إعداد – محمود العوضي
لا شك أن الدوري الإنكليزي الممتاز، يعتبر الأقوى بالنسبة للجميع على المستوى العالمي، على الرغم من التراجع على صعيد دوري أبطال أوروبا في السنوات الماضية، بعدما كانت الفرق قد حققت العديد من الإنجازات بين أعوام 2005 و2012، بتتويج ليفربول في 2005 ووصوله للنهائي في 2007، وكذلك تتويج مانشستر يونايتد عام 2008 ثم خسارته في العام التالي 2009 أمام برشلونة، قبل أن يظفر تشلسي الإنكليزي عام 2012 باللقب على حساب بايرن ميونخ.
في الموسم الماضي، استطاع ليفربول أن يعيد الإنكليز إلى الساحة الأوروبية، بوصوله إلى النهائي في مفاجأة للبعض، ليظنّ الجميع أن ذلك كان مُجرد صدفة عابرة.
جاء موسم 2018-2019، وبدأت رحلة الإنكليز في مسابقة الأبطال، واستطاعت 4 أندية بلوغ ربع النهائي، وقد نشهد وجود 3 فرق إنكليزية في المربع الذهبي، إذا سارت الأمور على ما يُرام، رغم صعوبة مهمة البعض.
ليفربول
البداية مع الفريق الأبرز حالياً على الساحة الأوروبية بين كبار الإنكليز، الريدز وصل لنهائي الموسم الماضي وخسره أمام ريال مدريد، بعدما تأثر بغياب محمد صلاح، الذي أصيب بعد تجاذبٍ مع سرخيو راموس، وهو يعتبر حالياً أحد أبرز المرشحين لحصد اللقب الأوروبي، وذلك بعدما عمل يورغن كلوب منذ وصوله للفريق على تغيير صورة النادي من خلال ترحيل العديد من الأسماء وبناء تشكيلةٍ قادرة على المنافسة.
وساهم تألق معظم لاعبي ليفربول هذا الموسم، في وصول نادي ليفربول إلى ربع النهائي؛ إذ استطاع السنغالي ساديو ماني أن يكون كلمة الفصل في دور الـ16 أمام بايرن ميونخ، بعد تراجع صلاح في الآونة الأخيرة.
ولعلّ أحد أبرز عوامل نجاح ليفربول هذا الموسم امتلاكه لعناصر مميزة في كافة المراكز، من حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر، القادم من روما الإيطالي، بعدما تسبب كاريوس وقبله سيموني مينيوليه في خسارة العديد من المباريات المهمة، مروراً بالمدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، الذي يؤكد أنه أحد أفضل المدافعين في العالم، من خلال طريقة تحركه في الخط الخلفي ومراقبة المهاجمين المميزين، إضافة لقدرته على قطع الكرات الهوائية قاطبة، والتعامل معها بشكلٍ سليم، مع التأكيد على قدرته في الناحية الهجومية وتأثيره الإيجابي على زرع الثقة في نفوس بقية الزملاء.
السيتي
لم يكن نادي مانشستر سيتي أحد كبار أوروبا، لكن مع المبالغ الكبيرة التي صُرفت في السنوات الأخيرة على الفريق، واستقدام العديد من الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم، على رأسها المدرب جوسيب غوارديولا، تحولت البوصلة نحو درب النجاحات ومحاولة المنافسة على لقب دوري الأبطال والوصول للنهائي للمرة الأولى في التاريخ.
ويُعتبر السيتي حالياً منافساً جدّياً على اللقب القارّي على غرار المحلي، وصراعه مع ليفربول؛ إذ يضمُّ في صفوفه العديد من العناصر القادرة على صناعة الفارق في مختلف الأوقات وبكافة المراكز، من لاعبي خبرة وشباب. ويعوّل بيب هذا الموسم على دكة البدلاء التي يمتلكها، إضافة لتألق بعض اللاعبين بشكلٍ لافت، تحديداً المهاجم الأرجنتيني سرخيو أغويرو، الذي يؤكد للجميع موسماً بعد آخر أنه أحد أساطير السيتي من خلال أهدافه في معظم المباريات، ويُساعده في ذلك الإنكليزي رحيم ستيرلينغ، الأخير يُعدّ أحد أهم العناصر في التشكيلة من خلال مهارته الفردية، وتعاونه مع المجموعة وقدرته على صناعة الفارق أمام المرمى، مع الإشارة إلى دور برناردو سيلفا.
ويمتلك السيتي قدرة السيطرة على الكرة بفضل طريقة بيب غوارديولا المبنية على الاستحواذ، لكنه يُحاول دائماً أن تكون فعّالة إلى أبعد الحدود، وألا تقتصر فقط على التمريرات السلبية، ما يُعزز قدرة الفريق على ضرب الخصم بأكبر عددٍ من الأهداف، وهذا ما ذاق مرارته العديد من الخصوم على غرار تشلسي محلياً وشالكه أوروبياً.
اليونايتد
منذ رحيل السير أليكس فيرغسون عن نادي مانشستر يونايتد، بدأ الفريق يتراجع على الصعيد المحلي والأوروبي وغابت عنه الألقاب، على الرغم من تعاقده مع عدّة مدربين على غرار دافيد مويس ولويس فان غال، وصولاً إلى البرتغالي جوزيه مورينيو. الرجل البرتغالي الملقب بـ”سبيشال وان” حقق مع الفريق بعض الألقاب منها الدوري الأوروبي، لكنه انتكس بشكلٍ كبير هذا الموسم، وتراجع الفريق على سُلّم الترتيب محلياً، ولم يكن أحد يتوقع عبوره حتى دور المجموعات؛ بسبب انخفاض المستوى.
جاء القرار الجريء بعدها بإقالة مورينيو، وتعيين المدرب أوليه غونار سولسكاير، ابن نادي مانشستر يونايتد، صاحب الهدف التاريخي في شباك بايرن ميونخ بنهائي دوري أبطال أوروبا في تسعينيات القرن الماضي. ما كان صعب المنال أصبح حقيقة، الشياطين الحمر تقدم في الدوري وأقصى أحد المرشحين للقب، أي نادي باريس سان جيرمان بدور الـ16، ليصبح الآن قريباً من حلم بلوغ نصف النهائي، مع العلم أن المهمة ستكون صعبة حين يلاقي برشلونة.
توتنهام
اعتدنا في السنوات الماضية رؤية تشلسي أو أرسنال في أدوارٍ متقدمة بمسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن نادي توتنهام قال كلمته مؤخراً مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، وهو الآن يحلم بالفوز بلقب هذه البطولة للمرة الأولى في تاريخه، مع العلم أنه سيلاقي مانشستر سيتي في مهمةٍ صعبة للغاية. يمتلك السبيرز كافة الأسلحة القادرة على صناعة الفارق، من المهاجم هاري كين إلى ديلي آلي وإريكسن والكوري الجنوبي هيونع مين سون وصولاً للحارس الفرنسي هوغو لوريس.