شعر: عبير بنت أحمد
قراءة : محمد صلاح الحربي
العطر كان لقبا أو اسما مستعارا للشاعرة عبير بنت أحمد، وأظن بأنها الشاعرة الوحيدة التي لم تخن لقبها في غالبية نصوصها الشعرية، فقد بقيت “العطر” مخلصة لإستخدامات عطرية في قصائدها خصوصا في قصائدها الغزلية التي يغلب عليها العاطفة الأنثوية الخاصة والشقية، والشقية هنا بمعنى حيوية شعورية، غير جامدة، وتستخدمها شعريا ولا يخلو نص من نصوصها من حضور لطيف أو ظريف لها، كما في هذا النص العذب، والذي يتجسد فيه أسلوب عبير بنت أحمد، وهو أسلوب رشيق، يذهب إلى العذوبة الرحبة من غير تعقيد وغموض، وبرؤية عامة يختصرها هذا النص فإنها بأسلوبها الشعري قد ترش عطرا حتى على حالات الفقد، كما قد تأتي بالورد حتى لحالات الحزن، وتستدعي رحابة البحر والسماء في حالات الضيق..
“يخاوينا البحر والبر وتوسعنا السماء تحليق”.
ويا بعدك عن عيوني ويا قربك على بالي
وياوسع البسيطة كل ما كدّر زماني ضيق
ويا كثر البشر حولي ويبقى موضعك خالي
و لَمّ الشمل ياعيدي بلا وصلك غدى تفريق
أنا كيف انشغل عنك بغيرك وانت أشغالي
انا اشغِل نفسي بطاريك لين تحن لي وتويق
أشوفك في سلال الورد وفستاني وسلسالي
ومدام اخترتني واضح بأنك دائماً ذويق
يليق الزين بعيونك واسترخص لك الغالي
واسولف عنّك لقلبي اذا حبيت احلي الريق
يجون الناس ويروحون وأنساهم وتبقالي
يا كل الامنيات اللي كتب ربي لها التحقيق
متى ربي يوّفق بين ترحالك وترحالي
يخاوينا البحر والبر وتوسعنا السما تحليق
مدام الله عطاني اياك، غيرك ماله ومالي
مدام الله جمعنا، مابي لغيرك معي توفيق
اذا ماكنت لي أول طموح وآخر آمالي
فانت الحلم في نومة ابد مامنها بآفيق
وانا من كثر ما اشتاقك انام بحضن جوالي
اصبّر بالصور قلبي وليت لجيّتك توثيق
تشوف عيونك عيوني واشوفك واقف قبالي
ويذكرنا الهنا والحظ وينسانا الشقا والضيق