جدة – مهند قحطان
تصوير – محمد الحربي
عبر عدد من المواطنين فى محافظة جدة عن استيائهم الشديد من انتشار ظاهرة التشوه البصرى بشوارع محافظة جدة نتيجة ازدحام شوارع المحافظة بالسيارات التالفة والمتهالكة ذات الموديلات القديمة والحديثة التي تركها أصحابها عند رؤس الطرقات لفترات طويلة دون استخدامها ، معربين عن تخوفهم من أن يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة فى سرقة محتوياتها أو ارتكاب جرائم بواسطتها، مطالبين فى الوقت ذاته الجهات المختصة بسرعة التدخل لإيجاد حل لتلك المشكلة.
“الـــبلاد” تابعت عن قرب معاناة سكان المحافظة من انتشار المركبات التالفة في العديد من الشوارع ، ورصدت الكثير منها مابين مهملة أو معطلة أو تالفة.
فى البداية يقول المواطن أحمد با مجلي أن العديد من المركبات التي تصطف أمام المنازل أو خلفها ، لفترات طويلة دون استخدام تسبب نوعاً من التشوه البصرى وتؤثر سلباً على المظهر العام للحي ، موضحاً أن معظم سكان المنطقة لا يعلمون ملاك تلك السيارات لكى يتم التواصل معهم ومطالبتهم بسحبها إلى المَرْأَب أو الأماكن المخصصة لذلك الغرض.
ولفت إلى أن وجود مثل هذه المركبات يؤدى إلى انتشار الجرائم إذ يقوم أصحاب النفوس الضعيفة بسرقة محتوياتها ، ومنهم من ينام فيها ومنهم من يقوم بتفكيك اللوحات الخاصة بالمركبة وهو ما يمثل مخالفة، لذا نناشد الجهات المعنية بسحبها وحجزها والمتابعة مع مالكيها ،مشيراً إلى أن أمانة محافظة جدة تأتي في مقدمة المناطق التي تهتم بمعالجة التشوه البصرى من خلال إزالة أكبر عدد من السيارات التالفة والمهملة، إذ تشير الإحصائيات التى نشرت العام الماضى إلى قيام الأمانة بإزالة حوالى (24350) سيارة من شوارع وميادين المحافظة .
وأوضح بامجلي أن استمرار مثل هذه الحملات ستنتج عنها شوارع نظيفة غير مليئة بهياكل المركبات ، بالإضافة إلى أنها ستكون عبرة للآخرين بعدم إهمال مركباتهم كونها تعتبر أملاك خاصة وقد قاموا بشرائها ولن يكون هناك أى مجال لارتكاب جرائم.
تصرف غير لائق
وعن نفس الشكوى شارك المواطن مهند المطري بالقول إن المركبات التالفة تغزو محافظة جدة حيث لا تستطيع المرور من شارع رئيسي أو داخلي إلا وترى مركبة تالفة على جانب الرصيف مما يشوه مظهر الطرقات العامة ازدحاماً مرورياً ، معرباً عن استغرابه من هذا التصرف الغير لائق كون اغلب المركبات التى تركها أصحابها حديثة الصنع ولا يوجد ما يمنع من سوء استخدامها.
وتساءل ” المطري ” عن السبب وراء تعطل المركبات ووقوفها بهذا الشكل المسبب للتشوه البصرى، غير أن هنالك أقساطا مستحقة على ملاكها لذلك يتم إيقافها في هذه المواقع لكون شركات المركبات التي تقوم ببيعها بالقسط لا تستطيع سحب المركبة إلا عن طريق الوزارة العدل.
تشويه للمظهر الحضاري.
أما المواطن طلال القحطاني فقد اشتكى من وجود عدد كبير من المركبات التالفة أمام منزله منذ فترة تجاوزت العام ،وأصبحت عبارة عن هياكل صدئة، بعد ما قام ضعاف النفوس بسرقة كل محتوياتها كون ملاكها لا يسألون عنها منذ فترة، مما ترتب عليه تشوه المظهر الحضارى العام للحى ،موضحاً أن العديد من السكان حاولوا ايجاد حل لهذه المشكلة من خلال سحب السيارات التالفة بمركباتهم إلى مكان أخر ، لكنني منعتهم كون هذا الحل غير قانونى ، لوجود جهات معنية مخولة بسحبها والتواصل مع ذويها.
وتابع القحطاني أنه قد تواصل بالفعل مع أحد أصحاب هذه المركبات لمعرفة سبب تركه لها بهذا الشكل فرد عليه بأن سيارته تحتاج إلى مبلغ كبير لصيانة المكينة و الذي يقارب 8 ألاف ريال ، ولا يملك هذا المبلغ حالياً، لذا اضطر إلى تركها في هذا الموقع بعد أن دفع مبالغ كبيرة في تصليحات أخرى، مشيراً إلى أن أمام منزله لا توجد مواقف كافية بالإضافة إلى أنه طريق رئيسي ويخشى أن يتم مصادرة المركبة أو حجزها من قبل الأمانة ، فما كان من القحطانى أن رد عليه بأنه ينبغي تغيير موقعها من أمام منزله ووضع السيارة بمكان أخر سواء ساحة مسجد او سوق او موقف خاص، خوفا من أن يتم سرقتها من بعض ضعاف النفوس ليلاً.
مسؤولية الجهات المختصة
من جهته قال أحد العاملين بالورش الخاصة بتصليح المركبات موسى العسيري أن العديد من الزبائن يأتون لصيانة مركباتهم ومعظمهم ممن لديهم أعطال فى مكينة السيارة والجر بوكس، فيقومون باصطفاف سيارتهم لفحصها وبعد الكشف عليها يتم التفاوض على السعر معهم فمنهم من يقبل والأخر من يكون من فئة المترددين، حيث يقوم بركن سيارته لمدة تتجاوز الشهر وتمتد أحيانا إلى شهرين أو ثلاث شهور أمام الورشة ولا يعودون بعدها كون صيانتها يتجاوز أكثر من نصف قيمة المركبة، لذلك تجد العديد من المركبات المتوقفة منذ شهور وأعوام أمام الورش دون أدني مسؤولية من أصحابها.