عواصم ــ وكالات
شدد رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، على إن مستقبل اليمن “الآمن”، لن يتحقق إلا بإنهاء الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية.
وقال رئيس الوزراء اليمني خلال كلمة ألقاها في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، حيث يعقد مؤتمر تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019 “إن مستقبل اليمن الآمن والمزدهر لن يتحقق إلا بإنهاء الانقلاب (الحوثي) ووضع أسس سليمة لسلام دائم وشامل يحفظ كرامة اليمنيين وحقوقهم وفقا للمرجعيات الثلاث المقررة محليا وإقليميا”.
واستعرض عبد الملك المرجعيات، وهي مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار 2216.
وشدد على أن السلام في اليمن “يجب أن يحافظ على قيم الديمقراطية والشرعية ومقومات بناء دولة القانون التي ينشدها كل اليمنيين”، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية في تحقيق السلام في بلاده.
وفى سياق منفصل عطلت ميليشيات الحوثي مجدداً، تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة لأجل غير مسمى.
ونقلت “قناة العربية” عن مصدر حكومي ان خلافات داخلية بين الحوثيين تعرقل تنفيذ إعادة الانتشار.وبالتزامن مع ذلك، واصل الانقلابيون خرقهم وانتهاكهم للهدنة الأممية ووقف إطلاق النار في الحديدة.
وكثفت الميليشيات استهدافها لمواقع الجيش اليمني شرق مدينة الحديدة، ومديريتي حيس والدريهمي جنوب الحديدة.
كذلك واصلت المليشيا قصفها لمنازل المدنيين والأحياء السكنية في مديريتي التحيتا وحيس التابعتين لمحافظة الحديدة.
وأسفر القصف عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، وتدمير عدد من المنازل وتهجير ونزوح عشرات الأسر.
من جهته، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، إن الفريق الأممي المخول بمراقبة تنفيذ اتفاق السويد رفض مقترحاً تقدمت به الحكومة بخصوص الممرات الإنسانية للمواد الغذائية يضمن لها التزام الميليشيات الحوثية بالاتفاق.
واعتبر الإرياني في تغريدة له أن رفض الفريق الأممي للمقترح يطرح علامات استفهام، خاصة أن الحكومة لم تطلب سوى إخراج كميات القمح المخزنة في صوامع البحر الأحمر والمساعدات الإنسانية عبر الممرات الآمنة الواقعة ضمن سيطرة الجيش.
هذا فيما تتعاظم حجم الكارثة التي تنظر الشعب اليمني جراء الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي، إضافة إلى حجم الجرائم والانتهاكات التي يمارسها الانقلابيون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.ويأتي ذلك فيما تواصل الفرق الهندسية اليمنية والمبادرات السعودية إنقاذ المدنيين بنزع آلاف الألغام من مناطق يمنية مختلفة.
وأعلن المشروع السعودي لنزع الألغام “مسام”، أن الفرق الميدانية التابعة للمشروع نزعت خلال الأسبوع الثالث من فبراير 1371 لغما وذخيرة غير منفجرة، زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
وقال مدير عام المشروع أسامة القصيبي، في بيان أورده مكتب مسام الإعلامي، إن “الفرق الميدانية نزعت 625 لغما مضادا للدبابات و14 مضادا للأفراد خلال الأسبوع ذاته”.
وأضاف القصيبي أن الفرق نزعت خلال الأسبوع الثالث من هذا الشهر 665 ذخيرة غير متفجرة و67 عبوة ناسفة.
وذكر مدير مشروع مسام -وهو مشروع إنساني يهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي أودت بحياة الآلاف من اليمنيين- أن “مجموع ما تم نزعه خلال فبراير بلغ 3730 لغما، ليصل إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع أواخر يونيو الماضي وحتى 21 فبراير بلغ نحو 44743 لغما”
فقد تمكنت القوات اليمنية والفرق التابعة لمشروع مسام خلال أسبوع واحد من نزع وتدمير أكثر من 15 ألف لغم وعبوة متفجرة، زرعتها المليشيا الحوثية في الجوف وصعدة والحديدة.
كما أفاد الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية في محافظة الحديدة بأنها أتلفت الأسبوع الماضي نحو 10 آلاف لغم حوثي متنوعة الأشكال والأحجام، بعد أن تم نزعها في أحياء ومناطق وطرقات محافظة الحديدة.
وكانت قوات الجيش اليمني عطلت نحو 3 آلاف لغم زرعتها مليشيا الحوثي في قرى وجبال مديرية باقم بمحافظة صعدة الحدودية.
وقال قائد لواء المهام الخاصة في باقم العميد الركن عبده البرح إن “الفرق الهندسية أتلفت 3 آلاف لغم وعبوة ناسفة مختلفة الأحجام والأشكال زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية في قرى وجبال مديرية باقم قبل فرارها”.
وأوضح البرح في تصريحات رسمية، أن مليشيا الحوثي تعمدت زراعة الألغام والعبوات الناسفة داخل المنازل ووسط خطوط السير في القرى والجبال والمزارع في المديرية.
يذكر ان الحكومة اليمنية قد اشترطت نزع ألغام مليشيا الحوثي لموافقتها على المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار في الحديدة، حيث رفضت المليشيا نزع الألغام في منطقة 7 يوليو شرقي مدينة الحديدة.
وقال فريق الحكومة اليمنية، في لجنة إعادة الانتشار إنه وجه رسالة لرئيس إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوسيجارد، مفادها بأن موافقة الحكومة اليمنية على المرحلة الأولى من الخطة مشروطة بنزع الألغام، وفق الآلية التي تقدمت بها الأمم المتحدة بهذا الشأن. وتقدر الحكومة اليمنية وخبراء دوليون أن المليشيا الحوثية زرعت نحو مليون لغم في مختلف المناطق اليمنية التي احتلتها الجماعة، أي بمعدل لغم لكل 30 يمنيا وبمستوى هو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما أورده تقرير خاص لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.