سلم علي صديقي وقال لي: اين ولاءكم من ولاء اجيال اليوم؟ .. فابتسمت وقلت له لكل زمان دولة ورجال .. الا انه اصر على ان ولاء الاجيال السابقة لوظائفها وشركاتها افضل واصدق بكثير من ولاء اجيال اليوم.
وقضيت الايام بعد ذلك ابحث كي اتحقق مما ادعاه صديقي .. وبالبحث والتقصي وصلت الي النتائج التالية ..
يقول الخبير .. بيتر موردوك .. ان اجيال اليوم من الموظفين لديهم الدافع والرغبة لتغيير وظائفهم بمعدل 300% عن الاجيال السابقة .. وأن 91% منهم لا يتوقعون مواصلة العمل لدي منظماتهم وشركاتهم لأكثر من 3 سنوات .. وان 80 % منهم أكدوا ان مفهوم الولاء لمنشآتهم ومنظماتهم قد تغير .. ولديهم قناعات بانهم تعاقدوا مع شركاتهم لأداء مهام وظيفية معينة وسيؤدونها على اكمل وجه ..الي ان يشعروا انهم وصلوا لمرحلة الرضا والتشبع الوظيفي .. فانهم سيبحثون عن وظيفة اخرى بمستوي اداري اعلي او راتب اكبر.
هذا المفهوم وهذا التوجه لاجيال اليوم سيضع المنظمات والمنشآت امام تحديات كبيرة ..وهو كيف يمكنهم الحفاظ على شريحة الموظفين الاكفاء والمبدعين داخل المنشأة لاطول فترة ممكنة وعن قناعة وولاء منهم؟
عزيزي القائد .. انني ارى ان الشركات يجب ان تعيد تخطيط استراتيجياتها الخاصة بادارة الموارد البشرية .. وان تدرك ان علاقة الولاء عملية تبادلية طردية بين المنشأة وموظفيها .. فبقدر ما تعطيه وتقدمه المنظمات من ولاءات تجاه موظفيها .. فسيقابله الموظفون والعاملون بنفس القدر من الولاء تجاه منظمتهم او منشأتهم وهذا بالضرورة يستوجب من المنظمات ان تضع في الاعتبار عوامل الولاء ضمن صياغتها لرسالتها ورؤيتها واستراتيجياتها.
تقول الابحاث ان تمسك الموظفين بالعمل في اداراتهم ومنشآتهم هو وجود مدير متميز في العناية والرعاية بموظفيه ..وليس بسبب الراتب .. لذلك علي القيادة العليا في المنطمات ان تتأكد علي الدوام ان مديريها يولون جل اهتمامهم بموظفيهم واعطاؤهم حقوقهم ودعمهم .
اما الامر الآخر .. فهو تقليل الضغوط العملية والمكانية الناتجة عن مجريات النظم الادارية ونقص الاجهزة والمعدات ..وعدم توفر البنية التكنولوجية التحتية التي تساعد علي انجاز الاعمال وكسب العملاء والموظفين.
كما يجب مشاركة الموظفين في رسم استراتيجيات المنشأة والتعامل مع التحديات عن طريق فتح قنوات التطوير والتنمية المستدامة.
واخيرا .. يجب ان يكون برنامج رواتب ومزايا الموظفين من رعاية وقائية وصحية ونمط حياة عصرية قادر علي استقطاب المبدعين من البشر والاحتفاظ بهم ليس بسبب رواتبهم ولكن لانهم سعداء في وظائفهم ومنشآتهم.
عزيزي القائد .. بالولاء .. تجعل موظفيك يشعرون بالفخر والاعتزاز بانتسابهم الي منظمتك .