حنان العوفي
اليعني إني إنسان مثله مثل كل مخلوقات الله – عز وجل – يتمتع بكامل حريته وحقوقه ، لكن ما يتميز فيه إنسان اليعني إني ، أنه يعيش وفق نظرية الإنسان المختلف عن البقية ، وهو ممكن أن يكون رجلا أو امرأة ، وكوني امرأة فإنني أكثر قدرة على وصف المرأة اليعني إني ، فهي تلك التي تكون الأصغر سنا في المجلس النسائي ، والأكثر جمالا ، والأطيب قلبا ، اليعني إني تتقن كل شيء ولا يمكن أن تخطيء في حق أحد لذلك هي لا تعتذر أبدا ،
وفي الواقع بعد الدراسة والبحث والتقصي في هذا الأمر ، اكتشفت اكتشافا جديدا بالنسبة لي ، ألا وهو أن اليعني إني قد يكون عرضا مرضيا ينتاب الناس جميعا مثله مثل الزكام ثم يتعافى منه صاحبه ، لكنه قد يتفاقم عند آخرين ليصبح داءً مزمنا لا وسيلة للخلاص منه لمن لم يتدارك نفسه ويعالجها من البداية ، وما يؤسف حيال هذا الأمر أن أكثر الناس الذين تتفاقم لديهم هذه الحالة لا يدركون أنهم يعني إني مما يصعب علينا معالجتهم ، حدث لي ذات مرة أن عملت مع واحدة عرفت بحكم عملنا سويا أنها مولودة في نفس العام الذي وُلدتُ فيه ، وقد تزوجت مرتين ولها أبناء من كلا الزوجين ،
ولا أعرف كيف ومتى تسربت لها فكرة أنني أكبر منها عمرا ، كانت تتصرف معي وكأنني إنسان ما قبل التأريخ وهذا الوصف لا يعني أنني بدائية ، بل يعني أنها ما زالت صغيرة تجهل الحياة ، وبسهولة يمكن للآخرين النيل منها ، وأنا فقط بخبرتي وبعمري الذي عاصر كل العصور أستطيع إنقاذها من براثن الشر ، هذه الزميلة العزيزة توفي زوجها الأول ولها منه أبناء ،
وتزوجت قريبا له وفي كل سنة تنجب منه طفلا وحجتها في ذلك كي لا يتركها الثاني من أجل عدد الأبناء بينهما ، ما كنت سأنقذها بفكرةٍ كهذه أولا : لأنني أدرك جيدا أن الأبناء ليسوا سببا في استمرار الزواج، وثانيا : لأنها لا تخطر ببالي ، وثالثا : من أراد البقاء سيبقى مهما كانت الصعوبات ، والرحيل لايحتاج لأسباب أكثر من أنك تريد ذلك ، لكنها تعتقد أن لديها ما يكفي لتهديده عموما ” ما علينا ” يقول رشيد الدهام:
طرد السراب لمن يحسبه ماء ماهو مشكلة,
المشكلة طرد السراب لمن يعرف إنه سراب