أستكمل معكم قرائي الأعزاء قراءتي للقصيدة، مواصلًا الحديث عن المفارقة والمقارنة بين حال الطفل مع لعبته، والشاعر مع قصيدته في قول شاعرنا:”مثل طفل ٍ كان يبنـي ويهـدم منزلـه في هديل البحر واصطادته موجة حمام”يقول (فرويد):” المبدع مثل الطفل مع لعبته”.
و (سارتر) يقول: “إنَّ المبدع يشبه النجار الذي عندما ينتهي من صنع طاولة ينظر إليها ويقول: هل أنا من صنع هذا؟! وهناك دراسات في علم النفس تشير إلى أنَّ المبدعين عندما يكونون في حالة الكتابة… النحت… التلحين تنتابهم حالة انفصام عن الواقع.وفي كتابه (التحليل النفسي والأدب)، يذكر الناقد (بيلمان نويل): “أنَّ الكتابة الأدبية ليست هي “الواقع” بل هو الواقع المموّه، حسب ترتيب المبدع نفسه لأدواته وأفكاره وقضاياه.
كما يفعل الطفل حين يمارس لعبة من ألعابه، لتمثيل فكرة تملأ عليه وجدانه وخياله ليستمتع بما جمع حوله من أجزاء اللعبة”. ويعتبر (نويل) أنَّ القصة والفن والشعر أنواع من أشكال اللعب، الذي يمارسه الكاتب والشاعر لاستعادة ألعاب طفولته، تلك الألعاب الطفولية التي لم يعد من المجدي اللعب بها عند الكبر إلا بهذه الطريقة”.
ويمضي بنا الشاعر موصفًا حالته أكثر:”جيت لاسهم ٍ تناسـى ولاجـرح ٍ دلـه,عن هوى اللي ينزعون الجروح من السهام جيت للدنيا قمر وجه صوتـي حنظلـه ,تحت جلدي ذاكرة خبت من رمل. … وعظام”فالشاعر يلبي نداء الغريزة المشتعل في صدر القصيدة، ويأتيها وهو يعترف في حضرتها ولسان حاله يقول: “أتيت إليك مستجيبًا رغم كل ظروفي، مضرجًا بكل جراحاتي، جئت كما أنا بلا رتوشٍ ولا تزيينٍ، لم أَخُذْ استعدادي لِلِقِائِكِ أيَّتها الفاتنة، ربّما لم يسعفني الوقت، وربَّما لا أملك ملابسَ جديدةً ولا أنيقةً، ولا عطرٌ أرشُّهُ عليّ، ولعلَّ ذلك بسببٍ أنَّك لا تريدين أيًّا من ذلك، ولا تأبهين به”! أتيت لك أيتها الدنيا “القصيدة” قمرًا من ضياء طهري، وحنظلةً من مرارة واقعي وحالي. أتيت أحمل في أعماقي؛ تحت جلدي ذاكرة الخبت / الصحراء الموغلة في أعماق تاريخي، وتاريخ آبائي واجدادي كابرًا عن كابرٍ، وأحمل في الوقت نفسه كل التصحر الذي يملؤني من الوريد إلى الوريد.
وكما يقول “صلاح الراشد” وآخرون بأنَّ هناك قانونٌ كونيٌ ينص على أنَّه “كما في الداخل كذلك في الخارج”، فبذلك يكون الخارج هو ذاكرتي الـــــــ (صحراء) والداخل هو قلبي الـــــ (تصحر)”.الذاكرة التي يحملها الشاعر وهو يلج محراب القصيدة مكتنزةٌ بحكاياتٍ الصحراء الساحرة؛ ذات البطولاتٍ الحقيقية والوهميةٍ أيضًا.ومفردة (عظام) ترمز وتشير للموت والبلى. وهي تُذَكِرُ بتاريخٍ حافلٍ من المعارك والحروب يسكن ذاكرة الشاعر، ويستوطن تاريخه، وتلك المفردة أيضًا تذكر بآباء الشاعر وأسلافه الذين قضوا نحبهم في الصحراء جراء القتل / الجوع / العطش / المرض / الجهل / انتهاء الأجل، وروت دماؤهم خُبُوُتَ الأرض، وكست عِظَامَهُمُ ثَرَاهَا.وما كان ينبغي لشاعرنا أن يترك هذا الإرث وراء ظهره في لحظةٍ فارقةٍ وماتعةٍ وملتبسةٍ كتلك.
