دمشق ــ فرانس برس
فر مئات المدنيين السوريين من الكيلومترات الأخيرة الخاضعة لسيطرة داعش في شرق البلاد، حيث تواصل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية المرحلة الأخيرة من هجومها الهادف للقضاء على التنظيم.
وأفاد مدير المركز الإعلامي لـ”قسد” مصطفى بالي لوكالة الصحافة الفرنسية بخروج نحو 600 شخص من الباغوز بعد منتصف الليل، مشيرا إلى “اشتباكات عنيفة مستمرة” في المنطقة.
ويخضع الخارجون من نقاط سيطرة التنظيم الإرهابي ، في منطقة فرز مخصصة لهم، لعملية تفتيش وتدقيق أولي في هوياتهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية قبل أن تنقل المشتبه في انتمائهم إلى التنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة والمدنيين وعائلات عناصر التنظيم إلى مخيمات في شمال شرق البلاد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن غالبية المغادرين هم من النساء والأطفال وأن معظمهم من جنسيات غير سورية بينها روسية وتركية وفرنسية وشيشانية، ولفت الى إن بين هؤلاء 28 مقاتلا من التنظيم بينهم سبعة أجانب، وقد تم توقيفهم.
وبذلك يرتفع عدد من خرجوا منذ قرار الرئيس دونالد ترامب في 19 ديسمبر سحب القوات الأميركية من سوريا، إلى أكثر من 36 ألفا، وفق المرصد.
وتخوض قسد منذ سبتمبر عملية عسكرية ضد التنظيم الإرهابي في ريف دير الزور الشرقي. وتمكنت من طرده من كل القرى والبلدات، ولم يعد موجودا سوى في بقعة صغيرة لا تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة تمتد من أجزاء من بلدة الباغوز وصولا إلى الحدود العراقية.
وأعلنت قسد، وهي تحالف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، السبت بدء هجومها الأخير لطرد مئات المتشددين المحاصرين في البقعة الصغيرة بريف دير الزور الشرقي، بعد توقف استمر أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالخروج.
وقال المرصد إن القتال للضغط على داعش من أجل الاستسلام مستمر، لكن قسد تتقدم ببطء نتيجة عوائق عدة كالألغام والقناصة والأنفاق التي حفرها مقاتلو التنظيم فضلا عن وجود أسرى من قسد لدى داعش.
وأوضح المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون راين أن “التقدم بطيء ومنهجي مع تحصن العدو بشكل كامل، واستمرار مقاتلي التنظيم في شن هجمات معاكسة” موضحا في الوقت ذاته أن التحالف يستمر في “ضرب أهداف للتنظيم كلما كان ذلك متاحا”.
ويدعم التحالف الدولي بالغارات والقصف المدفعي تقدم قوات سوريا الديمقراطية الميداني، التي قال إنها تمكنت من “تحرير نحو 99.5 في المئة من الأراضي الخاضعة لسيطرة” التنظيم.
وتقدر قسد وجود أكثر من 600 من مقاتلي داعش في المنطقة المحاصرة، وفق بالي الذي رجح ألا يكون زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي موجودا فيها.