جدة – واس- مهرة باعارمه ونورة العمودي
واصل صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة بالنيابة ، أمس جولاته التفقدية على محافظات المنطقة ،بزيارة محافظتي الكامل ، وخليص .
واستهل سموه الجولة بزيارة محافظة الكامل ، حيث التقى أهالي المحافظة ، واستمع لمطالبهم ، كما التقى ذوي وأبناء شهداء الواجب من أبناء المحافظة ، ثم ترأس سموه اجتماع المجلس المحلي واستعرض المشاريع المنجزة ، والمعتمدة ، والجاري تنفيذها ، والمتأخرة ، بحضور وكيل الإمارة ، الدكتور هشام الفالح ، وعدد من مديري الأجهزة الحكومية وأعضاء المجلس ، بعدها وقف سموه ميدانياً على مشروع الإسكان في المحافظة ، الذي تبلغ مساحته أكثر من 400 ألف متر مربع ، وبلغت نسبة إنجازه 95 % ، ويتكون من 353 قطعة أرض .
بعد ذلك انتقل أمير مكة بالنيابة إلى المباني الجامعية بمحافظة الكامل ، حيث دشّن سموه مباني كليتي العلوم والآداب الأعمال لشطر الطالبات ، التي تتسع لأكثر من 12 ألف طالبة ، كما شهد سموه خلال الزيارة توقيع مذكرات تفاهم بين الجامعة وعدة جهات ، منها : الشؤون الصحية بالمنطقة “مستشفى الكامل” ، بهدف تطوير العملية التعليمية وتوفير بيئة تعليمية ، وتدريبية شاملة تواكب أحدث المستجدات التعليمية ، كما شهد توقيع مذكرة تعاون مع شركة ريدان التي تهدف إلى تدريب الطلاب في مجال الأغذية والقيام بالأبحاث ، وأخيرًا توقيع مذكرة تفاهم مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة بهدف استقطاب الموهوبين .
واختتم سموه جولته في محافظة الكامل بزيارة ، الشيخ عبدالله صالح جمعان السلمي في منزله .
ثم انتقل سموه إلى محافظة خليص ، والتقى فيها عدداً من المواطنين وذوي وأبناء شهداء الواجب من أبناء المحافظة ، وترأس سموه اجتماع المجلس المحلي استعرض خلاله المشاريع المنجزة والمعتمدة والجاري تنفيذها والمتأخرة ، كما شهد توقيع إتفاقية بين المحافظة وفرع وزارة الزراعة والمياه والبيئة بالمنطقة ، التي تهدف إلى توفير مخيمات بيئية وإقامة مهرجان خليص الزراعي في نسخته الثانية .
عقب ذلك زار سموه الشيخ عبدالعليم بن حسن بن عبدالصمد الشيخ .وفي ختام الجولة ، دشّن سموه مبنى محافظة خليص ، مستمعاً سموه إلى شرحٍ عن المشاريع البلدية المتمثلة في السوق الشعبي ، والساحة البلدية ، وتأهيل المنطقة المركزية بخليص ، كذلك تأهيل الحدائق ، ومحطات التخلص من النفايات .
ويواصل سموه اليوم الخميس جولاته التفقدية بزيارة محافظتي الجموم ، وبحرة .
من جهة أخرى أكد صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان أمير منطقة مكة المكرمة بالنيابة، مواصلة العمل على بلوغ 200 ألف متطوع ومتطوعة بالمنطقة في عام 2030، بما يمثل 20 % من رؤية السعودية في مجال العمل التطوعي، التي تستهدف الوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة على مستوى مناطق المملكة المختلفة.
جاء ذلك في الجلسة الختامية لمنتدى منطقة مكة المكرمة الأول للتطوع (متطوعون ومتطوعات)، بعنوان (منطقة مكة المكرمة نحو تحقيق التطوع في رؤية السعودية 2030)، الذي اختتمت أعماله مساء أمس الأول في جدة.
