حنان العوفي
تكررت كثيرا على أسماعنا مقولة : أن الزواج مقبرة الحب ، وصار محببًا لي أن تعرفوا أنني أكره العبارات المنقولة دون وعي أو تفكير من الناقل ، لأنها في الغالب لا تخدمنا في شيء ، بل على صعيد آخر هي تهدم كل محاولات الإعمار والبناء ومحاولة الفكاك من السلبيات، لمَ الزواج مقبرة وهو ذلك الوثاق القدسي الذي يحمينا من سطوة أنفسنا ؟! ربما يبدو هذا التساؤل تقليديا في مجمله ،
خاصة وأنه فعل غير خارق للعادة وهو متكرر بعدد مرات قد يفوق البشرية في بعض أزمنتها ، لكن مادام الرجال يرونه قيدا والنساء كذلك ، فلمَ يدفعوا الأموال الطائلة ويتحملون الديون من أجل علاقة يرونها سجنا ، أليست الحرية أولى بهم ؟!هم يعرفون جيدا أن الزواج ليس مقبرة ، ويعرفون كذلك أنه سكن من نوع مختلف ،
ويعرفون كذلك كم به من متعة ، لكنها نظرية التظلم والمؤامرة التي يعيشها البعض كي يحمي نفسه بشكل أو بآخر من حكم الآخرين ، إذا استحالت الحياة بين اثنين فالأولى أن يذهب كل منهما في حال سبيله ، فالحياة لا تعاش في مقابر ، ولا يجعل أحدهما الأبناء سببا لبقائه في حياة أشبه بالموت ، أما الحب فهو نبض قلب ، لا يمكن أن يتحول لشيء آخر مهما يكن ، فلربما تفترق عن إنسان جسدا لكن تظل روحه تعانق روحك ،
وفي كل الأحوال ليس بالضرورة أن تكون أسأت الاختيار ، أو أن يكون أحد الطرفين مخطئا ، ربما يكون كل واحد منهما على حق لكن ما عادت تليق بهما العلاقة ، نحتاج حينها أن نطبق ما قاله المولى جل في علاه ” فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ” وليت خفافيش الظلام تسمع وتسكت وتكتفي بذلك ، ولا تبنش في حياة الناس الذين ليسوا بحاجة لسماع تجاربك التي لا تركب على أحد سواك.يقول القائل :
” الهوى ما يقبل أنصاف الحلول
يا نصير أو يا حبيبي ما نصير ”
الهوى أو الحب وهو المعنى الأقرب ولن نختلف ، الحياة بأكملها كي تكون حياة لا تقبل بأنصاف الحلول.