أثبت العلماء في العصر الحديث بأدلة وبراهين أن الذي يحدد جنس المولود هو الأب وليس الأم ولكن ارسطو سبق علماءنا بفكرة تتمحور أن بذور الرجل هي الأساس في تكوين المولود وأن المرأة مجرد وعاء بارد , وفي كل الأحوال إرادة الله قبل كل شيء .
ولم تختلف نظرة العرب قبل الإسلام عن نظرة ارسطو فما المرأة إلا كالأرض لزارعها تنبت مابذره فيها ويدلنا على ذلك قصة تناولتها بعض كتب التاريخ بأن رجلا يدعى ابوحمزة هجر زوجته عندما وضعت بنتاً وأصبح يبيت عند جيرانه الى أن مر بها يوماً وسمعها تقول لابنتها
ما لأبي حمزة لا يأتينا
ينام في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا
تالله ما ذلك بأيدينا
وانما نأخذ ما أُعطينا
ونحن كالأرض لزارعينا
ننبت ماقد زرعوه فينا
فندم أبوحمزة على هجر زوجته وعاد يقبل رأسها -ياسلام انتهى الكلام-
على مر الزمان كثير من الأمهات ظُلمن مثلما ظُلمت زوجة ابوحمزة هجرهن أزواجهن لأن خلفتهن اناث وتحملن عناء ومسئولية تربية بناتهن بمفردهن موصومات بجريمة وهمية لأنهن كنّ أوعية لبذور رجال سفهاء تفكيرهم محدود يخطئون ولا يدركون ماهم فاعلون معترضين على مشيئة ربهم وما اراده لهم.
في كل مكان وزمان تنوعت أشكال الظلم الواقعة على الأمهات.
فكم من أمهات وقع عليهن ظلم بسبب الطلاق فإما حرمان من الابناء ، وإذا تحملت حضانتهم تلاقي مذلة وإهانة من الأقرباء.
وكم من أمهات ظلمهن المجتمع فهذه أم عاملة لا تجد مكان تضع فيه أطفالها وأخرى لا تستطيع أن ترعى ابنها المريض بسبب ضغط العمل وتلك التي تغيب ساعات طويلة لأنها تعمل في أكثر من وظيفة لتوفير معيشة افضل لأبنائها.
أما أقوى وأعنف ظلم يقع على الأمهات هو الذي يصدر عن الأبناء فالتقليل من شأن الأمهات ظلم لهن، كلمات التعنيف والتوبيخ ظلم لهن ،الأنانية وتفضيل الذات طلم لهن.
إن الأم االتي عانت في الحمل والولادة ورعاية أبنائها بسعادة ، لا تبخل بالجهد والوقت والمال ، وتقدم ابنائها على نفسها في كل حال من الأحوال ، لا تنتظر مقابلا ولا رد جميل إلا من الله الذي تأمل أن يرفع قدرها ويعظم أجرها .
خلاصة القول باجماعة .. سلام ورحمة على الأمهات الأحياء منهن والأموات.