طرابلس ــ فرانس برس / القاهرة ــ عمر رأفت
أعلن الإعلام الحربي للقوات المسلحة الليبية، دخول وحدات عسكرية إلى العاصمة طرابلس من جميع المحاور أمس “الجمعة”.
وقال المكتب الإعلامي للجيش الوطني الليبي: إن “معارك عنيفة تدور في ضواحي طرابلس مع المليشيات المسلحة”.
وذكر المكتب أن وحدات عسكرية سيطرت على قرية سوق الخميس، التي تبعد نحو، 40 كيلومترا جنوبي طرابلس.
وقال شهود عيان وسكان من المنطقة: إن قوات الجيش سيطرت على القرية بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات مسلحة في طرابلس، كانت تسيطر على المنطقة.
وكان الجيش الليبي قد دعا المدنيين في العاصمة طرابلس إلى الابتعاد عن مواقع الاشتباكات، تزامنا مع تحركه فعليا نحو تحرير المدينة الرئيسة، والأبرز في البلاد.
جاء ذلك في بيان رسمي، صادر عن مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للجيش، عقب اجتماع المشير خليفة حفتر مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، وكان غوتيريش قد التقى المشير خليفة حفتر في بنغازي، دون أن ترد معلومات بشأن تفاصيل اللقاء.
وقال مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للجيش فى البيان: إن عمليات التقدم نحو العاصمة بدأت فعليا بشكل عسكري منظم لخوض معارك “العزة والشرف والكرامة” لتحرير المدينة.
وناشد الجيش عبر البيان وسائل الإعلام المختلفة عدم نشر أي تفاصيل للتقدمات وتحديد تمركزات الجيش ومواقع وأماكن تقدمه، وذلك حفاظا على أرواح الجنود، والابتعاد قدر الإمكان عن أي مواقع الاشتباكات حفاظا على سلامتهم.
وأشار البيان الى أن شعبة الإعلام الحربي ستتولى نشر تفاصيل أي تقدمات حال الانتهاء منها وتأمين المناطق المحررة.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم القوات الخاصة الليبية العقيد ميلود الزوي: إن وحدات من الصاعقة توجهت إلى مدن المنطقة الغربية للمشاركة في تحرير طرابلس من الإرهابيين والمسلحين.
وكانت فرقة عمليات الجيش الليبي قد أعلنت فى وقت سابق، أن قواتها باتت على بعد30 كيلومترا من العاصمة طرابلس، بينما حذر المجتمع الدولي من الفوضى، مؤكدا ألا حل عسكريا للأزمة.
وكانت قوات الجيش الليبي قد سيطرت مساء الخميس، على حاجز عسكري يقع على بعد 27 كيلومتراً من البوابة الغربيّة لطرابلس.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية اللواء عبد السلام الحاسي، أن قواته سيطرت من دون قتال على الحاجز العسكري.
وفي ضوء هذه التطورات الميدانية المتسارعة، يجتمع مجلس الأمن الدولي، اليوم “السبت” في جلسة طارئة بطلب من بريطانيا، للبحث في الأوضاع الليبية، حسب ما أفاد دبلوماسيون.
هذا فيما تواترت الدعوات الدولية لوقف التصعيد وحقن الدماء وإعادة جميع الأطراف الليبية إلى طاولة المفاوضات، واعتماد الحلول السلمية بديلا عن صوت البنادق، وعبرت فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة والإمارات عن قلقها البالغ من التصعيد في ليبيا.
ودعت الدول الخمس جميع الأطراف إلى وقف القتال، معتبرة أن التهديد بعمل أحادي لن يؤدي إلا إلى المجازفة بجر ليبيا نحو الفوضى. كما شددت الدول الخمس على أنه لا حل عسكريا للصراع في ليبيا.
كما دعت الرئاسة الروسية، كل الأطراف في ليبيا إلى اللجوء إلى الحلول السياسية، خشية أن “يؤدي أي عمل إلى حمام دم جديد”.
