جدة – البلاد
إلى الرياض تتجه الأبصار وتتقاطر الوفود لسبر أغوار حراك سياسي اقتصادي اجتماعي دولي في مجالات متعددة ترمي لتحقيق مبتغى إنسان سوي مؤمن بالتنمية والرفاهية وحق الأجيال بتوفير حياة هانئة آمنة يمكن البناء عليها وفقا لمعطيات العصر بما لا يتعارض مع المبادئ.
في الرياض تحط قوافل ساسة كبار، ملوك وأمراء ورؤساء ووزراء وإعلاميين ومثقفين وبسطاء وإليها يتوالى وصول الوفود وممثلي دول العالم القادمين من كل حدب وصوب لحضور الفعاليات والاستفادة من التجربة السعودية بعد أن تكسرت على أعتابها الشامخة أحلام الطامعين والمخربين والإرهابيين والمرتزقة متعددي الجنسيات بل رسمت الرياض أنموذجاً لسياسة مفعمة بالهدوء والروية مكتنزة بالحكمة والاتزان مترعة بالنظرة المستقبلية غنية بالأهداف السامية مكتظة بالرقي والتعامل الإنساني .
الرياض التي تعيش الفرح على مدار الساعة وتتقن صناعة المستقبل وتعلن عن توالي المشاريع التنموية الضخمة في إطار رؤية المملكة 2030 هي نفس الرياض التي تفتح ذراعيها لاستقبال الأشقاء والأصدقاء للمشاركة في فعاليات مختلفة ذات أهداف بناءة في كافة مجالات الحياة وهي نفس الرياض التي تستقبل بصدر رحب ملايين الحجاج والمعتمرين فيتبارى أبناؤها لخدمتهم وهي نفس الرياض المؤمنة بقوله تعالى “ولا تزر وازرة وزر أخرى” بعد أن درجت السياسة السعودية ولازالت على عدم تحميل الشعوب تبعات مواقف الحكومات والشواهد ملء العين والبصر فقد دأبت المملكة على التعامل مع المقيم بنبل ونخوة ورجولة وفقاً لأرقى أساليب الاحترام دون الالتفات لموقف حكومته على الاطلاق مثلما اعتادت حفظ كرامة عوائل وأبناء وأقارب المسيئين من النابحين ليل نهار محترفي الشتائم عبدة الريال الذين يحاولون النيل من المملكة ورموزها لحاجة في نفس يعقوب دونها خرط القتاد ونعرف ويعرف الجميع حقيقة ما نقول إذ لا نرى ما يدعو لتقديم قوائم قد توقعنا تحت طائلة الملامة بحكم ادراكنا لحرص قادة المملكة على فعل الخير دون منة.
قبل أيام وفي المملكة الموصوفة بالاتزان والهدوء والقرار المتأني تم الاعلان عن تتويج الرياض عاصمة للإعلام العربي بحكم رؤى ذات أبعاد حضارية جسدها الإعلام السعودي الباحث عن الحقيقة بعيداً عن الإثارة والاعتماد على التسريبات والاشاعات والتجييش في ظاهرة تؤكد من جديد تكامل العطاءات السعودية المقدرة لقيمة فكر الإنسان بغض النظر عن الجنس والجنسية والدين وقبل هذا وبعده شهدت الرياض ولازالت حراكاً سياسياً اقتصادياً اجتماعياً بدءاً من قمة قادة دول الخليج مروراً بالجنادرية والفورميلا ونهضة العلا وظهور ملامح نيوم والإعلان عن أكبر ميزانية إضافة لعشرات الفعاليات العالمية التي يصعب حصرها ، انطلاقاً من قناعة راسخة بتحقيق مبدأ التنمية دون التفات لما يحاك بالسر والعلن بهدف تعطيل المسار فالعيون شاخصة باتجاه المستقبل والقافلة تسير.
ولأن المملكة عرفت بالحكمة والاتزان تمقت تمزيق الشعوب وايقاع الضرر، فهي ليست من عشاق الفوضى، بل تؤمن إيماناً راسخاً بإعمار الأرض وصون الحياة ، تقف بحزم في وجه الإرهاب وتحرص على صيانة المكتسبات ، قولها فصل فيما يتعلق بالمساس بأمن الوطن والمواطن ولهذا تعرضت وتتعرض لموجات من الحملات الإعلامية المغرضة ذات الأهداف المعلومة والمقاصد الواضحة من زمرة المخربين فيما تقف المملكة شامخة حازمة في وجه المحاولات البائسة اليائسة لثلة مرتزقة عاثوا فساداً في أموال الشعب القطري فتبعثرت تلك الأموال وتكسرت أحلام الشر على صخرة وعي الشعب السعودي وحزم قادة المملكة المدركين لحجم مؤامرة تظل نتائجها مخيبة لآمال الحاقدين بالأمس واليوم وغداً.