وخلال فعاليات المنتدى دشن الأمير بدر بن سلطان 4 مبادرات تطوعية هي: (إعلان مسابقة مبادرات العمل التطوعي، وهوية مجلس مبادرات شباب منطقة مكة المكرمة، وإعلان مبادرة التدريب مع أكاديمية دلة للعمل التطوعي، وإعلان اتفاقية تبادل المعلومات مع البوابة الوطنية للعمل التطوعي) كما زار سموه الفرق التطوعية المشاركة في المنتدى، واطلع على أهم تجاربهم.
• البوابة الوطنية للتطوع
وكان الإعلامي “عادل بارباع” قد افتتح الجلسة الأخيرة للمنتدى، حيث أكدت مدير عام الإدارة العامة للتطوع في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية “مشاعل آل مبارك” أن البوابة الوطنية للتطوع إحدى مشروعات رؤية ٢٠٣٠، ستربط بعدة جهات لا يقل عددها عن ٨ بوابات، وستصل بين المتطوعين والجهات الموفرة للفرص التطوعية، كما ستوفر دورات تدريبية “أونلاين” للمتطوعين مشيرة إلى أنها تمثل نقلة نوعية متميزة، وهي بيئة آمنة تحمي المتطوعين والجهات والمجتمع.
• واجب وطني
وافتتح الجلسة الحوارية الختامية “هاني المقبل”، وردًا على سؤال عن مفهوم التطوع لدى وزارة الحج و العمرة، قال نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح مشاط إن التطوع واجب ومسؤولية مجتمعية وطنية يفتخر بها كل مواطن سعودي، خاصة سكان منطقة مكة المكرمة في خدمتهم لضيوف الرحمن.
• مكملة للعملية التعليمية
وفيما يخص مفهوم التطوع لدى جامعة الملك عبد العزيز بجدة أكد مدير الجامعة الدكتور “عبد الرحمن اليوبي”، أن التطوع أهم الأنشطة المكملة للعملية التعليمية، والتي تترجم أهداف التعليم على أرض الواقع، خدمة للمجتمع وخاصة الفئات الأولى بالرعاية.
• جزء من الشارع
وبحسب أمين جدة “صالح التركي”، الجزء الأساسي من مفهوم التطوع لدى أمانة محافظة جدة؛ هو أن يكون المواطن والساكن جزءًا من الشارع والحي، بحيث يحدث التلاقي والتفاعل الدائم بين الأشخاص، وبينهم والجهات الإدارية والمؤسسات الأهلية.
• عادات وتقاليد
وشدد وكيل التنمية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية سليمان الزبن على أهمية تحقيق الرؤية من خلال مبادرة التطوع، مشيرًا إلى أن العمل التطوعي جزء أصيل من الثقافة الوطنية، والعادات والتقاليد وقيم الدين الحنيف.
• تجارب 5 مشاهير
وكانت الجلسة الأولى قد استعرضت تجارب 5 من مشاهير المتطوعين والمتطوعات؛ أولها كانت للدكتور “محمد السليمان” بعنوان (سفراء التطوع سفراء الحياة). الذي أشار في بداية عرضه إلى رؤيته للتطوع، وهو أن يكون نموذجيًّا يحتذى به في الأعمال التطوعية المتميزة، ونشرها وترسيخها في المجتمع.
• 8 مسارات
وعرض السليمان أبرز إنجازات فريقه التطوعي (سفراء التطوع) منذ التأسيس عام 1433 حتى العام المنصرم 1439 هـ؛ إذ تم تقديم 641 برنامجًا لـ(60169) مستفيدًا من جميع فئات المجتمع (الأطفال، كبار السن، عمال النظافة، ذوو الإعاقة، المكفوفون، المرضى، الصم، الحجاج)، وذلك بمشاركة 13532 متطوعًا. لافتًا إلى أنه لا يوجد أجمل من أن تكون سببًا في تحقيق حلم شخص، لربما فقد الأمل في تحقيقه.
وأوضح أن هناك 8 مسارات لفريق سفراء التطوع، هي (إغاثية، برامج موسمية، أيام عالمية، برامج أطفال، برامج المسنين، برنامج الكسوة، برامج مجتمعية، برامج سفرائنا).
