أمانة الحرف، المهنية، الحيادية، مصطلحات نسمعها ونتداولها في إعلامنا الرياضي كأيقونة ومعلقة، تدعو لمثالية وأخلاقيات التنافس، والمنافسة الشريفة لتسمو بنقل الرسالة الحضارية للمشجعين، وتربي في دواخلهم وذهنيتهم الرقي الإنساني بتقبل نتائج الكرة، دون تشنج وعصبية صارخة. هذه المثاليات في معناها وتطبيقها تمثل كامل الجمال والروعة والرزانة، وتدلل على الإنصاف والعدل وإعطاء كل ذي حق حقه.
لكن في الواقع الرياضي المعاش، هي شعارات وإيماءات لا تطابق واقعاً ملموساً، تكشفها معمعة الميل الكروي المتقلب والمتشنج، لتذهب للأسف بأن تصبح المحرك الرئيس لبوصلة الرأي وطرق كل الاتجاهات بالخداع والتدليس، ونسيان وتجاهل طريق أمانة الحرف والمهنية والحيادية.
• ليس هذا الواقع المرير تخرصا أو تشاؤماً، ولكنه أضحى في السنوات الأخيرة حقيقة وخطًأ معوجًا، تقوده أقلام إعلامية طغت عليها العصبية والا عقلانية، لا يؤمنون بلغة الاعتدال والتجاذبات الحوارية الهادئة، وبقوا أسرى في محيط الإقصاء، وحملوا ألوان الأندية بشعار عصبي وتعصبي؛ انصر ناديك ظالما قبل أن يكون مظلوما…
• المتتبع الفطن للإعلام الرياضي يلحظ أن الشحن والتعاطي الإعلامي المتشنج، سيطر وساد وشمخ يغذيه ويسيره جمهور متعصب ينتشر بمواقع التواصل الاجتماعي، وجدوا سوقاً جذابة لبضاعتهم الرديئة للبحث عن الشهرة والإثارة المفتعلة، وإن كانت على حساب الذوق العام والمنافسة الشريفة، ولا يوجد في قاموسهم وأدبياتهم المعوجة والمتشنجة بطل بالاستحقاق ومجاديفهم دوماً تحمل لغة التشكيك والتضليل، ومع ذلك تقدموا الصفوف الأولى وجلسوا على منابر ومكاتب النخب والعقلانيين.
• الكثير يسأل، وأنا منهم.. ما هو الحل؟! واختصره باستشعار وتذكار وتذكر قوله سبحانه وتعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). صدق الله العظيم.
والله ولي التوفيق
haledalharbi