تعد رسالة الجامعة في مقدمة الأهداف التي تسعى إليها الدولة، لترسيخ جوانب مهمة في ثقافة العمل التطوعي، فالمجتمع المكي اعتاد على تلك القيم الفاضلة التي تأصلت منذ القدم، لأنها تنبثق من تعاليم الإسلام وحضارته العريقة، حيث تتجدد مؤشرات العطاء الفكري، فجامعة أم القرى عملت على توظيف كوادرها لنيل هذا الشرف، لتأتي الدكتورة هيفاء بنت عثمان فدا، مستشارة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات، الأستاذ المشارك بقسم البلاغة والنقد، التي مُنحت مؤخرا الميدالية الذهبية، في مجال ريادة العمل التطوعي، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية.
من هنا تحققت رسالة الجامعة في استثمار العصر، محققاً انجازات التنمية مؤكدا حقيقة الانتماء للدولة الرائدة، في غرس هذه المفاهيم الحضارية، من خلال خطط واستراتيجيات الأعمال التطوعية، بما يتفق مع رؤية المملكة 2030، للارتقاء بصناعة الإنسان السعودي، فهو الشريك الأساس في بناء النهضة التنموية، في عهد الازدهار الذي تعيشه المملكة، في ظل التوجيهات الحكيمة، من لدن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأدامه، وسط متابعة حثيثة واجتماعات متواصلة وجولات ميدانية مع كبار رجالات الدولة، من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
فهذه الجائزة تستهدف تشجيع الابتكار والطموح لدى المفكر الأكاديمي، في مختلف مؤسسات ومرافق الدولة، والمشاريع الإنسانية الحكومية والخاصة، من خلال معايير علمية دقيقة تُبرهن على مكانة الجائزة وقيمتها المعنوية بالدرجة الأولى، من داخل الوطن ومروراً بإنجازات عربية وعالمية قادمة، فبتكامل أركان الجائزة(المحلي والعربي والإسلامي والعالمي)، فالمملكة ذات السمعة السياسية الكبيرة والاحترام المتبادل، مع القيادات العالمية مجتمعة، من أوجب واجباتها المبادرة لهذا الحراك الفكري الإبداعي، كالتزام أدبي أخلاقي حضاري وهي التي تترجم هذه المبادئ عملياً، من منطلق وثوابت دينية تؤكدها العقيدة الإسلامية والمنهج المعتدل لسياسة الدولة.
ولعلي أتساءل عن الموارد المالية لهذه الجائزة استمراراً لأهدافها السامية؟ التي من الطبيعي أن يكون لدعم الدولة لمشاريع الجائزة، النصيب الأوفر في تبني العديد من الأعمال الريادية، كتوجه ورؤية سعودية عربية إسلامية عالمية، تتماثل مع جوائز عالمية أخرى، تعتمد في دعمها على الموارد الوقفية، وهنا يأتي دور المشاركة المجتمعية من قبل رجال وسيدات الأعمال السعوديين، مِمَّنْ يمتلكون ثقافة الأوقاف بمفهومها الإسلامي، وكان هذا الحديث على لسان أحد رجال الأعمال، في مناسبة وضع حجر أساس جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية،”Kaust” بثول، ومن المؤكد أن هناك العديد من أصحاب هذا المبادرات الثاقبة، على غرار رجل الأعمال الذي استشعر دوره ومسؤوليته الوطنية.