يخفت الارهاب قبل أن يطل برأسه من جديد ويتراجع ليعود ضاربا بكل القيم والمبادئ ومتجاوزا حدود التصور الذهني مخلفا اثرا سيئا على حياة الناس والاجيال، وناشرا الذعر والخوف ومحاصرا التنمية ، وبعد ان تذهب ارواح الابرياء العزل ادراج الرياح يأتي من يحاول التبرير عبر الكيل بمكيالين في ظاهرة اضحت محل تساؤل الفطن المتابع الحصيف، خاصة وقد تم الربط بشكل دائم بين الارهاب والديانة ليتوالى التقصي عن بيئة الارهابي قبل اطلاق الصفة وتسمية الاشياء بأسمائها.
صحيح أن هناك من يستثمر في عمليات الارهاب ، من يغرر ، من يمول ، من يدعم لوجستيا خاصة في المجال الاعلامي، فهناك محطات فضائية زرعت لهذا الغرض فأضحت سباقة في الوصول الى جحور الارهابيين والتغلغل في اذهانهم ومواطن تفكيرهم ، ومن بينها قناة الجزيرة صاحبة اليد الطولي في تورا بورا بحكم العلاقات والمصير المشترك، لكن الاكثر صحة أن البعض من اصحاب الشعارات المتربصين بالأمة من خارج الحدود العربية يسوقون لأنفسهم مستغلين الحوادث الارهابية فيما نكتشف غير مصدومين ادوارهم المشبوهة بتشويه الاسلام عيانا بيانا حتى بتنا أمام عبارات متناقضة بلغات مختلفة فما يقال بالعربية ليس شبيها بما يشاع باللغة الأم حتى وان ادعى مطلقها الانتماء للإسلام ، والاقوال بالطبع تأتي في الغالب نقيضا للأفعال، ولهذا نزداد قناعة امام حالات القتل المجاني بأهمية كشف الملابسات بوضوح وجرأة لعلنا نفكك خيوط اللعبة القائمة على ايديولوجيا حزبية ومصالح مذهبية ضيقة ودعايات انتخابية ، والرامية لعودة المستعمر محمولا على اكتاف الشعارات الواهية ومتدثرا بعواطف لا مكان لها من الاعراب بعد انكشاف الحقيقة بنتائجها الكارثية حتى وان تدثر الاستعمار برداء الاسلام فقد كان سببا رئيسيا في تخلف الامة.
صحيح أن بعض مدعي اعتناق الديانات السماوية خاصة الاسلامية يربطون افعالهم او تربط بالدين لكن الاكثر صحة ان الارهاب بلا دين يدار بأيدي المستفيدين مشعلي الفتن اعداء التنمية، وينشط تحت عباءة الممولين المباشرين من عشاق كسر الاستقرار واشعال الفوضى لمآرب توسعية استعمارية في ظاهرة ارتكزت على بناء امبراطوريات سادت ثم بادت بعد ان ظل عالمنا مغيبا في غياهب الظلام لسنوات طويلة بحكم ارادة امبراطورية موغلة في الحقد ضد كل ما هو عربي ونفاق سياسي يطل برأسه بين الحين والآخر في محاولة لإنتاج مسلسل الفوضى الخلاقة التي دمرت العديد من عواصم العالم العربي وسلبت الامنين امنهم واستقرارهم.
من اين اتى سفاح نيوزيلندا الارهابي ؟ وماهي ظروف نشأته ؟ وكيف تم استغلاله ؟ ولماذا استهدف المصلين المسلمين الآمنين المطمئنين ؟ اسئلة تضاف للسؤال الكبير ما هو مصدر سلاح المجرم الارهابي ؟ وكيف تم استباق التهمة برسم عبارات الكراهية للشريك المحتمل لتظل الاجابات التي طافت فضاء الاعلام وتم ترديدها لماما بين ثنايا المستنكرين ناقصة تحتاج تفسيرا في ظل ما نما الى علم البعض أن هناك من سهل للسفاح مهمته خاصة ان دوافع العملية الارهابية كانت واضحة ورائحة الثالوث فائحة.
الدول العربية المسرح الأكثر تأثرا واستهدافا بعمليات الارهاب القادمة من الشرق والشمال وبالتحديد من دول ودويلات تحالف الشر التي كانت ولازالت ممرا آمنا للإرهابيين وامتدت تأثيراتها لتشويه صورة الدين في كافة اصقاع الارض ولعلنا نذكر بالفخر والاعزاز قدرة المملكة العربية السعودية على لجم الارهاب وتحطيم احلام الارهابيين وصرامتها فيما يتعلق بدحر المخربين وقطع دابر المجرمين واعوانهم من باب ايمان راسخ بحياة الانسان وأمنه وأمانه والرعاية الفائقة لحقوق الاجيال بحياة مستقرة رغم انوف الحاقدين المتربصين الناقمين والمرتزقة ناهبي قوت الشعوب لتظل المملكة واحة أمن وارفة الظلال تبني ولا تهدم ، تتكسر على اعتابها تطلعات القتلة اصحاب الشعارات البالية. فمن قتل المصلين في مساجد نيوزيلندا؟.