أحداث عظيمة تعيشها المملكة ، مناسبات مبهجة ليس أولها الإعلان عن تكتل دول البحر الأحمر لفرض الاستقرار وقطع الطريق على الطامعين والمخربين في أعقاب دور سعودي ناجح أدى لردم الفجوة ورأب الصدع بين دول أفريقية مطلة ولن يكون آخرها العمل الجاد لتوفير سبل الراحة والاستقرار وتشييد المشروع تلو الآخر وصولاً للتمتع برؤية ملامح الرؤية على أرض الواقع في إطار مستقبل مشرق أضحى واضحاً شفافاً زاهراً ينتظر المنطقة العربية جمعاء فيما بات العزم عنواناً صارخاً لتصبح المملكة وجهة العالم.
المنصفون من ذوي النوايا الحسنة الموصوفون بالمروءة من الصادقين يدركون دون شك حجم تضحيات المملكة ويعلمون مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بكل ما يتعلق برقي العالم الإسلامي ويثمنون الرعاية الكريمة لحجاج وزوار بيت الله الحرام ويقدرون المواقف الشريفة النظيفة ويلقمون الناعقين الساعين لتفتيت الأمة حجراً مؤكدين بأن القافلة تسير دون التفات للضجيج والصخب المفتعل.
أصوات النشاز الصادرة من أنقرة والدوحة وطهران لن تثني المملكة عن تحقيق آمال الأمة الإسلامية فأهداف التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها ميليشيات إيران ومنظمة الإخوان وتنظيم الحمدين أضحت واضحة وستظل قاصرة عن إعادة صياغة الفوضى الخلاقة التي جسدها الخريف العربي، إذا جازت التسمية، ولكنها سقطت في وحل الأطماع والأحقاد والأماني التي تكسرت على صخرة صلابة وسلامة ووعي السعودية قيادة وشعباً.
مواقف المملكة ظلت وتظل ثابتة لا تتزحزح ومبادئها راسخة لا تتبدل بحكم الزمن والظروف فالمملكة العربية السعودية لا تؤمن بالتقلبات ومزاجية الأطروحات فيما يتعلق بقضايا الأمة إذ لازالت مواقفها الراسخة من قضية العرب الأولى كما كانت مستقرة متجذرة لم تتغير بحكم آثار الزمن وتحولاته فلم يبتسم مسؤول سعودي معتبر في وجه محتل مغتصب ولم تصافح الأيدي السعودية أيادي المستوطنين المغتصبين ولم تدعو المملكة إلى تطبيع خارج رغبة الشعب الفلسطيني ولم تتوان عن مد يد العون وإغاثة الأشقاء بالمال والجاه بالأمس واليوم وغداً رغم توالي حالات الجحود وتسلسل أحداث الإساءة وافتقار البعض إلى أبسط مفاهيم المروءة والشهامة وستظل المملكة علماً بارزاً يجسد قيمة الحكمة والاتزان تؤثر على نفسها ولو كان بها خصاصة في احلك الظروف وتتفاعل بشكل لافت مع كل ما يتعلق بالعمل الإنساني عالمياً تبني ولا تهدم وتؤصل للتنمية والرفاهية ولهذا فقط تتعرض لحملات إعلامية مسعورة مبرمجة اندلعت بكثافة في أعقاب وفاة مواطن سعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول رغم إعلان المملكة مبكراً لتفاصيل الحادثة وشروعها في إجراءات قضائية عرفت على مر الأزمنة بالنزاهة والاستقلالية.
كل هذا لا يشفي غليل المسعورين ذوي الأهداف المعلومة سلفا والنوايا المحسوبة والمبتغى الدنيء الموغل بالخسة بعد أن بلغ بالمشحونين والممولين والمستفيدين حدود الهستيريا حتى باتت مهنية الإعلام في خبر كان مع ترديد اسم المواطن السعودي لآلاف المرات باليوم الواحد وتفرغ المرتزقة للاصطياد في المياه العكرة وتحول محللي الغفلة المستأجرين لقراءة الكف ومحاكمة النوايا وافتراض المعلومات والبناء على التسريبات واجتزاء الحقائق وتسويغ حركة الجسد فكان أمل الأمة صاحب الرؤية الثاقبة ولي العهد الشاب الامير محمد بن سلمان ملء السمع والبصر إبان ترؤس سموه، رعاه الله، لوفد المملكة المشارك في قمة العشرين فأضحى نجماً تهافتت لمصافحته أيدي الكبار فألجم الناقمين وكشف عورة المرتزقة وكسا الوجوه المبغضة بالبؤس والحسرة وخيبة الأمل لتتوالى انكسارات المندفعين من جملة المخططين والمنفذين والمرتزقة لإحداث الضرر ببلاد الحرمين ذات اليد الطولي في الإغاثة والشعور بالمسؤولية.
