طهران ـ وكالات
في إصرار واضح على الاستمرار بمشروعها النووي المثير للجدل، أعلنت إيران، تخليها رسميا عن الالتزام ببعض بنود الاتفاق النووي المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وتخزين الماء الثقيل بناء على قرار من مجلس الأمن القومي الإيراني، في ظل تشديد الولايات المتحدة من عقوباتها على نظام طهران.
ورغم إعلان أوروبا أنها ستضطر لإعادة فرض عقوبات على طهران حال انتهكت الاتفاق النووي الإيراني، قال مسؤول كبير في وكالة الطاقة الذرية الإيرانية إن طهران بدأت بالفعل تعليق بعض الالتزامات التي قطعها المجلس الأعلى للأمن القومي، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا”. وكانت إيران قد أبلغت الأربعاء الماضي، سفراء الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، بقرارها “التوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها” بموجب الاتفاق النووي.
وجاء تصعيد إيران في لهجتها العدائية بالتزامن مع مرور عام كامل على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 8 مايو 2018. ويأتي هذا في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة على إثر إرهاب مليشيات إيران في المنطقة وتهديدها للمصالح الدولية والأمريكية، ما دفع واشنطن إلى إرسال قوات عسكرية على رأسها حاملة الطائرات الأمريكية، أبراهام لينكولن بهدف ردع إيران.
وتثار شكوك دولية بشأن مدى التزام إيران بالاتفاق الذي وقعت عليه مع القوى الكبرى، غير أنها استغلت مرحلة الرفع الجزئي للعقوبات، وسعت تحت مظلة الاتفاق النووي لتوسيع نفوذها العسكري في بلدان مجاورة عبر برامج صواريخ باليستية، فضلاً عن تمويل مادي ولوجيستي لمليشيات مسلحة.
في غضون ذلك وفي تصريح يكشف حقيقة النظام الملالي الذي يستخدم كل ما يستطيع دون أي وازع أو رادع، اعلن وزير التعليم الإيراني، محمد بطحائي جاهزية 14 مليون طالب مدرسة للقتال في حال اندلاع الحرب. ولعل هذا أحدث دليل على دأب النظام الإيراني المتكرر منذ نحو 40 عاما على دفع الأطفال إلى ساحات القتال، دون أية مراعاة لسنهم وظروفهم، في مخالفة واضحة للقانون الدولي.
وأثار تصريح الرجل موجة غضب بين المنظمات المعنية بحقوق الأطفال ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي وجهوا سهام النقد إلى الوزير. وبحسب ما أوردت وسائل إعلام إيرانية رسمية، فقد صرح بطحائي : “لدينا الآن 14 مليون طالب مدرسة، هم جاهزون للتضحية بأرواحهم في الحرب، إن لزم الأمر
وكان النظام الإيراني استخدم عشرات آلاف الأطفال والصبية خلال حربه ضد العراق (1980-1988)، وخاصة في فتح حقول الألغام أمام تقدم القوات العسكرية. وأصدرت منظمة حماية حقوق الأطفال في إيران بيانا على صحفتها الخاصة بموقع “إنستغرام” انتقدت فيه تصريحات بطحائي.
وقالت إنه أجدى بالوزير أن يسعى إلى إصلاح المدارس في المناطق المنكوبة التي اجتاحتها الفيضانات قبل شهرين.. وفي شبكات التواصل، كتب إيرانيون منتقدين دعوة توريط الأطفال في الحرب، ونشر بعضهم صورا للوزير وابنه البالغ، داعين إياه وابنه إلى الذهاب بأنفسهم إلى ساحات القتال عوضا عن الأطفال.
وذكر هؤلاء الوزير بأن إرسال الأطفال إلى الحرب أمر غير شرعي، بحسب ما أورد موقع “راديو فرادا” المتخصص في الشأن الإيراني.
وفي السابق، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية النظام الإيراني، وخاصة الحرس الثوري، باستغلال الأطفال الأفغان وإرسالهم إلى القتال في سوريا. وأوضحت في تقرير أن هناك أطفالا أفغان تقل أعمارهم عن 14 عاما، أرسلوا إلى القتال في سوريا التي تمزقها الحرب منذ 2011، وذلك تحت غطاء لواء “فاطميون”.