حنان العوفي
يقول أبو تمام “نَقِّل فؤادك حيث شئتَ من الهوى , ما الحب إلا للحبيب الأولِ “هل هذا هو شعور الناس العاديين ، أم إنه يصف لنا مشاعره على اعتبار أنه شاعر لا إنسان عادي ؟! فهو هنا قد يفصل بين نفسه في حالتين ، لمَ يتنقل بين قلوب الناس وهو يعرف جيدا أن قلبه لن يكون إلا للأول ،
هل يُعد ما يقوله عدلا على الصعيد الإنساني ؟! ما دام إنه يعرف أن قلبه لن يحب إلا الأول فلمَ يعبث بالقلوب ، أليس من المحتمل أن يحبه أحدهم ويكون الأول في قلبه ثم يتركه ويعيش الآخر على ذكرى الأول في قلبه بينما الأول ذهب باحثا عن الأول وهكذا ؟ كان ينبغي لأبي تمام أن يقول لا تُنقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى لأنك لن تحب إلا الحبيب الأول ، لا يهم أن يكسر الوزن لأن الأهم ألا تنكسر القلوب ، ربما يقول أحدكم أن أبا تمام قصد أن القلب لن يهوى إلا واحدا مهما حاولنا التمرد ،
وربما يقول آخر هو كلام شعر يحتاج إلى مبالغة في التعبير ، وربما أشياء أخرى ، ما يهمني أن المعنى الذي وصلني هو أنك قد تكسر قلوبا في طريق بحثك عن أحد بديل لأنك ما تلبث أن تعود للأول في آخر المطاف .أما شأن هذا البيت مختلف تماما عندما قال: “كم منزل في الأرض يألفه الفتى, وحنينه أبدا لأول منزل “نعم هنا يظهر لنا إحساس الشاعر المرهف ، فأمر الأماكن يختلف جذريا عن مشاعر الناس.