في الملتقى الأول لعمادة الدراسات العليا، بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، كانت قاعة المؤتمرات في مركز الملك فيصل، في ذلك الصباح ليوم الاثنين قبل الماضي، الأكثر فرحاً وابتهاجا وإشعاعا علميا ، بثمرة أينع قطافها للإنتاج الفكري، والذي استطاع أن يحتوي على مساحة كبيرة، من عمر الزمن وبنقلة نوعية لدينامكية المكان،
وفي مثل تلك المشاريع البارزة تختفي فيها الأسماء تواضعاً، وتبرز مكونات الأشياء المعنوية، في إطارها الصحيح حين تكون الخطط الزمانية، هي المحرك الفعلي لوزن القيم العلمية والبحثية، كبيئة جاذبة لديمومة العطاء العلمي، بتلك الأجواء الحميمية، طابعها العمل والإخلاص والوفاء للوطن وقيادته، وهي ترجمة فعلية للوفاء في معناه الشامل وبعده التاريخي.
فكان وراء هذا الإنجاز الحضاري، معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدا لرحمن اليوبي، العقلية الفكرية التي تتسم بالتخطيط والحكمة والموضوعية، وجوانب إنسانية يعرفها القريبون من زملائه ورفاق دربة، الرجل الذي يُدير ظهره عن متابعة الأضواء حتى لا تشغله على إنجازاته العلمية والبحثية، ولكنه يتابع شيئا مما يراه يناسب تطلعات زملائه ويشجع على تحفيز الآخرين لمواصلة العطاء، أصدقكم القول إنني لا أعرف معاليه بتلك المعرفة اللصيقة، وإن كنت ألمح ابتسامته الصادقة مع بعض زملائه و ضيوف الجامعة، حين أشرف بتلبية دعوة شخصية، لحضور إحدى مناسبات الجامعة العلمية ، مُعترفا بتقصيري في المشاركة.
إلاَّ إن الأستاذ محمد بن علي آل عطيف، رجل العلاقات والإدارة في عمادة الدراسات العليا، بتوجيهه دعوته لحضور هذا الملتقى، وجميل أن تكون الاستعدادات بدأت مبكرا بخطى حثيثة، على قدم وساق ومواصلة العمل ليلا ونهارا، كفريق عمل موحد من سعادة عميد الدراسات العليا، الأستاذ الدكتور سعود بن مستور السلمي، العقلية الفذَة تخطيطا وتنفيذاً بالتشاور مع زملائه وكلاء العمادة، وبقية الزملاء من الإداريين والفريق التنفيذي، كان عنوان حصاد ذلك الصباح الجميل،
وتلك الوجوه الشابة من عمداء الكليات والمشرفين من أعضاء هيئة التدريس، على المشاريع العلمية الفائزة، ومن الطبيعي أن يكون في القاعة النسائية كوادر عطاء وتخصصات علمية، لها الدور الأكبر من القيادات النسائية المتميزة والفاعلة، ولسان حال الجميع يؤكد بأن الكل شركاء حقيقيون في ذلك النجاح.
وفي المنصة الرئيسة المضيئة أمام الحضور، كان يجلس إلى جانب معالي مدير الجامعة وعميد الدراسات العليا، الأستاذ الدكتور يوسف التركي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي زاده الله مكانة وخُلقا ووقارًا، وهذا ما يؤكد بأن الإنجازات المعرفية وصناعة التاريخ، وراءها رجال، سماتهم الصمت وهمساتهم العمل وتشجيع الأجيال على الإبداع، هذه صورة يخلدها واقع جامعة المؤسس، التي وضعت أقدامها بثبات لتنفيذ برؤية المملكة 2030، بدعم وتشجيع من قيادة المملكة، الحريصة أن يكون مستقبل التعليم الجامعي والدراسات العليا والمشاريع البحثية، إنما هي المستقبل الأفضل لصناعة حاضر الأمة وتجديد هوية الانتماء.