كتب : رئيس التحرير
لم تكن تونس الأرض والشعب والقيادة بعيدة عن دائرة الهم العربي العام في مجمل الحال والاحوال، فالظروف متشابهة والتطلعات متطابقة والرؤى متجانسة الى حد كبير.
صحيح بل صحي ومفيد التباين السياسي بين منظومة الدول العربية في الرؤى حيال القضايا غير الاستراتيجية فكل دولة تمتلك الحق الكامل فيما تختار، ولكل منها نظرة قد تختلف عن ما سواها من الدول لكن الاكثر صحة أن مصلحة العالم العربي ظلت وتظل في وجدان الجميع وهي المستهدف الذي لا يقبل القسمة على اثنين. فالقضايا الكبرى محل اتفاق تام والمصالح العامة تحظى برعاية الكل اذا ما تم استثناء المنظمات التي تختطف القرار في الدويلات لأهداف تصب في خانة الطامعين والمستعمرين والمرتزقة وهي دون شك ليست ذات اهمية قصوى.
لم تكن تونس بعيدة عن الوجدان العربي فالرياض بيت العرب تولي العلاقة البينية اهتماما متزايدا وتعمل وفقا لمبدأ ظل راسخا مستقيما شفافا لتنمية تلك العلاقة القائمة على الاحترام والمودة حتى بلغت مرحلة الشراكة من باب رعاية ملموسة توليها الرياض لكافة الاقطار العربية وعناية ظلت فاعلة بالتنمية والانسان امتثالا لمبادئ الدين القويم واستجابة لخصال معلومة للقاصي والداني تكتنز شهامة ومروءة في كافة القضايا حتى بلغت مرحلة الإيثار والأمثلة لا تعد ولا تحصى في هذا الشأن.
لسنا بصدد تبيان حقائق لا تحتاج لبيان فالكل يدرك الدور الريادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ” حفظه الله ” وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان فيما يتعلق بالحرص على نهضة الامة العربية وخلق اجواء من التفاهمات المؤدية لحرق اوراق المتربصين بالأمة والالتفات للتنمية بما يحفظ حق الاجيال في حياة آمنة متطورة تعيد للعالم العربي مجدا تليدا حاول ويحاول البعض طمسه بالهيمنة والسيطرة بدعم من منظمات على هيئة دويلات مغيبة تسبح في فلك الاوهام ولا تدرك العواقب الخطيرة ولنا فيما سمي بالربيع العربي ما يغني عن الشرح وتكرار التحذير .
لقد سجلت تونس الشعب والقيادة موقفا مشرفا وهي تحتضن بالحب والمودة خادم الحرمين الشريفين إبان زيارته لتونس قبيل تشريفه “حفظه الله” لاجتماع القادة العرب حيث عبر الشعب التونسي الشقيق عن تقديره لدور المملكة العربية السعودية بما تبذل من جهود خالصة خالية من المنافع الذاتية أيا كانت تلك المنافع في سبيل تطور تونس ومساعدتها على التطور والتقدم انطلاقا من ايمان راسخ بأن استقرار تونس وتقدمها جزء من اهداف سامية وافعال راسخة تقودها المملكة في كافة اصقاع العالم العربي ولهذا جاء التنديد الصارم الحازم عبر بيان المملكة فيما يتعلق بشأن الجولان العربية السورية المحتلة.
لم تكن تونس سوى ارض عربية حرة ودولة شقيقة يؤلمنا ما يؤلمها ويسرنا ما يسر ابناءها والعكس صحيح بكل المقاييس حيث تجسد هذا في اعقاب رؤية صور خادم الحرمين الشريفين واعلام المملكة ترتفع وترفرف في سماء تونس الخضراء وتلك العبارات الترحيبية على شاكلة ” مرحبا خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم ” ومئات العبارات الترحيبية التي تعكس حجم الاحترام والتقدير والمحبة ولن نتحدث عن الاتفاقات والشراكات والمساهمات والمعونات والمشروعات التنموية التي قدمتها المملكة لتونس وشعبها الشقيق ورعاها خادم الحرمين اثناء زيارته الاخيرة والتي تضاف لمثيلاتها على مر الزمن فقد نجح الاعلام بطرحها وتفصيلها في حينه واضحت نهجا سعوديا تشهده كافة المدن العربية.
لعلنا في خضم النشوة بترحيب التوانسة الاشقاء لا ننسى ذلك الاجتماع العفوي الذي التأم من خلاله مجموعة كبيرة من الاعلاميين السعوديين والأشقاء التونسيين المكلفين بتغطية القمة العربية وشرفه معالي وزير الاعلام الاستاذ تركي الشبانة بمروره ودعواته الصادقة بأن يتمخض عن صداقة تدفع مسيرة الآخاء والمودة وتجسد الرغبة في جمع كلمة العرب وتساهم في رفع مستوى الثقافة بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين وقد كانت الحميمية وصدق النوايا والأخوة عنوانا لهذا اللقاء.