تم عقد الملتقى العلمي التاسع عشر للأبحاث والعمرة في رحاب جامعة طيبة، والتي امتدت لمدة يومين ، عرضت فيها العديد من الأبحاث العلمية والتي يمكن الاستفادة منها في تطوير خدمات الحج والعمرة، وقد خرج هذا الملتقى بـ ٣٣ توصية كما أشارت مجلة الحج والعمرة في عددها رقم ٨٩ شعبان ١٤٤٠هـ
سأذكر بعضا منها وهي في مجال المدن الذكية وذلك لتوفير متطلبات المدن الذكية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من بنية تحتية ومرافق وخدمات وغيرها ، وفي خدمة ضيوف الرحمن التوسع في تطبيق المخيمات والمساكن الذكية. وفي مجال اثراء التجربة بناء وقياس مؤشرات جودة الحياة الروحية والنفسية ومدى الطمأنينة لدى ضيوف الرحمن عند ممارستهم لشعائرهم ومناسكهم، وتنظيم رحلات لضيوف الرحمن للتعرف على تاريخ الحرمين الشريفين وعمارتهما وتراث المملكة وانشاء متاحف وأفلام وثائقية واستخدام النماذج التفاعلية والتقنيات الحديثة في ذلك،
واجراء دراسات اقتصادية عن رغبات وأوجه الانفاق للجنسيات المختلفة من ضيوف الرحمن لتوفير متطلباتهم الشرائية والغذائية والسكنية والسياحية وإنعاش الاقتصاد المحلي. وفي مجال التوعية التأكيد على أهمية وتوجيه الاعلام نحو التوسع في نشر مقاصد الحج وغاياته وثقافة المثالية فيه وتوعية الشركات والمؤسسات العاملة في منظومة خدمة ضيوف الرحمن. وفي مجال جودة المرافق والخدمات التوصية بإيجاد منصة الكترونية مشتركة وموحدة للربط بين أنظمة الجهات المعنية بخدمات ضيوف الرحمن، ورفع جودة الخدمات المقدمة في المواقيت المكانية، مع زيادة نسبة دورات المياه المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة،
وترقيم مواقف الحافلات لحل مشكلة الحجاج التائهين وتوفير مسارات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة لتسهيل وصولهم للحرمين الشريفين والمرافق المختلفة. وفي مجال الصحة والسلامة أوصى الملتقى إلى تدريب جميع العاملين في خدمة ضيوف الرحمن على الإسعافات الأولية وأساسيات مكافحة الحريق والسلامة العامة وتطبيق النظام الصحي الالكتروني وتصنيف الحالة الصحية للحجاج لتقديم الخدمات الصحية لهم بكفاءة عالية عن طريق مؤسسات متخصصة وتطوير الخدمات العلاجية في مراكز الرعاية الصحية الأولية. وفي مجال التغذية أوصى الملتقى بوضع معايير لجودة الأغذية المقدمة وتكثيف التوعية للجهات الرسمية والمؤسسات الخيرية القائمة على الاطعام الخيري بمعايير تقديم الوجبات.
وفي مجال العمران وإدارة الحشود وضع استراتيجية للحفاظ على التراث العمراني والهوية العمرانية بمكة المكرمة والمدينة المنورة. أما في مجال الاستدامة أوصى الملتقى العناية بالأوقاف المتعلقة بخدمة ضيوف الرحمن والعمل على تنميتها والتوعية باهمتها وتنويع مجالات الوقف. وفي مجال السلامة والبيئة أوصى الملتقى بوقف أنشطة قطع الصخور عند سفح جبل ثور وإزالة الكتل الصخرية غير المستقرة، ومعالجة مخاطر الانهيارات الصخرية على المناطق الجبلية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وزيادة التشجير بمكة والمدينة وزيادة المساحات المضللة وزيادة أجهزة الرذاذ لتلطيف الجو.
نخلص مما سبق أن أبحاث الحج والعمرة مهمة لاكتشاف المشاكل والسلبيات الموجودة أثناء الحج والعمرة لنستنتج المزيد من التوصيات التي تنعكس ايجاباً على جودة خدمات الحج والعمرة.
أستاذ المحاسبة بجامعة جدة