كنت في زيارة لصديقي في احد مستشفيات جدة الخاصة ..وسعدت كثيرا بان عددا كبيرا من طاقم التمريض هم من بنات بلدي .. وانهن كنَّ على درجة عالية من الكفاءة والتدريب والفهم لمهنتهن من الجوانب المعرفية .. وأثناء الزيارة دخلت احدى الممرضات الفلبينيات وقامت بقياس ضغط الدم والحرارة .. ووضعت السوائل عبر الوريد .. كانت مبتسمة ووجهها مشرق .. رشيقة القوام والحركة .. دينامكية وحيوية.. تتحدث الى المريض وتسأله عن صحته وتنظر في عينيه .. وتجيب عن اسئلة المرافقين بذكاء .. وبصوت جهوري حازم وعطوف وتطمئنهم علي حالة مريضهم وتبعث في نفوسهم الامل الي ان الامور تسير الي خير.
ووجدت نفسي فجأة اعقد مقارنة بسيطة وسريعة بين هذه الممرضة الفلبينية وبين بعض من فتياتنا الممرضات .. وجدت ان هناك اهمالا شديدا في تدريب وتدريس الجوانب السلوكية المرافق لاداء وظيفة الممرضة .. حيث انه لكل وظيفة مهارات سلوكية خاصة يجب علي كل ممرضة ان تجيدها وتتقنها وتمارسها .. بل يجب ان تحاسب علي عدم تطبيقها من قبل الادارة والمشرفين.
عزيزي القارئ .. كل مهنة لها ثلاثة محاور او ابعاد يجب الاهتمام بها اثناء التدريب وهي ..
• المعرفة .. وهي مجموعة النظريات والعلوم والمعلومات المطلوبة للوظيفة.
• المهارات ..وهي ان يكون الموظف متمكنا وقادرا علي تطبيق المعارف والعلوم عمليا في كل الاحوال.
• السلوك. واقصد به ..الجوانب والتصرفات السلوكية مثل الملابس التي لا تليق بمكان ومواقف العمل .. المبالغة في ارتداء الاكسسوارات ووضع الماكياج الثقيل علي الوجه وبطء الحركة والردود المقتضبة علي اسئلة المريض ومرافقيه والتمتمه بصوت منخفض وحركات الجسد وتعابير الوجه وحركة العينين. الخ..
واخيرا ادعو معاهد وكليات التمريض التركيز علي تدريس المهارات السلوكية المطلوبة لوظيفة الممرضة وان تكون اجادتها شرط اساسي لمنح شهادة التخرج.