ولم يكن مبتغى المنسقين فيما يتعلق بالحملة الإعلامية ضد المملكة خافياً على المتلقي الحصيف ذلك أن الأهداف السياسية والمصالح الذاتية الضيقة تبدو بوضوح عبر أساليب مزقت شرف المهنة اعتماداً على التحريض وبث الاشاعات ونشر الأكاذيب فكان الرد هادئاً متزناً شفافاً إذا ما تم استبعاد التغريدات والتعليقات الصادرة في فضاء التقنية من قبل مواطنين مخلصين أوفياء اشتاطوا غيظاً من ظواهر النكران والتجني ليبقى أعلام المملكة شامخاً عاقلاً ًمتأنياً لا يتعامل إلا مع المعلومة والحقيقة امتداداً لسياسة الحكمة والشفافية غير المؤمنة بالغوغائية والتجييش فيما أضحى التحريض في الجهة المقابلة عنواناً لإعادة صياغة الفوضى التي سادت ثم بادت بفعل صحوة الوعي المجتمعي بعد أن سقطت عواصم عربية وتمزقت شعوب الأمة في وحل الخداع الذي بات مكشوفاً في اعقاب توهم المرتزقة القدرة على تحريك الشعوب حتى أصبحت قنوات فضائية تدعي المهنية لا هم لها إلا الشأن السعودي في ظاهرة تكشف حجم الغل والضغينة ومحاولة إيقاع الضرر بالمملكة ورموزها قبل أن يقول الشعب السعودي شيباً وشباباً رجالاً ونساء الكلمة الفصل فيما يؤكد وعي المجتمع وقدرته على الفرز بعد أن وقفنا متحسرين على أطلال عواصم عربية باتت خراباً بفعل دعم الإرهاب وتسويغه عبر التجييش وبث الاشاعات وتصدير الفوضى لغاية أصبحت في مرمى الأبصار وستظل المملكة عالية الشموخ تؤمن بالبناء وتمقت الهدم تتكسر على أعتابها أحلام الأعداء فتعود جحافلهم تجر أذيال الخيبة والحسرة
وستظل المملكة رمزاً للعدالة والإنصاف فى مختلف القضايا ، مدافعة عن الحق والمساواة ، حصناً أميناً وجداراً متيناً لشعبها وأمتها العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء حيث نادى مؤسس نهضتها الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ذات يوم قائلاً : “سنبقى أقوياء فى الحق مدافعين عن ديننا ووطنا وأمتنا فى وجه كل عدو وحاقد ومتآمر يحلم بأن تشهد المنطقة موجة من الفوضى والتخريب” ، وستأتي أحداث وتذهب أحداث وتظل مواقف المملكة ثابتة لا تتبدل بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر تزيد من صلابة موقفها وعدالتها ضد قوى التخريب والفوضى والحالمين بنشر الإرهاب ، وهو الأمر الذي دفع رموز الإرهاب لإطلاق حملة سوداء، أطلقت من خلالها الشائعات وجند العملاء وحشد الخونة والمرتزقة في إطار حرب شعواء ضد العرب ، فانكسر الناقمون وخسروا الرهان،
تلك هي قواعد القوة السعودية التي أسقطت مخطط التخريب والإرهاب وهو المخطط الذي كشف الأطماع في المنطقة العربية،
وكشف جوانب المبتغى المحصور باستعادة أمجاد بائدة كانت سبباً مباشراً في تأخر العالم الإسلامي عن ركب الحضارة ومحاولة عزل المجتمع العربي عن محيطه وعمقه في الانتماء وذلك من خلال استخدامهم مبدأ فرق تسد والاستعانة بالجواسيس لضمان السيطرة على الأوضاع.
ويرى الكثير من الخبراء أن ممارسات البعض تنم عن الانفصام الحاد في الشخصية فتراه في الإعلام يتحدث عن الاعتزاز حد الغرور بالهوية، وفى الواقع السياسي يتصاعد اللهاث خلف كسب رضا الغرب واسرائيل .
وتأتى المزاعم على هيئة تسريبات يعاد تصديرها من جزيرة سلوى في إطار تنسيق خبيث مكشوف يكتنز حقداً وغلاً في أعقاب نهضة شاملة تقود العالم العربي لتبؤ مكانة راقية بدأت ملامح معالمها انطلاقاً من رؤية المملكة المشمولة برعاية خادم الحرمين الشريفين ومتابعة سمو ولي العهد.
لا يمكن تمرير الأجندات التخريبية في زمن الوعي فالحيل والأكاذيب مكشوفةوالحجج واهية وسخيفة ليست مؤثرة على الاطلاق ذلك أن المملكة العازمة على تقصي الحقائق قالت كلمتها بناء على معلومات.