جدة- البلاد
تمتد العلاقات السعودية- الروسية إلى الحقبة السوفيتية، حيث كان الاتحاد السوفيتي الدولة الأولى غير العربية، التي اعترفت في العام 1926 بالمملكة دولة مستقلة.
واستمرت العلاقات بين البلدين منذ ذلك التاريخ وتوجت بزيارة الرئيس فلاديمير بوتين؛ للرياض، في فبراير 2007م، ومن ضمن جولته الرسمية كانت زيارة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي؛ حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز– أمير الرياض وقتها – واحتفى به في جولة أدهشت الرئيس الروسي.
وتطورت العلاقات الاقتصادية بين الرياض وموسكو بوتيرة متسارعة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى روسيا الاتحادية في الخامس من أكتوبر 2017 وهي أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا ووصفها بوتين بـ”الحدث التاريخي” والشرف الكبير قائلاً: “إن هذا يبين كيف ترتبط المملكة العربية السعودية ببناء علاقات مع روسيا”.
وشهدت الزيارة توقيع أكثر من 15 اتفاقا بشأن التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، أبرزها اتفاقية لإطلاق صندوق مشترك بقيمة مليار دولار للاستثمار في مشاريع طاقة، وأخرى بالقيمة نفسها للاستثمار في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
ودعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الرئيس بوتين لزيارة المملكة العربية السعودية، حيث قبل الرئيس الروسي الدعوة، على أن يتم تحديد موعد الزيارة لاحقا. وكانت المملكة وروسيا قد أطلقتا بعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى روسيا في عام 2015، صندوقا استثماريا مشتركا بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مختلفة في روسيا.
توافق في سوق الطاقة
يميز العلاقات بين البلدين تعدد المصالح المشتركة، لاسيما في القطاع النفطي، فكلا البلدين يعتبر من أكبر المؤثرين الرئيسين في سوق النفط العالمية، وهذا جعل التقارب بين روسيا والسعودية قضية مهمة. وعززت السعودية وروسيا مواقفهما في سوق النفط بتوقيع بيان مشترك في سبتمبر 2016 يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، وأثمر هذا التعاون بتوصل مجموعة من منتجي الخام إلى توقيع اتفاق فيينا النفطي القاضي بتقليص إنتاجهم بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا.
ويتجه البلدان إلى بناء علاقة استراتيجية في جميع المجالات، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساعد في استقرار أسواق النفط العالمية بالإضافة إلى زيادة التبادل الاستثماري بين البلدين. حيث يعتبر كلا البلدين من أكبر المؤثرين الرئيسين في سوق النفط العالمية، وهذا جعل التقارب بينهما قضية مهمة.
وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أعلن أن المملكة العربية السعودية تخطط لاستثمارات ضخمة في صناعة البتروكيماويات في روسيا. وقال الفالح : “ناقشنا مع رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة توسيع قاعدة المشاريع الاستثمارية في روسيا وذلك من خلال استثمارات ضخمة جدا ليس فقط في صناعة الغاز، ولكن أيضا في صناعة البتروكيماويات في المستقبل، حيث توجد تربة لمستقبل واعد”.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في الاقتصاد الروسي، وبالمقابل ستقوم روسيا باستثمارات مماثلة في الاقتصاد السعودي. ووقعت شركة “أرامكو” السعودية، مذكرة تفاهم مع شركة “غازبروم نفط” (للتعاون في مجال التقنيات والبحوث والتطوير) تهدف إلى التعاون في مجال التقنيات والبحوث والتطوير والتدريب كما كشف صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي عن توقيع 9 صفقات استثمارية مع السعودية بقيمة مليار دولار في قطاعات مختلفة، تشمل البنية التحتية والبتروكيماويات وقطاعات أخرى.