البلاد – خالد مرضاح
ثمة أسئلة تنطلق من منصة الصحة، فيما إذا كانت البسطات الرمضانية التي تنتشر عقب الإفطار وبعده في أرصفة الأحياء، ذات صبغة قانوينة وتخضع للرقابة من قبل صحة البيئة ، خصوصا وأن طوارئ المستشفيات تستقبل بين الحين والآخر بعض زبائن البسطات العشوائية والتي تعرض مختلف أنواع الأطعمة وهذه البسطات عبارة عن أكشاك ومطاعم متحركة يختلط فيها الحابل بالنابل ويتزاحم عليها الصائمون ، ما يعرضهم للإصابة بسوء الهضم وتهيج المعدة وربما الإسهال ورغم ذلك تظل الرقابة غائبة عن تغطية زخم تحول الشوارع العامة الى مطاعم تعج بكافة انواع المقليات والمشويات واصناف الحلوى والمشروبات الرمضانية .
يقول عبدالله سعيد الشعور بالجوع دفعني للتزود بمنتج غذائي عبارة عن طبق “حلا” مصنوع بواسطة عمالة اجنبية في احد ارصفة حي الصفاء بجدة لأجد نفسي مضطرا لمراجعة المستشفى عقب تناول الطبق مباشرة فيما عانى احد ابنائي من نفس الاعراض التي بدأت باستفراغ والم في المعدة وانتهت الى تنويم لمدة يومين متسائلا عن دور البلديات ومسئولي الرقابة حيال ما يجري.
وتشير باسمة الدوري الى أن كثيرا من الأغذية المعروضة بالشوارع غير صالحة للاستخدام نتيجة تلوثها بالبكتيريا الضارة جراء تعرضها للحرارة والهواء مؤكدة بأنها وعائلتها تعتمد على مطبخ المنزل فقط في اعداد الوجبات في رمضان وسواه من ايام العام ولا تثق بمنتجات العمالة الاجنبية على الاطلاق خاصة فيما يتعلق بالمأكولات واعداد الطعام
في المقابل هناك أسر وطنية منتجة حرصت اولا على التراخيص الصحية والبلدية والقانونية وانطلقت من قاعدة صلبة ثابتة مطمئنة فاستغلت الاقبال على المأكولات بشهر رمضان في اعداد قوائم اطعمة مغلفة تقدم بشكل مباشر وتخزن بنظافة ويتم تصريفها اولا بأول ولهذا تجد تلك الاسر اقبالا كبيرا من قبل الحريصين على صحتهم
وتؤكد شدى عبدالحليم (شيف) صاحبة (بسطة عيلتنا) إلى أن جميع ما يقدم من أكل في بسطتها نظيف وصحي والعاملين كذلك وبتراخيص من البلدية.
وتقول شدى: الحمد لله لم أواجه أية عقبات حيث أنني تقدمت بأوراقي الرسمية لطلب ترخيص البسطة،وأحب أن أشكر موظفي بلدية أبحر وأمانة جدة في تعاونهم وحسن تعاملهم وتذليل بعض الصعوبات في طريقي ،حقيقي قمة التعاون وقمة الأخلاق .
-تجربتي في مجال الطبخ منذ أكثر من ١٠ سنوات حيث أنني بدأت بعمل المخللات وتدرجت للعمل في المعمول ،وكنت أشترك في البازارات والمهرجانات وتعاملت مع شركات كبيرة في مجال الطعام في مهرجانات كبيرة مثل(كنا كدا )،وزادت المنتجات إلى أن وصلت لعمل البوفيهات ووجبات للموظفين .
وحاليا أنا متفرغة لمشروع (بسطة عيلتنا) ،وهي السنة الثالثة للمشروع بفضل من الله .
والذي أريده والتي اتمناها من الجهات الرسمية أن يكون هناك تقييم للبسطات والرقابة عليها من حيث النظافة والعاملين من ناحية صحية.. وهذا يوجب الاهتمام به، وشيء مشجع لمحبي هذا المجال للاهتمام بالمشروع من حيث جودة الطعام والنظافة والشكل العام.
تقول الدكتورة فاطمة الزهراء الانصاري أخصائية الجودة الصحية لا شك أن هناك أهمية بالغة لتكثيف الرقابة على البسطات والعربات المتنقلة التي تدار بواسطة عمالة بعضها سائبة لا هم لها سوى الحصول على المال بغض النظر عن صحة الناس فالأغذية التي تعد في مطابخ المنازل على سبيل المثال أكثر أمانا وأقل خطورة من تلك المعروضة في الهواء الطلق حيث تتعرض للتلوث بحكم الاجواء والمتغيرات وهناك بالطبع قائمة طويلة من الاحتياطات الصحية لبقاء الغذاء في دائرة الآمن النظيف الصالح.
وتشير الدكتورة فاطمة الى أن هناك اسرا منتجة استطاعت تطبيق الاجراءات الصحية الصحيحة كونها اسرا نظيفة حريصة على صحة الأهل والجيران والعملاء بشكل عام ومع هذا فلا بد من سؤال المستهلك عن ترخيص العمل ايا كان للاطمئنان على اقل تقدير.