلولة دون حدوث أية اختناقات مرورية، ولتحقيق المزايا الاقتصادية والاستثمارية، وخدمة التوسعات العمرانية شرق مدينة جدة.