شعر: محمد الحزيم
رؤية : إبراهيم الشتوي
الشاعر: محمد الحزيم ، وحضور شعري محمل بالجمال ومكتمل بالوعي ، عبر تجربة شعرية تحمل في أبعادها فضاءً فنيا رائعا ، ومع هذا النص الذي يحمل في مداراته العديد من التقانات والرؤى الشعرية ، سنلقي الضوء على بعض من ألوان الطيف التي أشرق بها، وعبر مدخل النص الأول يقول :
“شقول وغيابك حديث الشبابيك
والطير وغصون الشجر يفقدونك”
حيث نجد ان هناك تشخيصا فني للجمادات في قوله “حديث الشبابيك” وللطبيعة من حوله في قوله ” والطير وغصون الشجر يفقدونك”وعبر تقنية الزمان واستشعاره للوقت الوجداني الداخلي يقول شاعرنا محمد عن ذلك الصبح الجداري: ” ويردني صبح المواليف دونك” وفي صورة مائية حيث ربط العلافة بين المطر والغصن وربط الدلالات ببعضها لتشكل الوجه الثاني، وما يحمله من رؤى وأبعاد حسية ونفسية في قوله :”وانت المطر لاطاح يكسر غصونك”يقراك حتى من تعابير لونك وفي الصورة المجرزة التالية ” الفرح” تعشوشب الابتسامة في اطرافها وشُرفاتها حيث يقول :”مثل الفرح ينبت على اطراف اشافيك ” ونحفل بهذا المشهد الحركي في قوله :”قبل اتعلق دمعتك في جفونك”وما قبل الأخير ، نجد مدى تمكن شاعرنا الحزيمي من أدواته الفنية عبر معجم لغوي زاخر ، وتعدد فضاءات الصورة الشعرية ومصادرها و مرجعيتها وأبعادها ، مما يشكل حسا فنيا عميق في بناء النص الشعري وتركيبه.
شقول وغيابك(حديث الشبابيك)
والطير وغصون الشجر يفقدونك
تمرني مثل الاماني واخاويك
ويردني صبح المواليف دونك
الله يسعد كل عينٍ تصحيك
والله يسعد صبح عيني بدونك
خايف عليك كفوف غيري تأذيك
وانت المطر لاطاح يكسر غصونك
عودك طري واللي تودد حواليك
من شوك مخلوقين لايجرحونك
تلقى بشر من وين كثري يداريك
يقراك حتى من تعابير لونك
مثل الفرح ينبت على اطراف اشافيك
قبل اتعلق دمعتك في جفونك
عن كل شي يخذلك قلت لبيك
عن كل حاجه تكسرك كنت عونك
تخطي بحقي واعتذرك و اهاديك
واجمع لك شعوري وحايل ظنونك
حتى الكلام أستلطفه لايأذيك
اخاف اشوّه صورتي في عيونك