وقال الكرملين، في بيان، تعليقا على تطورات الأوضاع في ليبيا: إن “موسكو لا تلعب أي دور في الأحداث الليبية الراهنة.
من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كل الأطراف الليبية إلى ضبط النفس والقيام على الفور بخفض حالة التصعيد الميدانية والالتزام بالمسار السياسي؛ باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا.
وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن أبو الغيط شدد على أنه لا يوجد أي حل عسكري للوضع الليبي، على النحو الذي أعادت القمة العربية الأخيرة في تونس التأكيد عليه، وطالب كل الأطراف بالامتناع عن أي تصرفات تقود إلى إذكاء الصراع أو تزيد من حالة الفرقة بين أبناء الشعب الليبي والعودة إلى الحوار الهادف.
وفي سياق متصل، عبرت تونس عن “قلقها العميق” من التطورات الأخيرة في ليبيا، وقالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان: “تتابع تونس بانشغال بالغ التطورات الخطيرة للأوضاع في ليبيا، وتعرب عن قلقها العميق لما آلت إليه الأحداث في هذا البلد الشقيق”.
ودعت تونس جميع الأطراف إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وتفادي التصعيد، والحفاظ على المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتوفير كل الظروف لنجاح المؤتمر الوطني الجامع المنتظر عقده خلال الفترة المقبلة، والتسريع بإيجاد حلّ سياسي دائم يمكن من إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
بدورها أكدت المملكة الأردنية، على ضرورة وقف التصعيد في ليبيا، داعية إلى التهدئة وضبط النفس، وشددت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، في بيان، على أهمية اعتماد الحل السياسي سبيلا لتجاوز الأزمة ولضمان أمن ليبيا واستقرارها والحفاظ على وحدة أراضيها، وتكاتف الجهود لتخليصها من الإرهاب.
هذا فيما دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الأطراف الليبية المختلفة لمارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد المسلح.
وحذرت المنظمة من التصعيد العسكري في ليبيا، مؤكدة أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات.
وشددت على ضرورة تضافر جهود الجميع والعمل سويا؛ من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ليبيا وجعل المصلحة العليا للبلاد ووحدة شعبها وأرضها فوق كل الاعتبارات.
وأكدت المنظمة مساندتها لجهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وذلك من خلال تشجيع الحوار الوطني الليبي؛ بهدف التوصل إلى التسوية السلمية الشاملة.
إلى ذلك، أشار عضو اللجنة الخارجية بالبرلمان الليبي الصالحين عبدالنبي، إلى أن تحركات القوات المسلحة الليبية في المنطقة الغربية يأتي من صميم عملها، ومسؤولياتها في بسط الأمن و الحرب على الإرهاب، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والقضاء على التهريب في كل شبر من أرض ليبيا.
وقال الصالحين في تصريحات خاصة لـ”البلاد”: إنه لا دخل للجيش في الإدارة المحلية، أو في مؤسسات الدولة الخدمية، والإدارية، أو كما يروج البعض، من أصحاب الدعاية المغرضة، التي لا تريد قيام الدولة في ليبيا.
بدوره ، قال عضو مجلس النواب الليبي علي السعدي،:إن انطلاق عملية تحرير طرابلس، أتت من أجل تطهير تلك المنطقة من الإرهابيين والمليشيات المسلحة فى غرب البلاد.
وأضاف السعدي في تصريحات لـ”البلاد”: إنه وعلى مدى أكثر من 8 سنوات احتلت هذه المجموعات غرب البلاد، وأخص بالذكر العاصمة طرابلس.
وأوضح أنه خلال تلك الفترة تعرض سكان طرابلس وباقي القري والمدن الصغيرة، لكافة أنواع الإرهاب والخوف من الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة، خاصة بعد دخول حكومة الوفاق غير المعتمدة من مجلس النواب إلى طرابلس فى شهر مارس سنة 2016.