باريس – رويترز
ألغت فرنسا تصاريح شركة “ماهان إير” أكبر الناقلات الجوية الإيرانية واتهمتها بالتورط في شحن عتاد وأسلحة لصالح مليشيات بمناطق الصراع في سوريا ومناطق أخرى بالشرق الأوسط.
ووفقا لإذاعة “فردا” الناطقة بالفارسية ومقرها التشيك، كانت تلك التصاريح الفرنسية تتيح لطائرات الشركة الإيرانية الهبوط والإقلاع من مطارات باريس.
وبحسب الإذاعة فانه من المقرر أن يبدأ سريان قرار باريس مطلع أبريل المقبل، بعد أن حصلت باريس على معلومات استخباراتية تؤكد ضلوع هذه الناقلة الإيرانية الخاصة والمدرجة على قوائم عقوبات واشنطن منذ عام 2011 لارتباطها بمليشيا فيلق القدس في نقل مقاتلين مرتزقة من إيران إلى بلدان أخرى، أبرزها العراق وسوريا ولبنان.
وكانت شركة ماهان قبل الحظر الفرنسي تسير نحو 4 رحلات أسبوعيا بين طهران وباريس، بينما لم يكن متاحا شراء بطاقات سفر عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، في الوقت الذي يرفض حاليا مكتبها في العاصمة الفرنسية الإجابة على أسئلة من وسائل إعلام غربية. وأوردت صحيفة “بيلد” الألمانية في تقرير لها، طبقا لمعلومات حصلت عليها، في ديسمبر الماضي، أن حكومة برلين اتخذت قرارا يقضي بحظر رحلات شركة “ماهان إير” الإيرانية (خاصة) ذهابا وإيابا بداية من مطلع العام المقبل، خاصة وأنها (ماهان) مدرجة على لائحة عقوبات واشنطن بسبب تورطها في دعم الإرهاب.
وقالت الصحيفة الألمانية إن “ماهان” التي تأسست مطلع تسعينيات القرن الماضي، على علاقة وثيقة بعمليات نقل جنود وعتاد لمليشيات الحرس الثوري المقاتلة في سوريا، فضلا عن بلدان أخرى مجاورة، انطلاقا من مطار عبادان (جنوب غرب إيران) إلى مطار دمشق الدولي (25 كم شرقي العاصمة السورية).
وذكرت “بيلد” أن ثمة مفاوضات أمريكية مكثفة جرت مع مسؤولين حكوميين ألمان في هذا الصدد، مشيرة إلى أن هناك مخاوف لدى مسؤولين أمريكيين جراء استمرار رحلات ماهان إلى الأراضي الألمانية.
وقبل عامين، بحثت فرنسا قرار إلغاء ترخيص شركة ماهان لكنها تراجعت، بسبب مخاوف من أن يضر ذلك بالعلاقات مع إيران عقب توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
وشملت الجولة الثانية من عقوبات واشنطن ضد نظام طهران في نوفمبر الماضي نحو 65 طائرة لشركة إيران إير (رسمية) التي أدرجت على القوائم السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية إلى جوار شركات طيران إيرانية، أبرزها معراج، وماهان، لتورطها جميعا مع مليشيا الحرس الثوري في عمليات شحن أسلحة ومقاتلين مرتزقة إلى بلدان مجاورة.
وحذرت وزارة الخزانة الأمريكية في وقت سابق جميع دول العالم وشركات الطيران الدولية من خطورة منح تصاريح أو تقديم خدمات جوية للخطوط الجوية الإيرانية، بسبب دورها في تصدير الإرهاب إقليميا. وفى سياق منفصل حذرت دائرة الأرصاد الجوية الإيرانية ومسؤولون إيرانيون من احتمال هطول أمطار غزيرة وحدوث “طوفان شديد” بسرعة 90 كلم قد تضرب العاصمة طهران .
وتفيد آخر التقارير أن حصيلة الوفيات جراء السيول والفيضانات التي ضربت محافظات إيرانية مختلفة مؤخراً ارتفعت إلى 30 شخصا حتى الآن، معظمهم لقوا مصرعهم في مدينة شيراز، جنوب إيران، حسب ما ذكر موقع “إيران فاردا” نقلاً عن مصادر إعلام إيرانية.
ويقول خبراء إنه في حال حدوث سيول في طهران، ستكون المناطق الفقيرة جنوب العاصمة الأكثر عرضة للخطر، بسبب ضعف البنية التحتية فيها وانخفاض سطح الأرض ووجود أحياء فيها ينحدر بعضها دون مستوى سطح الشارع.
وفي آخر تقرير لها، أكدت منظمة إدارة الأزمات في إيران أن البلاد تواجه سيولاً وفيضانات غير مسبوقة في 25 محافظة.
يذكر أن طهران تعاني من ظاهرة “التلوث” منذ عقود طويلة، وقد تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب انبعاثات السيارات وسوء التخطيط المدني وإقامة المصانع والمعامل الملوّثة التي لا يراعي الكثير منها قواعد البيئة والسلامة.
وكان رئيس بلدية العاصمة طهران، بيروز حناتشي، أعلن العام الماضي، في تصريح لوسائل الإعلام الإيرانية، أنه في عام 2017 توفي حوالي 4573 بسبب التلوث والكوارث المتصلة به.
ويتهم المواطنون الإيرانيون النظام بعدم اتخاذ أي خطوات حقيقية جادة لمعالجة المشكلة، مؤكدين أنه بدلا من إهدار النظام ملايين الدولارات على حلفائه في سوريا ولبنان والعراق واليمن، ومغامراته العسكرية في الخارج، عليه الإنفاق داخل البلاد لحماية البيئة وتحسين البنية التحتية والأوضاع المعيشية للمواطنين.