حنان العوفي
في الواقع أنني لا أعرف طبيعة العصافير ولا أعرف ما هو الوقت الحقيقي لزقزقتها ، كل ما أعرفه أننا اعتدنا في وقت سابق أن نقول:خرجتُ قبل أن تخرج الطيور من أعشاشها ، إشارةً للخروج مبكرًا ، لأن الطيور أول من يستيقظ ، فارتبط في ذهني أن الصباح هو وقت زقزقة العصافير، وأنا لا أعرف إن كانت العصافير تستيقظ مبكرًا مع بقية الطيور، أو إنها تبقى مستيقظة لوقت متأخر من الليل ، فقد سمعتها أكثر من مرة تزقزق في الساعة الثانية صباحا ، وكنت سأقول : أن هذا هو المبكر في وقتها ،
لكنني أسمعها تزقزف كذلك في الساعة الثانية ظهرا ، وفي الحقيقة سمعتها تصدر صوتها الخاص في أوقاتٍ متفاوتة من اليوم ، هل تنام أو لا تنام ، هل ينام البعض منها والبعض الآخر يبقى مستيقظا ثم يتبادلون لا أعرف ؟! كل ما أعرفه أنها متواجدة على مدار اليوم ، بخلاف الحمام الذي لا أسمع صوته إلا في وقت النهار ، صباحا أو ظهرا وهذا لا يعني أن الحمامات تنام مبكرا ، لكن يكفي أنها تسكت بعض الوقت ، أما العصافير رمز اللطافة في تعابيرنا هي في نظري كائنات ثرثارة لا تجيد الصمت ،
ولا أنكر أنني في أوقات كثيرة وعلى الرغم من أنني أحبها إلا ووددت لو قتلتها جميعا ، حتى أستمتع بلحظة صفاء ، وتخيلوا لو أقدمت على ذلك فقط لأنها تزعجني ! هناك من يفعل ذلك من أجل أن يأكل أو يغذي غريزة الصيد أو القتل في نفسه ، ويقتل عددا كبيرا من الحيوانات التي لا ذنب لها سوى أنه قصد منطقتها صائدا، حتى السلاحف لم تسلم من أذاهم ، قد يحتاج أحدهم أكل أو شرب شيء لا تطيقه نفسه من أجل العلاج ،