عواصم ــ رويترز
أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن تنفيذ مطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب استعادة مقاتلين في تنظيم داعش في سوريا سيكون “صعبا للغاية”. وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس لقناة (إيه آر دي) إن المواطنين الألمان يحق لهم العودة قانوناً، لكن لا توجد طريقة لتحقيق ذلك في سوريا.
وأضاف ماس “هناك حالات إنسانية، كالنساء والأطفال، عادت بالفعل. لكن هذا سيكون متاحا في حالات أخرى إذا أمكن إطلاق إجراءات المحاكمات على الفور.”
كما أردف قائلاً: “نحتاج إلى معلومات، نحتاج إلى تحقيقات. كل هذا غير موجود، وطالما الأمر كذلك، أعتقد أن هذا أمر يصعب تنفيذه تماماً.”
بدورها، أعلنت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه أن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي لاستعادة المئات من مقاتلي داعش ، موضحة أن فرنسا ستعيد المقاتلين على أساس مبدأ “كل حالة على حدة”.
وقالت بيلوبيه لقناة فرانس 2 التلفزيونية “هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأميركي. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي… لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب (ترمب)”.
وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة المقاتلين وزوجاتهم رفضاً قاطعاً. وأشار إليهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان باعتبارهم “أعداء” الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق.
لكن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أعلن في أواخر يناير أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتطرفين الفرنسيين الذين تحتجزهم سلطات كردية مدعومة من واشنطن.
وتحاول باريس بالفعل إعادة القصّر على أساس مبدأ كل حالة على حدة.
كذلك، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الدنماركي، مايكل ينسن رفض بلاده استقبال الدواعش قائلا إن “الحديث يدور عن أخطر أشخاص في العالم، ولذا لا ينبغي لنا أن نستقبلهم”.
وأشار ينسن إلى أن قرار ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا الذي أعلن عنه في ديسمبر الماضي، سابق لأوانه، لأن الوضع في البلاد لا يزال غير مستقر.
وكانت بريطانيا أعلنت سابقاً أنها لن تقبل عودة عناصر داعش، وقال وزير الأمن البريطاني، بين ووليس، في تصريحات سابقة إن حكومة بلاده لن “تخاطر بأرواح مواطنيها لاستعادة الدواعش المحتجزين في سوريا والعراق”.
يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، كان قد دعا عدداً من الدول الأوروبية إلى استرداد مواطنيها الذين قاتلوا مع داعش ومحاكمتهم، محذراً من أن بلاده لا يمكنها الاحتفاظ بهم وليس أمامها بالتالي سوى خيار واحد سيئ ألا وهو إطلاق سراحهم، وملوحاً بإمكانية “اختراقهم” أوروبا، بحسب تعبيره.
فى غضون ذلك افاد مسؤول عسكري أميركي بإن مئات المسلحين التابعين لتنظيم داعش الإرهابي فروا من سوريا إلى جبال وصحراء غربي العراق، في الأشهر الستة الماضية، وبصحبتهم ما يصل إلى 200 مليون دولار نقدا.
ونقلت شبكة سي إن إن عن مسؤول ثان قوله إن مقاتلي داعش يفرون بالتزامن مع اندلاع القتال في آخر معاقلهم شرقي سوريا، مضيفا أن بعضهم كانوا أعضاء سابقين في تنظيم القاعدة بالعراق.
وأوضح مسؤولون أنهم سيقيمون القوة الحقيقية لداعش “عند سقوط الدولة المزعومة التي أعلنها التنظيم الإرهابي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد ذكر نقلا عن مصادر، أنه لا يزال مجهولا مصير أطنان من الذهب والثروة المالية التي كانت بحوزة داعش في قرية باغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق، وهي آخر معقل لداعش في منطقة عمليات التحالف الدولي.
وفي ديسمبر الماضي، كشفت وسائل اعلام امريكية أن مسلحي داعش في العراق وسوريا، وضعوا أيديهم على مبالغ طائلة بالعملة الصعبة والعراقية، فضلا عن سبائك من الذهب تقدر بمئات الملايين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال قائد القيادة المركزية الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل إنه لا يزال هناك ما بين 20 إلى 30 ألفا من مقاتلي داعش، الأمر الذي يتوافق مع تقديرات الأمم المتحدة الصادرة في أغسطس الماضي.