طرابلس ــ وكالات
افاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بنزوح 2200 شخص من ديارهم جراء الاشتباكات الدائرة إلى الجنوب من العاصمة الليبية طرابلس منذ الرابع من أبريل
وأشار المكتب في تقرير امس “الاثنين” إلى أن كثيراً من المدنيين محاصرون ولا يستطيعون الوصول إلى خدمات الطوارئ.
ولفت التقرير إلى أن “النشر السريع المتزايد للقوات يمكن أن يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان”.
وأضاف أن وكالات الإغاثة على الأرض لديها ما يكفي من الإمدادات الطبية الطارئة لعلاج ما يصل إلى 210 آلاف شخص والتعامل مع 900 حالة إصابة لمدة ثلاثة أشهر.
في غضون ذلك اعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، علي القطراني، استقالته ودعمه لتقدم الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر نحو طرابلس.
وقال القطراني إن سلوك السراج الذي تحركه المليشيات، لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق، وفق بيان نقلته وسائل إعلام محلية.
وأشاد نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي بتقدم الجيش الوطني الليبي إلى طرابلس من أجل تخليصها من سيطرة التنظيمات الإرهابية والمليشيات الإجرامية المسلحة، وأكد أن السراج خرق الاتفاق السياسي الليبي بانفراده بممارسة اختصاصات المجلس بتحريض من هذه المليشيات.
وتعد استقالة القطراني الثانية بعد استقالة عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني في يناير الماضي لما اعتبره “فشل المجلس في القيام بمهامه واستحالة تطبيق الاتفاق السياسي”.
وتشن قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر هجوما على المليشيات المسلحة في طرابلس، ضمن عملية عسكرية أطلق عليها “طوفان الكرامة”.
وأحرز الجيش الوطني الليبي تقدما سريعا في المواجهات مع المليشيات المسلحة في غرب البلاد، وسيطر على العديد من القرى والمناطق والمرافق العامة، أثناء تقدمه نحو العاصمة طرابلس من جميع المحاور.
وفى سياق متصل قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، عمرو فاروق، إن المنطقة الغربية في ليبيا كان مخططا لها أن تكون المركز الرئيسي للتنظيمات الإرهابية بالمنطقة العربية، مؤكداً أن المخابرات التركية والقطرية خططتا لتحويل طرابلس بليبيا ومالي بغرب أفريقيا إلى مقر بديل لتنظيم داعش الإرهابي. ونقل موقع ” بوابة العين” الاخباري عن فاروق، قوله: إن عملية تحرير طرابلس، التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي، سيكون لها أثر كبير في تغيير خريطة التنظيمات المتطرفة بالمنطقة العربية وتحركاتها.
ولفت إلى أنه “تم التخطيط لتحويل تلك المنطقة إلى غرفة عمليات لإدارة التنظيمات التكفيرية المسلحة، عقب القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق”.
وأضاف أن تركيا وقطر سعتا لخدمة مصالحهما المشتركة، بمحاولة نقل الصراع من غرب آسيا إلى داخل طرابلس وعمق أفريقيا، من خلال تكوين نقطتين ارتكاز، الأولى طرابلس في غرب ليبيا، والثانية مالي بغرب أفريقيا، لا سيما على الحدود الجزائرية الجنوبية.
وكشف فارق عن نقل عدد كبير من العناصر التكفيرية الهاربة من سوريا والعراق إلى طرابلس بالداخل الليبي، وجعلها منطقة ارتكاز للعمليات التي تستهدف الحدود الليبية الجزائرية، والليبية التونسية من جهة الغرب، والتي تحتوي عددا من الكيانات المسلحة أمثال قوة الردع الخاصة، ولواء النواصي، وقوات أبوعبيدة الزاوية، وكتيبة البقرة.
وأضاف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن منطقة الساحل الأفريقي تعد مركز عمليات لتنظيم القاعدة في الأساس، بالإضافة لبعض الجماعات التي تمثل شبكة متماهية من الفروع لتنظيم داعش، وأنه تم استمالة عدد كبير من التنظيمات بإغراءات الدعم المالي والتمويل وشراء الأسلحة المتطورة، للانضواء تحت راية تشكيل تنظيم جديد يكون امتدادا فكريا لتنظيم “داعش”.