• التثقيف التطوعي
وقال المتحدث الثاني الدكتور “معتز الهاشم” استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد إن ما يتردد في الفترة الأخيرة حول (الأخطاء الطبية، وما يتردد بأن الطب تجارة، وأن الأطباء لا يقدمون شرحًا وافيًا لمرضاهم)؛ دفعه للتطوع في المجال الصحي، لافتًا إلى أنه يجب على الأطباء تخصيص جزءًا من أوقاتهم لتثقيف المجتمع تطوعًا.
• “مرشدة سياحية”
وقالت “عبير أبو سليمان” مؤسسة “مجموعة قلب جدة التطوعية” إن تجربتها تتمثل في تعريف زوار المنطقة التاريخية بجدة بأبرز الأماكن التاريخية والتراثية، واستعراض أبرز الوقائع والأحداث فيها.
وأضافت أنها دعت عددا من الأبناء الأيتام لزيارة المنطقة التاريخية، والتعرف على معالمها، وأيضًا زرع بعض النباتات في المنطقة، إضافة إلى إطلاق مبادرة “جرب الكرسي” بالتعاون مع جمعية الأطفال المعاقين بمكة المكرمة.
وأشارت أبو سليمان إلى نقطة التحول في تجربتها التطوعية؛ المتمثلة بالحصول على رخصة مرشدة سياحية من هيئة السياحة، كما تشرفت بأن تكون ضمن الوفد الإعلامي لسمو ولي العهد خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا.
• تصوير المتطوعين
وكشف “سعيد أزهر” مؤسس “فريق الإنسان أولًا”، أن رسم البهجة والسعادة على محيا الناس يزيل المتاعب التي يواجهها المتطوعون والمتطوعات في سبيل إدخال السعادة عليهم. ودافع أزهر عن مبدأ تصوير المتطوعين والمتطوعات وهم يقدمون الخير للناس؛ وقال إنه كان يواجه انتقادات من البعض بسبب تصوير الأعمال التطوعية، لكن دائمًا يرد عليهم بأنه مثلما ينتشر الشر يجب أن ينتشر الخير أيضًا.
• دول أخرى
وفي ختام الجلسة الأولى عرضت الدكتورة “مريم فردوس” تجربتها في الأعمال التطوعية في عدد من الدول الأخرى، أبرزها جنوب إفريقيا وزنجبار ونيبال وتنزانيا ولبنان واليونان وكينيا.
وأشارت فردوس إلى أنها تشعر ببهجة وسعادة غامرة حينما ترسم البسمة على محيا المستفيدين من الأعمال التطوعية، تنسيانها مشقة السفر ووعورة الطريق.
• أفكار جديدة
وعلى هامش المنتدى، قال مدير إدارة التطوع بمنطقة مكة المكرمة “صقر السلمي” لـ” البلاد” إن ثقافة التطوع منتشرة خاصة في منطقة مكة المكرمة، لكننا بحاجة إلى أن تواكب الجهات الرسمية والخاصة هذه الثقافة، مع وجود سياسات تنظم العمل التطوعي، وتشمل الحقوق والوجبات وشروط القبول.
ولفت إلى أنه من الأفكار الجديدة المطروحة للسير نحو منهج منظم لثقافة التطوع؛ وجود منصة خاصة بالمتطوعين تتضمن الفرص التطوعية، واحتساب ساعات العمل التطوعي.
• مسؤولية اجتماعية
بينما قال الإعلامي “عادل بارباع” لـ(البلاد) إن الثقافة التطوعية موجودة عند البعض وغائبة عن البعض الآخر، وأننا بحاجة للدمج بين الفئتين لتنتشر هذه الثقافة أكثر في المجتمع، لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، وتحقيق أكبر قدر من الفائدة لشرائح المجتمع المختلفة.
• شراكات تكاملية
وضمن فعاليات المنتدى، الذي حفل بحضور مميز لمختصين ومهتمين بالعمل التطوعي والخيري ورجال الصحافة والإعلام، اشتملت إحدى الجلسات على استعراض لنماذج من الشراكات التكاملية بين المتطوعين والجهات ذات العلاقة.