عندما فرض رب العالمين علينا الصيام ربطه بالتقوى ،قال تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «
الصوم عبادة مميزة فرضها الله وخصّها لنفسه تعالى
فهو يربي في الإنسان قوةَ الإرادة ،وصِدق العزيمة، ويمكنه من التحكُّم في العادات النفسية، ومقاومة الرغبات والشهوات وهو الذي يدفعه إلى طاعة الله ويحجزه عن معاصيه
ونحن لا يحق لنا ان نحصر الحكمة في الصيام بأنه يشعرنا بمشاعر الفقراء والمساكين والمحتاجين للطعام والشراب فقط
فالحكمة ارقى وأجلّ
لعلكم تتقون هذه هي الحكمة الصحيحة للصيام.
فالصيام هو الوسيلة الحقيقية للوصول الى التقوى
والصدّ عن متع الحياة بكامل الطواعية والعبودية لله لهو تحقيق لمعنى التقوى
ومما يميز الصيام عن غيره من العبادات أن الله سبحانه لم يقيد أجر الصيام ولا عدد الحسنات التي يحصل عليها الصائمون
حتى يسرح كل صائم في ملكوت ربه وهو طامع في الجزاء الذي وعده
« إلا الصوم فإنه لي وأنا أجز به «
في رمضان شهر الصيام ونحن نؤدي هذه الفريضة العظيمة علينا أن نختبر أنفسنا هل اكتسبنا من صومنا تقوى ربنا فحافظنا على طاعته بفعل ما أمره به، وترك ما نهى عنه؟
فإن وجدنا أنفسنا كذلك، فلنحمد الله، ولنستمر على السير إلى ربنا جادين في طلب رضاه .
وإن وجدنا غير ذلك، فلنراجع أنفسنا ونجاهدها على تحقيق ما شرع الصوم من أجله، وهو تقوى الله.
خلاصة القول ياجماعة.. إن الله جعل الصوم مضماراً يتسابق العباد فيه ليصلوا إلى طاعته فهنيئا للفائزين