لماذا؟ لعلَّ ذلك الإرث هو زاده وزوادته التي تعينه في قضاء وطره؛ إخراج القصيدة العصيَّة كما يُخْرَجُ ماردٌ من قمقمه.” لي سما عالي وحفنة سديم و …. وسنبله,سبحت فيها وغنت عصافيـر الغمـام”للشاعر سماؤه العالية؛ سماء إبداعه، وله أيضًا (حفنة سديم)، ومن دلالات (السديم): الضباب الخفيف. وتطلق على ما يرى في السماء ليلاً من أنوار باهتة؛ قادمة من نجوم ضعيفة أو من تجمع غازات مضيئة. (حفنة سديم) معطوفة على (سما عالي)، وتشترك العبارتان في معنى العلو والارتفاع، وذلك متسقٌ ومتماهي مع ارتفاع شأن إبداع الشاعر، وعلو كعبه من وجهة نظره، وفي الغالب كل شاعر يرى في إبداعه العلو والرفعة والتجاوز، وكأني بهم يرددون في عقولهم الباطنة ليل نهار مع جدهم العظيم (المتنبي) قوله مفتخرًا بشعره:”وَمَا الدّهْرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِديإذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهرُ مُنشِدَا”شاعرنا يريد مساحةً أوسع من “السماء”، ومما حولها ليحلق بعيدًا هناك مثل طائرٍ يطير إلى مسافاتٍ أعلى، مثل ما يفعل الحمام، وأكثر.حمل الشاعر في سفينته إلى محرابه: (سماءه) و(حفنة سديم) و(سنبلةً)، لم يفصح عنه خضراء أم يابسة! ولكنها على أيَّة حالٍ تشي بالخصب، وترمز للولادة. ومن يدري فلعل الحالة التي تلبست الشاعر ليراودها عن نفسه تطلب منه الولد؟ ألا تعد القصيدة بنتًا للشاعر؟ وكما تلد الأرض/الحقول سنابلَ، فالشاعر يلد قصائدًا.
واللقطة المذهلة تكمن في حمل الشاعر (سنبلة)؛ بعيدا هناك في السماء. فالسنابل عادة ما ترتبط بالأرض والزراعة، لكن الشاعر -حفيد المتنبي-لا يرتضي الأرض رَحِمًا لإبداعه. وكأني به يقول:(عليَّ “الملازيم” في غير السماء لن ألدك)!يذكرنا النص برؤيا الملك في قصة يوسف عليه السلام؛ “سَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ”! وتأويله لها، غير أنَّ تلك الـ (سنبلات) أتت رؤيا من السماء ابتداءً، وانتهت حقيقةً متجليةً على الأرض، بينما شاعرنا يعكس الحالة ليقنعنا أو يوهمنا أن سنبلته ابتدأت من الأرض، وتتجلى في السماء!(سبحت فيها وغنت عصافيـر الغمـام)!مفردتي (سبحت) و (غنت) ذاتا دلالتين عميقتين! فالتسبيح ذكر طيب مبارك ومقدس، ارتبط بالملائكة، وبالصلاح والصالحين. و(الغِنَّاء) بخلافه؛ ارتبط باللهو ومزامير الشياطين.الشاعر يُحْضِرُ ويحَضِر عصافير الغمام؛ أخيارها وشرارها لتشارك في حفلة الاحتفاء بإبداعه، وتكون عليه شهودًا.
هل استمر تدفق الإبداع المشهود على وتيرةٍ وحيدةٍ حتى ينتهي؟ كلّا!فجأة أحسَّ الشاعر بأنَّ هناك من روع ظبي دمه الساكن، واجفله فزعًا! و (دمه) فيما يبدو مقابلًا لــــ (صحرائه)!ليس هذا فحسب، بل إنَّ ثمَّة من أحدث ضجةً أو غلبةً أو حركة، جعلت “الطاروق” الذي يردده الحصادون في موسم الحصاد يضطرب ويرتبك، رغم أنَّهم معتادون على أدائه وترديده على وتيرةٍ واحدةٍ متسقةٍ متناسقةٍ طيلة قرونٍ سلفت.الشاعر هنا يصف ما يختلج بداخله لحظة تعاطيه وإبداعه للنصِّ / القصيدة، فهي لا تعرف السكون، ولا تعبأ بالدعِّة، وشعارها الثوران والهيجان، كسر التقاليد، ومساءلة الأعراف.ومن الطبيعي أن الطاروق –مهما كان مألوفًا ومعتادًا-سيضطرب لحنه، وقد تختلف كلماته، وطريقة أدائه، فالفيصل هنا طقس تلك اللحظة التي لا تخضع لقانونٍ. واستطرد الشاعر واصفًا بعض سمات اللحظة.
