واشنطن – وكالات
على مدى يومين، عقد وزراء مالية دول مجموعة العشرين اجتماعاته في واشنطن استعدادا للقمة القادمة في مدينة أوساكا اليابانية خلال يونيو المقبل ، وترأس معالي وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان وفد المملكة ، الذي شارك أيضا في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بالعاصمة الأمريكية.
تضمن جدول الأعمال الذي شارك فيه محافظو البنوك المركزية بالدول الأعضاء ، تعزيز التعاون المشترك والسياسات المشتركة لمواجهة تحديات الاقتصاد العالمي واستشراف مستقبله، ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الصلة بتعزيز البنية المالية الدولية، ومن أبرزها قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، والنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ، وكيفية فرض ضرائب على عمالقة تقنية المعلومات العالميين وكيفية تنظيم العملات المشفرة.
كما شهدت الاجتماعات جلسات متتابعة تم خلالها بحث التعامل مع التغييرات الهيكلية التي تواجهها الأنظمة المالية والاقتصادية في كل دول العالم الناجمة عن الابتكار والعولمة، وكيفية الاستجابة لهذه التغييرات المستحدثة والتعامل معها ، وتحقيق معدلات نمو عالمية مستدامة وما يتبع ذلك من أهمية التركيز على زيادة استثمارات الدول في البنية الأساسية، بالشكل الذي يحقق نموا فعّالا شاملا ، واستعراض سبل تمويل نظم التأمين الصحي الشامل في الدول النامية باعتبار ذلك إصلاحا هيكليا مهما وضروريا للشعوب النامية، إلى جانب مناقشة الاستراتيجيات الكفيلة بالحفاظ على مستويات آمنة للدين عند معدلات مستقرة.
وكان وفد القطاع الخاص السعودي قد شارك خلال الشهر الماضي في اجتماعات مجموعة الأعمال لمجموعة العشرين في العاصمة اليابانية طوكيو،و ضم الوفد السعودي ممثلين عن مجلس الغرف السعودية والشركة السعودية للصناعات الأساسية ” سابك”، وعددا من أصحاب الأعمال السعوديين ، في اللقاءات التي عقدت في العاصمة اليابانية طوكيو ، واستعرض الوفد رؤية المملكة 2030 و عددا من المحاور الأساسية منها التطلعات الاقتصادية للمملكة، والدور الذي تقوم به حاليا لبرنامج التحول الوطني والتعاون مع الشركاء الدوليين .
وعلى هامش الاجتماعات، أجرى وفد مجلس الغرف عدداً من اللقاءات الجانبية ، منها لقاء مع قيادات من غرف التجارة الدولية بحضور رئيس غرفة التجارة الدولية السعودية , ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للأعمال وغرفة التجارة الأمريكية، وقيادات منظمة تحالف الشركات العالمي، بالإضافة إلى الاطلاع على التجربة الألمانية كأحد التجارب الناجحة للاستفادة منها ، وتم الاتفاق على عدد من المحاور وعقد ورش عمل في المملكة لوضع الإطار العام للتعاون مع المملكة في استضافتها للعام القادم 2020 B20 .
وختم اللقاء بكلمة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي؛ حيث أكد فيها أهمية توصيات مجموعة الأعمال ودور القطاع الخاص التنموي، وأهمية التعاون بين أعضاء مجموعة العشرين ، كما تم تسليم التوصيات لرئيس هذه الدورة رئيس الوزراء الياباني لعرضها على زعماء الدول في قمة العشرين.
وتستضيف اليابان قمة قادة مجموعة العشرين يومي 28 و29 يونيو القادم ،وتسبقها حاليا الاجتماعات الوزارية التي تنعقد في عدد من المدن اليابانية .
وقد وتسلمت المملكة مع اليابان والأرجنتين إدارة مجموعة العشرين للسنة الحالية، التي سترأس فيها اليابان المجموعة ، فيما تستضيف المملكة العربية السعودية اجتماعات قادة القمة في العام المقبل 2020 م.
وكانت القمة السابقة قد انعقدت في الأرجنتين بداية ديسمبر الماضي، وترأس وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، والتقى – حفظه الله – على هامش القمة عددا من قادة الدول، في مقدمتهم الرئيس الصيني والرئيس الروسي ورئيسة وزراء بريطانيا ورئيس وزراء الهند ورئيس وزراء ايطاليا، وتم خلال اللقاءات بحث أوجه التعاون والشراكة في مختلف المجالات، وسبل تطويرها والاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
ودعت المجموعة إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية من أجل تحسين عملها، مشيرةً إلى أنّها ستستعرض خلال قمّتها المقبلة المقرّر عقدها في اليابان، التقدّم الذي سيتمّ إحرازه على هذا الصعيد.
وأكّدت مجموعة العشرين، أنّ صندوق النقد الدولي يمثّل العمود الفقري لشبكة الأمان العالمية، ودعت إلى توفير التمويل الكافي له وإلى الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على الحصص الوطنية الجديدة، وذلك قبل الاجتماع السنوي للمؤسسة المالية الدولية المقرّر في ربيع 2019.
وجدد البيان الختامي لقمة الأرجنتين التأكيد على إدانته للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والتزامه بالتنفيذ الكامل لبيان قادة مجموعة العشرين في هامبورغ بشأن مكافحة الإرهاب، والقيام بتكثيف الجهود في مكافحة تمويل الإرهاب وتمويل انتشاره، وغسيل الأموال، وحث الصناعة الرقمية على العمل معاً لمحاربة استغلال الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية لأغراض إرهابية.
، كما جدّدت التزامها تحقيق هدف عمره 4 سنوات يتمثّل بتقليص الفجوة بين الجنسين في القوى العاملة بنسبة 25% بحلول عام 2025، داعية إلى بذل مزيد من الجهود على هذا الصعيد بما في ذلك الجهود الرامية لتوفير التعليم للفتيات.
كما شدّدت على أنّ البنى التحتية تمثّل محركاً رئيساً للنمو العالمي، ودعت إلى بذل جهود إضافية لتوحيد صيغ العقود وذلك بهدف تشجيع الرساميل الخاصة على الاستثمار في مشروعات ضخمة.
يذكر أن مجموعة العشرين تأسست في 25 سبتمبر 1999، وتشمل الدول المتقدمة وأكبر الدول النامية والناشئة على مستوى العالم ، وتمثل المجموعة 90 % من الناتج الإجمالي العالمي، كما يمثل سكانها ثلثي سكان العالم.