واشنطن ــ وكالات
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال البارجة الحربية “يو أس أس أرلينغتون” إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك في آخر تطور على الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة المرافق للتوتر المتصاعد مع إيران.
وقال البنتاغون في بيان: “وافق وزير الدفاع المؤقت باتريك شاناهان على تحريك البارجة يو اس اس أرلينغتون وبطارية باتريوت إلى القيادة المركزية الأمريكية (القيادة المركزية بالجيش الأمريكي تغطي منطقة عملياتها الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا) بناء على طلب من القيادة الأسبوع الماضي”.
يشار إلى أن إعلان البنتاغون هذا يأتي بعد إعلان البحرية الأمريكية دخول حاملة الطائرات الأمريكية، أبراهام لينكولين إلى البحر الأحمر عبر قناة السويس، الخميس الماضي، على رأس قوة ضاربة في خطوة تهدف للتصدي لأي أعمال عدائية من إيران بعد تصعيد العقوبات الأمريكية على طهران وآخرها عقوبات على قطاعات الحديد والصلب والألمنيوم.
وحذرت الولايات المتحدة من أن إيران قد تستهدف سفنا تجارية أميركية، بما في ذلك ناقلات نفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في منطقة الشرق الأوسط.
وتشير تقارير استخباراتية أمريكية الى أن إيران حركت على الأغلب صواريخ بالستية قصيرة المدى وصواريخ كروز على متن قوارب صغيرة تابعة للحرس الثوري في الخليج، وأن الجيش الأمريكي يعتقد أن هذه الصواريخ يمكن أن يتم إطلاقها من على متن هذه القوارب الصغيرة.
وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية استعداداتها لردع أية تهديدات إيرانية بمنطقة الشرق الأوسط بعدما علقت طهران، بعض تعهداتها الخاصة بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.
وتعتبر منظومة “باتريوت” الدفاعية الجوية الأمريكية أفضل منظومة صاروخية لمواجهة الصواريخ المعادية وإسقاطها؛ لذا تعتمد عليها عدة دول بشكل أساسي في حماية أجوائها، ومراكزها الاستراتيجية والحساسة خلال الحروب.
واستخدمت الولايات المتحدة هذه المنظومة خلال حرب تحرير الكويت عام 1991، لأول مرة في الخليج العربي، وأسقطت بها العديد من صواريخ “سكود” العراقية.
وتستعمل بطاريات “الباتريوت” أنظمة متقدمة للصواريخ الجوية الاعتراضية، وأنظمة رادار ذات كفاءة عالية، ومضادة للصواريخ، حيث إن لها القدرة على ردعها بجميع أنواعها.
وتعد “باتريوت” منظومة الصواريخ الأفضل في منطقة الخليج، بحسب آخر تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية وصول قاذفات من طراز بي-52 لقواعدها في المنطقة، لتكون جزءا من قوات إضافية بالشرق الأوسط، تهدف للتصدي لما تقول إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها “مؤشرات واضحة” على تهديد للقوات الأمريكية من إيران.
وتعد القاذفة بي 52 من الأسلحة التي تنتمي إلى عصر الحرب الباردة، إذ ترمز إلى القوة الأمريكية في مجال سلاح الجو بفضل حمولتها الكبيرة من القنابل والذخائر التي تبلغ 35 طناً.
ونفذت القاذفات “بي 52″ ما يعرف بـ”القصف البساطي” خلال حرب فيتنام وحرب الكويت عام1991، وكانت تطير أحيانا من الولايات المتحدة وتقصف أهدافاً في العراق ثم تهبط في قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي.
كما استخدمت بكثافة أثناء العمليات الأمريكية في أفغانستان عام 2001، ولجأت إليها القوات الأمريكية في قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا في الآونة الأخيرة.
وباتت القاذفة قادرة على إطلاق صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، كما أنها قادرة على حمل صواريخ تحمل رؤوساً نووية وصواريخ باليستية لقصف أهداف من مسافة مئات الكيلومترات.
وتتميز القاذفة بوجود نوافذ إضافية تغلق لحماية طاقم الطائرة من الضوء الناجم عن الانفجار النووي مما يؤكد أنها مجهزة لإلقاء قنابل نووية.
ويمكن للقاذفة التحليق لمسافة 8 آلاف ميل دون إعادة تزويدها بالوقود في الجو، وهكذا يمكنها الوصول إلى أي مكان في العالم.