انقرة ــ وكالات
تحول شعار للمعارض التركي والفائز السابق بانتخابات إسطنبول أكرم إمام أوغلو “كل شيء سيكون على ما يرام” إلى أيقونة حشدت صفوف المعارضة لمعركة الانتخابات البلدية المقررة في إسطنبول في 23 يونيو المقبل، وبات يقض مضاجع أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، ويثير ذعر الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتصف النسخة الألمانية لموقع دويتشه فيلا الألماني هذا الشعار الذي يستخدمه حزب الشعب ومرشحه للانتخابات أكرم إمام أوغلو، في الحملة الانتخابية، بانه “نابع من الناس ويحمل قصة تلهب مشاعرهم”.
وبدأت قصة الشعار بعد أيام من انتخابات 31 مارس الماضي في إسطنبول في ظل ضغوط كبيرة للنظام التركي لإلغاء النتائج، حين ركض المراهق بركاي البالغ من العمر 15 عاما خلف موكب إمام أوغلو، محاولا الحديث إليه، جرى الطفل رفقة رفاقه مسافة طويلة، قبل أن تتوقف سيارة أكرم أوغلو، وتفتح نافذتها على عجل، ويلقي السياسي بحزب الشعب التحية عليه.
حينها صاح الطفل “أخي أكرم، كل شيء سيكون على ما يرام”، فرد الأخير قائلا: “سيكون كذلك، أيها الشاب.. سيكون كل شيء على ما يرام”.
وبعد إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول بقرار من الهيئة العليا للانتخابات، بعد تلك الواقعة بأسابيع، أعاد أكرم أوغلو الحماس والأمل للمعارضين مع أول ظهور انتخابي له، حيث نزع رابطة عنقه، وأمسك بمكبر الصوت، وصاح في حضور الفعالية: “الطريق طويل، والتوتر في أعلى مستوى، لكننا نمتلئ بالحيوية ونتوق للعدالة والديمقراطية.. لن نستسلم أبدا”.
وأضاف: “كل شيء سيكون على ما يرام”، ما أدخل الحضور في حالة من التصفيق الحاد، محتفين بأكرم إمام أوغلو كمنقذ، لأن الأخير نفسه اختار المقاومة، وليس لعب دور الضحية والاستسلام، حسب دويتشه فيلا.
ومنذ تلك الفعالية، انتشر شعار “كل شيء سيكون على ما يرام” في إسطنبول التي يقطنها 15 مليون نسمة، وتخطى حدودها لكل تركيا، وبات أيقونة لحملة أكرم إمام أوغلو، وللمعارضة للتركية، وكذلك لمقاومة نظام أردوغان، حسب المصدر ذاته.
ووفقا للموقع الألماني، بات الشعار يترد في كل بقعة في إسطنبول، وفي كل فعالية يظهر فيها أكرم أوغلو يردد أنصاره “كل شيء على ما يرام” في صيحات عالية ومتتالية.
وفي خطوة لإظهار مدى التأييد الذي يحظى به المرشح، دشن أنصاره وسم “كل شيء سيكون على ما يرام” على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، وما لبث أن غرد مئات الآلاف بالوسم على الموقع، حسب دويتشه فيلا.
ومؤخرا، انتشر مقطع فيديو لعشرات الآلاف من جماهير نادي بيشكتاش التركي، يرددون الشعار في صوت واحد خلال مباراة لكرة القدم في إسطنبول.
ثم ان الأمر لم يتوقف عند ذلك، فموجة “كل شيء على ما يرام” التي اجتاحت مجتمع إسطنبول، طالت الفنانين والموسيقيين الذين كانوا يترددون كثيرا في الماضي في إظهار أي انتقاد لأردوغان حتى لا يخسروا مكانتهم أو أعمالهم.
وانضم عدد من الفنانين، أبرزهم المطرب تاركان، إلى المغردين بالوسم على تويتر، ودعا إلى انتخاب أكرم إمام أوغلو.
وتعيد حملة التعبئة في صفوف المعارضة في الفضاء الإلكتروني تحت شعار “كل شيء سيكون على ما يرام”، للواجهة احتجاجات “جيزي بارك” في إسطنبول في 2013، حيث غرد مليون مستخدم بـ”احتلوا جيزي”، ووثقوا في تغريداتهم اعتداءات الشرطة العنيفة على المتظاهرين.
وبحسب صحيفة دير ستاندرد النمساوية، فإن رواج الشعار، ووصوله إلى “الأيقونة”، يقلق نظام أردوغان لأنه يحدث تعبئة كبيرة في صفوف المعارضة ومواطني إسطنبول للانتخابات البلدية الجديدة المقررة في 23 يونيو المقبل.
وقالت الصحيفة في تقرير لمراسلها في إسطنبول أن الشعار ينتشر كالنار في الهشيم، لأنه يمثل النقيض لأطروحات حزب العدالة والتنمية الحاكم، فشعار أكرم إمام أوغلو ينشر الأمل والمقاومة على حساب اليأس الذي يعايشه الناس جراء الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ودور الضحية الذي يلعبه أردوغان وحزبه دائما.
ويعكس الشعار ثقة كبيرة في الفوز بالانتخابات في مواجهة نظرية المؤامرة التي ينشرها الحزب الحاكم في الوقت الحالي لكسر التأييد المتزايد لأكرم إمام أوغلو، ضاربة مثالا بترديد أعضاء العدالة والتنمية أن مرشح حزب الشعب مجرد دمية في يد قوى خارجية تريد السيطرة على إسطنبول.