الرياض – ابوظبي – وكالات
تواصل شركة أرامكو السعودية تعزيز استراتيجيتها الطموحة في قطاعي النفط والصناعات التحويلية عالميا، وتأتي شراكتها مع شركة بترول أبوظبي (أدنوك) كمرحلة جديدة لقيادة صناعة النفط والبتروكيماويات في المنطقة والعالم بحجم إنتاج ضخم، وتمثل المملكة ودولة الإمارات أكبر قوتين عربيا واقليميا ويملكان قدرات تجارية واستثمارية ضخمة ، ورؤية مشتركة لتحديات ومتطلبات اقتصاد المستقبل بما يعزز الصدارة في القطاعات الاستراتيجية عالميا.
وبحسب بياناتها تنتج أرامكو أكثر من 10 ملايين من النفط الخام يوميا ، مستحوذة على إنتاج 10% من النفط العالمي البالغ 100 مليون برميل يوميا وإلى جانب أنشطتها في البحث والاستكشاف والإنتاج والتكرير والتوزيع، تسعى أرامكو إلى الدخول في أنشطة التعدين، من خلال الاستحواذ على الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”.
وكان معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح ، قد قال إن شركة أرامكو أكبر شركة نفط في العالم، ستعلن عن طرح سندات خلال الفترة القريبة المقبلة، لا تزيد قيمتها عن 10 مليارات دولار.
ومنذ شهور، دخلت “أرامكو السعودية” في مناقشات مع صندوق الاستثمارات العامة ، بهدف الاستحواذ على حصة رئيسية في “سابك”.
بينما تقود شركة بترول أبوظبي “أدنوك” صناعة الطاقة في الإمارات، ونفذت استثمارات عابرة للحدود وصلت الهند وبلدان عدة حول العالم.
وتنتج أدنوك الاماراتية في الوقت الحالي أكثر من 3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، على أن يصعد الإنتاج إلى 4 ملايين برميل بحلول 2020، و5 ملايين برميل نفط بحلول 2030، بحسب خطة استراتيجية أعلنت عنها في نوفمبر 2018.
وإلى جانب إنتاج النفط الخام، ومن خلال أكثر من 16 شركة تتبع أدنوك، فإن قطاع التكرير والبتروكيماويات يعد عنصرا مهما لعمليات أدنوك التشغيلية.
ووفق أرقام أدنوك على موقعها الإلكتروني، فإن الإمارات تحتل الترتيب الـ12 عالميا كأكبر منتج للنفط الخام، من بين عشرات البلدان النفطية.
وكانت شركة ارامكو و”توتال” الفرنسية قد وقّعتا مؤخرا مذكرة تفاهم مع شركة دايليم الكورية الجنوبية للبتروكيماويات ، تستثمر بموجبها “دايليم” في مصنعٍ جديد لإنتاج خام “بولي إيزوبيوتيلين” بطاقة إنتاجية تصل إلى 80 ألف طن سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ المصنع إنتاجه في عام 2024.
ويُعد توقيع هذه المذكرة خطوة أخرى في إطار تنفيذ استراتيجية أرامكو السعودية لتطوير البتروكيماويات، التي تهدف إلى تحسين قيمة قاعدة الموارد في الشركة من خلال العمل على تحقيق التكامل الأفقي والرأسي في جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية، ما يُسهم في إيجاد شبكة صناعات تحويلية عالمية رائدة ومتكاملة استراتيجيا.
ويأتي الاتفاق على إنشاء هذا المصنع بعد إعلان أرامكو السعودية في أكتوبر الماضي عن إطلاق دراسة هندسية لبناء المرحلة الثانية من مجمع “ساتورب” بالشراكة مع “توتال”.
ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ الأعمال الهندسية والتصميمية الأولية في فبراير الجاري والانتهاء منها في الربع الأخير من عام 2019، وسيستخدم مصنع البتروكيماويات الجديد المواد الخام من مجمع ساتورب للبتروكيماويات الحالي في مدينة الجبيل الصناعية.
ويمثّل هذا الاستثمار بداية شراكة مهمة بين أرامكو السعودية و”توتال” و”دايليم”، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطوير منتج “بولي إيزوبيوتيلين” في المملكة.
ويوفر موقع المصنع في الجبيل إمكانية الوصول إلى المواد الخام ومصادر الطاقة، إضافة إلى الاستفادة من البنية التحتية الضخمة، لخدمة العملاء بشكلٍ مباشرٍ في منطقة الشرق الأوسط والأسواق الأوروبية والآسيوية، وسيكون المصنع الجديد جزءًا من المرحلة الثانية لمجمع “ساتورب”، حيث سيستفيد من تقنيات شركة دايليم التي تنتج مجموعة كبيرة من هذه المادة الخام في مصنعٍ واحد، وذلك من خلال تحويلها من حالتها التقليدية إلى أخرى ذات قدرات تفاعلية عالية.