فهناك ريحٌ عاتيةٌ باردةٌ كلما أوقد نارًا تقيه شدَّة بردها، استحالت النار عليه بردًا وسلامًا.نلحظ اشتداد معركةٍ خفيةٍ داخليةٍ بين ذات الشاعر، وتولد القصيدة، فهو يطلب من ذاته نارًا / وقودًا، وما يزيده ذلك غير شعورٍ بالفراغ / الخواء المعبر عنه بالبرد والسلام، ولاحقًا بالقاع الممحلة.القصيدة الحقَّة لا تأتي بمجرد رغبة المبدع، ولا بمجرد توفير ورقةٍ وقلمٍ! ولا تأتي بالأمر العسكري، ولا بقول الشاعر لها: كوني!يوظف الشاعر ببراعةٍ قصة ابراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار، فأمرها الله أن تكون عليه برداً وسلامًا.إبراهيم أتى قومه بجديدٍ عليهم؛ دعوتهم لتوحيد الله.والمبدع –ولله المثل الأعلى ثم لأنبيائه ورسله -يأتي قومه بجديد إبداعه.أثناء احتدام الاعتراك بين ذات الشاعر؛ مشاعرًا وفكرًا وانغماسًا، وبين الإبداع تأتيًا وامتناعًا، يلتقط الشاعر أنفاسه، ويتوقف متسائلًا متعجبًا عن شيءٍ ما لفت انتباهه فجأةً”كيف خيلت آخر الوقت قـاع ٍ ممحلـه,كيف خيلت آخر القـاع وقـت ٍ للهدام”كيف (خيَّل)؛ رأى بعيدًا في آخر الوقت قاعًا ممحلةً؟ ماذا يقصد بآخر الوقت؟ أظنه يتحدث عن (نهاية المطاف)، و (كل الحكاية)، لمعاناته،
وما تولد عن ذلك (الزواج المقدس) أو (السفاح) بين ذاته، ولحظات إبداعه. فالمحصلة لم تكن (سَريًّا) ولا (ولدًا يقرأ) كما يقال! بل قاعًا ممحلةً، وإن شئت الدقة: لا شيء. فيا للعناء! ويا للجهد الضائع سدًى! القاع الممحلة رمز للفقر والجدب، وتعبيرٌ عن المحصلة البائسة / السراب. وهنا تناصٌ في المعنى وليس في اللفظ مع الآية القرآنية الكريمة: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىإِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ).آخر الوقت / المحصلة النهائية “وقت للهدام” بعد أن ظنَّها الشاعر، وتمنَّاها وقتًا للصرام / الحصاد. ….. مفارقةٌ مخيبةٌ لآماله!ولأن الشاعرَ مسكونٌ دومًا بالأسئلة الحبلى المُفْضِيَّةِ إلى مزيدٍ من الأسئلة، ولأن السؤال عند الشاعر يكون في البدء، وبنفس القدر والكينونة والثقل يكون أيضًا في الختام، فاجأنا الشاعر بالسؤال:” وش هو آخر دربنا ..؟”وهي المرة الأولى التي يتحدث الشاعر بمفردة تدل على (المثنى):”دربنا”، درب من يا ترى؟ إنها دربه، ودرب القصيدة معًا بعد أن اتحدا وغديا دربًا واحدًا في إشارةٍ ذكيةٍ لاكتمال حالة التلبس بين (ذات) الشاعر و(لحظةً إبداعه).
ويأتي الجواب ممثلًا في “الذات” أو في “الحالة” لا فرق:” آخر الدرب اوله”!يا للجواب الصادم المؤكد على الهدم / النقض / الحلقة المفرغة / بداية الدائرة ومنتهاها!الجواب الذي يجعل من القصيدة أشبه ما تكون بالكرة الأرضية، أقصى نقطة للغرب فيها هي أول نقطة للشرق!ولكن متى تأكد الشاعر من هذا الجواب؟” لاهمزنا مهرة الوقت وانـزاح اللثـام”عملية التأكد أتت عند تحريك الساكن، والبحث العميق والجاد عن الحقيقة، والسير قدمًا صوبها بامتطاء مهرةٍ سريعةٍ نشطةٍ، وهل هناك راحلةٌ أسرع من مهرة الوقت-؟ وعملية التأكد هذه اكتملت بعد إزاحة اللثام، وكشف الحقائق، وإزالة ما علق بها من قناعات السائد، وأُلْفِ التعود.الثقفي يسخر للوقت مهرةً تمتطى،
والعجيب أنَّ تلك المهرة تسير سواءً امتطيت أم لم تمتط. وتعبير (مهرة الوقت) الذكي يحمد لـ (حميدي)، وأظنه غير مسبوق، وهو يذكرنا بتعبيرٍ بديعٍ مماثلٍ هو (جدار الوقت) الذي استعمله الأمير (بدر بن عبد المحسن) في قوله:”كتبت اسمك على صوتي كتبته في جدار الوقت”.يختم الشاعر معاناته ببيتٍ هو “الثيمة”؛ مسك الختام، يختصر الحكاية كلها:” كل درب ٍ تعرفه حـاول انـك تجهلـه,الدروب لصمت وجهي .. مجاهيل وظلام”وبقصدٍ نجد المخاطبَ هنا مجهولًا، لكيلا يحجر الشاعر واسعًا. فقد تكون خلاصته / نصيحته / حكمته هذه موجهةً لنفسه، وقد تكون للمتلقي، وقد تكون لكل من يحدث نفسه -الأمارة بالسوء-بارتكاب خطيئة إبداع قصيدة.ويقول لهؤلاء وغيرهم: “في حالة تلبس لحظات الإبداع بك، وإمساك قبضتها عليك، ولتتعطى معها بحرفيةٍ، فلا تكن متيقنًا من شيء، لا تلجم نفسك بأية قيودٍ، لا تبدأ من حيث بدأ الآخرون، ولا تبدأ أيضًا من حيث انتهوا، ابدأ من حيث لم يبدأ أحدٌ قطّ، ومن حيث لم يفكر أن يبدأ أحدٌ أبدًا.
