طهران ــ وكالات
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية نقلاً عن مصادر استخباراتية رفيعة قولها: إن قائد فيلق القدس، الإرهابي قاسم سليماني، اجتمع قبل 3 أسابيع بعناصر من الميليشيات الموالية لإيران في العراق، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وطلب منهم الاستعداد للحرب.
وأثار تحرك سليماني، الرامي لتعبئة حلفاء إيران الإقليميين مخاوف أميركا وحلفائها من تعرض مصالحهم في المنطقة لتهديدات، الأمر الذي جعل الخارجية الأميركية تطلب من موظفيها “غير الأساسيين” مغادرة العراق، كما رفعت بريطانيا مستوى التأهب لقواتها ودبلوماسييها، نظرا لمخاطر أمنية كبيرة من إيران.
ورغم الاجتماعات المستمرة بين سليماني والميليشيات الموالية لإيران على مر السنوات الخمس الماضية، إلا أن حديثه هذه المرة كان مختلفًا بحسب أحد المصادر الذي قال: “رغم أنها لم تكن دعوة صريحة للحرب إلا أنها في المقابل لم تكن بعيدة كثيرًا عن ذلك السياق”.
وطبقا لمصادر الصحيفة، فقد حضر الاجتماع جميع قادة الميليشيات التي تنضوي تحت لواء “الحشد الشعبي”، وهو ما دفع مسؤولاً رفيعا كان على اطلاع باللقاء للاجتماع مع مسؤولين غربيين لبحث الأمر.
ويلعب سليماني باعتباره قائدا لفيلق القدس دورًا مهمًا في توجيه تحركات الميليشيات الموالية لإيران وتنسيق عملياتها، حيث مثّل على مرّ السنوات الـ15 الماضية يد إيران في كل من العراق وسوريا، والتي عززت من حضور طهران في هذين البلدين العربيين.
وتأتي الأنباء عن اجتماع سليماني مع قادة الميليشيات الموالية لإيران في العراق، لتزيد من المخاوف المتعلقة بأنشطة إيران الخبيثة، خصوصا بعد ورود تقارير أفادت بأن قافلة صواريخ إيرانية نقلت إلى سوريا الأسبوع الماضي عبر محافظة الأنبار العراقية. وبينما تأخذ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قضية التهديدات الإيرانية على محمل الجد، أبدى وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، قلقه مما وصفه بمستوى الخطر المتصاعد من إيران، مشيرا إلى اتفاق لندن مع واشنطن بتقييم ذلك الخطر.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قد كشفت مؤخرًا عن طبيعة المعلومات الاستخبارية التي دفعت، البيت الأبيض إلى إرسال قوة عسكرية إلى الشرق الأوسط؛ تحسبا لهجوم إيراني وشيك.
وبحسب الصحيفة، فإن 3 مسؤولين أميركيين، قالوا: إن المعلومات الاستخبارية تمثلت في صور أظهرت تحميل الإيرانيين لصواريخ على متن قوارب صغيرة في الخليج العربي، فيما بدا أنه مؤشر على هجوم إيراني وشيك.
إلى ذلك، ذكرت مصادر بالكونغرس الأميركي أن مسؤولين من إدارة الرئيس دونالد ترامب سيدلون بإفادات سرية بشأن الموقف مع إيران الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن طلب مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مزيدا من المعلومات.
وقال معاونون بالكونغرس: إن وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، والقائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، سيحضرون جلسة عصر الثلاثاء المقبل أمام مجلس الشيوخ بكامل هيئته.
وأفادت مصادر في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأنهم يتوقعون أيضا إفادة الأسبوع المقبل مع بومبيو، لكن لم يتم الانتهاء بعد من التفاصيل الأخرى.
في غضون ذلك، بما يشبه الاستجداء، تتواصل الجولة الخارجية لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال لوسائل إعلام رسمية قبل مغادرة اليابان متوجهًا إلى الصين: إنه حري بباقي الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني – يقصد الأوروبيين – أن تتحرك لإنقاذه.
وتابع ظريف: البيانات المؤيدة غير كافية، بالإمكان حماية الاتفاق النووي عن طريق إجراءات عملية، وليس من خلال بيانات التأييد فحسب، في إشارة لموقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذي ما زال يدعم استمرار الاتفاق.
غير أن المفوضية الأوروبية حذرت طهران من الانسحاب الجزئي والتحلل من القيود، التي تهدف إلى منعها من صنع قنبلة نووية، ونوَهت القوى الأوروبية، لا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأنها ترفض أي إنذارات من طهران في هذا الشأن.
وحثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، إيران بالامتناع عن اتخاذ خطوات تصعيدية، بينما يعترف الدبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي بأن التكتل ليس لديه مجال كبير للمناورة؛ حيث يدعم الاتحاد تجنب أي تصعيد آخر.