عرض وتحليل- حمد حميد الرشيدي
عن (النادي الأدبي بالرياض ) ، وبالاشتراك مع (المركز الثقافي العربي) بالدار البيضاء صدر ديوان بعنوان” أنشودة التيه” للعام الحالي2019م للشاعر/ مبارك الهاجري.
ويقع هذا الديوان في 95 صفحة من القطع المتوسط، وهو يضم مجموعة من القصائد العمودية، باستثناء نص واحد جاء تحت عنوان ” هذاك حلمي” كان من ” شعر التفعيلة”. ومن الواضح لمن يستعرض جميع نصوص الديوان اهتمام شاعره بالإيقاعات, والموسيقى الخارجية، وما تعكسه بعض المفردات والجمل من جرس أو نبرات إيقاعية حادة. وتتمثل لنا هذه النبرات الإيقاعية في جانبين: هما (الإيقاع الحرفي) و(الإيقاع العروضي).
والمقصود بالإيقاع الحرفي هو ميل الشاعر وتركيزه على استخدام (التكرار) لبعض المفردات والجمل، كلازمة شعرية، لا تخلو من الجرس الموسيقي الجميل، الناتج عن هذا التكرار في سياق شعري معين.
ومثل هذا كثير وشائع في الديوان, كقوله من قصيدة ” أضاعوني”:
أضاعوني فتى أسمرْ بلا رسم ولا منظرْ
أكن الليل في رئتي فأنفث في الهوا عنبرْ
أضاعوني وما للصبـــــح في عيني من معبرْ
أضاعوني أضــــــاعونـــــــــي
أضاعوني فتــــى أسمــــــــرْ. الديوان: ص23
ويتمثل لنا التكرار هنا في الفعل” أضاعوني” الذي كان بمثابة لازمة شعرية حرفية، تكرر ورودها كثيرًا على امتداد أبيات القصيدة.
أما فيما يخص (الإيقاع العروضي) فقد قصدت به أن الشاعر قد ركز في أغلب قصائده على استخدام (البحور الشعرية) ذات التفعيلات الصافية، وغالبًا ما تأتي هذه البحور ” مجزوءة” أي بحذف إحدى التفعيلات الأساسية المكونة للبحور التامة أو الكاملة.
وهذا مما جعل الموسيقى الخارجية المنعكسة عن مثل هذه البحور وتفعيلاتها، وخاصة لدى استخدام الشاعر ” التقفية ” ذات الجرس الموسيقي الحاد المكرر ظاهرة بشكل جلي, تميزها أذن السامع أو عين القارئ بسهولة .
ومن أمثلة ذلك قوله من قصيدة ” صباح الخير” من بحر” الوافر المجزوء”:
صباح الخير يا عمري
صباح الورد والزهرِ
صباح الأمنيات البيض
في خيط من الفجرِ. الديوان، ص33.