اجعل مما يبدو أنه للقصيدة دربٌ موصلٌ، وطريقٌ سالكٌ، وممرٌ نافذٌ …. متاهات مظلمة توصل إلى كل مكان، وفي الوقت نفسه إلى اللامكان”.تجلت مقدرة الشاعر في توظيف الثنائيات المتناقضة والمتقاطعة؛ مفرداتٍ ومعانٍ في نصة ومنها:”يبني” و “يهدم” / “الصرام” و “الهدام” / “نار” و “برد” / “سبحت” و “غنت” / “آخر” / “أول” / “تعرفه” و “تجهله”.فالحياة مليئة وقائمة على الثنائيات، والقصيدةَ من منظور شاعرنا وغيره حياةٌ أو مكافئٌ للحياة فقد ملأها بالثنائيات الموظَّفة جيدًا.
ويتهيأ لي لو أنَّ شاعرنا الملهم استخدم ضمير الغائب في مفرداته/ (وجهي) (زادني) (صدري) (قربـت) (دمي) (لي) (جلدي) (جيت) … الخ، لمنح المتلقي فرصةَ أوسع لمزيدٍ من التخيل، وبالتالي يزدان النص المختلف هذا بهاءً أكثر، ويتشبع ثراءً بما يضاف له، ويضفى عليه من أخيلة وتخيلات كلِّ متلقٍ للنص لا سيما إذا كان موضوع القصيدة هو معاناة الشاعر لحظة تلبس القصيدة به وصراعه الداخلي معها-فهو أمرٌ يشترك فيه شاعرنا مع جلِّ الشعراء، لكن فرادة شاعرنا وتميزه تمظهرت في تمكنه وصف الحالة إبداعيًا بلغةٍ شاعريةٍ فاتنةٍ، في صورٍ خلاقةٍ باهرةٍ مكتنزةٍ بتتابعٍ ديناميكيٍ مخدوم.استخدام الشاعر لضمير المتكلم يحد من مجانية منحة التخيل، ويحصرها في تخيل المتلقي لتعاطي الشاعر ذاته؛ (حميدي الثقفي) مع حالة تلبس القصيدة به، واستحواذها عليه “هو فقط”، بينما ضمير الغائب أوسع مجالًا، وأرحب فضاءً.حيث أنَّ (هو) قد تعني أيَّ شاعرٍ؛ أمس واليوم وغدًا.
ومن هنا يكون الثراء. أخيرًا أذكر بأنّ هذا النص، يذكرنا بنصٍّ آخر سخيٍّ؛ وُلِدَّ بعده بسنواتٍ، للشاعر محمد الثبيتي –رحمه الله -يتقاطع معه كثيرًا، يقول فيه “سيد البيد”:”القصيدةُ/ إما قبضت على جمرها/ وأذبت الجوارح في خمرها / فهي شَهدٌ على حد موسْ، / فحتّام أنت خلال الليالي تجوسْ/ وعلام تذود الكرى/ وتقيم الطقوسْ/ وألفٌ من الفاتنات الأنيقات يفرحن/ ما بينهن عروسْ. / لا أنت أوتيت حكمة لقما/ ولا هن أوتين فتنة يوسْ» «كيف تأتي القصيدة/ ما بين ليل كئيبٍ ويوم عبوس / وماذا تقول القصيدة بعد/ غروب المنى/ واغتراب الشموس. / فعلى الطرقات تدار المنايا/ وفي الشرفات تدار الكؤوس/ والقصائد كالناس/ لها يوم سعد/ لها يوم بؤس”.