حنان العوفي
لا أحد في هذه الحياة فوق مستوى النقد ، وإبداء الرأي سلبا أو إيجابا هو حق مشروع للجميع ما دمت تحافظ على مساحة الاحترام التي تفرضها عليك قوانين الذوق والأعراف الاجتماعية ناهيك عمَّا يفرضه علينا الدين حيال هذا الأمر ، وكي نجيب عن سؤال عظيم كهذا ينبغي لنا سنوات طويلة من البحث والتقصي والدراسة ، فأنت عندما تنتقد رجلا بهذه المكانة تكون قد فهمت ماذا يعني هذا التجمع الإنساني في رجل واحد ، وخير من يرد عن غازي هو تاريخ غازي نفسه لأنك لا تعرف هل تختار أن ترد بغازي الأستاذ أم غازي السفير أم غازي الوزير أم غازي الأديب أم غازي الإنسان الذي أسس بناءً متكاملا من الإبداع ؟ النقد في مثل هذا التوقيت هو خدش لمشاعر المحبين له ، عندما تنتقد أديبا تكون في حالة من أصل حالتين ، إما أن يكون هو على قيد الحياة ويسمع ما تقول ، فيرد عليك أو يتجاهلك كأنك لم تكن ، وإما أن يكون راحلا فتتنازل وتترك الأمر لما بعدنا من عصور عندما نزول جميعا ، ويأتي جيل يسمع عن غازي دون أن يعاصره ، فيكون هنا نقده أقرب للحياد ويخلو من شُبْهة الصعود على أكتاف العمالقة ، تماما كما يفعل أحدنا عندما ينتقد شعراء معركة النقائض على سبيل المثال ، الألفاظ الخادشة ليست فقط للحياء ، لكن هناك ألفاظ خادشة للحياة بأكملها ، لمَ يُقارن غازي بأديب آخر ، هل المقياس جائزة نوبل ؟! عجبا كيف ينظر بعض الناس للرموز في بلدانهم ، مُدّعين الاطّلاع والمعرفة بزج أسماء آخرين من بلدان أخرى على أنهم أفضل من الأديب السعودي ، غازي القصيبي هو بحد ذاته جائزة عظيمة لأدبنا العربي السعودي بما أضافه من فكر وإبداع:
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد
ونحن جزيرة العرب افتداها
ويفديها غطارفة وأسد