جدة – مهند قحطان
قد لا يدرك الكثيرون أن رياضة الأغنياء “الجولف” لم تنفرد بذلك اللقب فقط؛ لكونها لعبة مكلفة، ولكن أيضا لكونها لعبة ترتبط ارتباطا وثيقا بعالم الاقتصاد والاستثمار، حيث تتميز بوجود مساحات كبيرة خضراء، وبحيرات، ونوادٍ راقية، وهو ما جعل كبرى شركات الاستثمار في العالم تقبل على عالم الجولف، ليس للرياضة فحسب، وإنما لاستغلال تلك المساحات والطبيعة في بناء تجمعات سكنية ومنتجعات وفنادق، تدر مليارات الدولارات حول العالم.
وفي المملكة العربية السعودية، على الرغم من امتلاكها العديد من المقومات للمشاركة في كعكة الاستثمار العالمي في عالم الجولف، لكنها لم تطرق هذا المجال من قبل، إلا أن النشاط الذي أبداه الاتحاد السعودي للجولف في الآونة الأخيرة للترويج لتلك اللعبة في المملكة، من خلال تنظيمه البطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف، والتي انطلقت أمس الخميس، بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ولمدة أربعة أيام، لفتت الأنظار لدى العديد من المستثمرين لاقتحام مجال “بيزنس الجولف”، الذي يستقطب كبار رجال الأعمال في العالم.
ريادة الاقتصاد الرياضي بالمنطقة
ولعل الشراكة التي أعلنت عنها الهيئة العامة للاستثمار مع الاتحاد السعودي للجولف مؤخرا؛ بمناسبة استضافة المملكة لبطولة السعودية الدولية، كانت فاتحة لاقتحام المملكة هذا المجال، لتفسح لنفسها مكانا مميزا على خريطة ذلك الاقتصاد المثمر. حيث تسعى المملكة إلى أن تصبح رائدة الاقتصاد الرياضي والأكثر تنافسية في المنطقة، بهدف توفير 140,000 فرصة عمل في قطاعي الرياضة والترفيه بحلول عام2030. كما تعمل الهيئة العامة للاستثمار على تشجيع الاستثمار، وتسويق الفرص الاستثمارية في المملكة بالتعاون مع الهيئات الحكومية الأخرى على جذب الاستثمارات ذات القيمة العالية والتوسع في نشاطها، بما يخدم النمو الاقتصادي المستدام.
استثمار الجولف
ويرى الخبراء أن الاستثمار في الجولف، أو ما يعرف أيضا باقتصاد الجولف في العالم، يمكن أن تستفيد منه المملكة في عدة جوانب، من أهمها المنتجعات والمشروعات العمرانية الحديثة، مثل إنشاء مدن وقرى فاخرة للجولف تشتمل على تجمعات سكانية راقية حول ملاعبه الخضراء، وكذلك إقامة مرافق ترفيهية ورياضية واستثمارية عملاقة، أسوة بما يجري في العديد من مدن العالم السياحية الكبرى، خاصة وأن رياضة الجولف تحظى بمتابعة واهتمام كبير من قبل مجتمع الأعمال، والاستثمار في العالم، ودخول المملكة في هذا المجال سوف يضيف لها، ثقلا كبيرًا؛ نظرا لمكانتها الفاعلة في الاقتصاد العالمي.
وتعتبر البطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف التي ستشهدها المملكة والعالم، على ملاعب “رويال جرينز” ذات المواصفات العالمية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، واحدة من أرقى البطولات الدولية،حيث يشارك فيها أربعة من أفضل خمسة لاعبين في العالم، وهو ما سيجعل المملكة محطا للأنظار خلال إقامة البطولة؛ حتى 3 فبراير، بالإضافة إلى ما سوف يرافقها من فعاليات وحفلات كبرى، سوف يشارك فيها نجوم وفنانون عالميون، سوف تشهدهم المملكة لأول مرة.
فاعليات مصاحبة للبطولة
كشفت اللجنة المنظمة للبطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف عن كامل تفاصيل الفعاليات المصاحبة للبطولة، وتمثل “قرية الجولف العائلية” بحي المروج، والمجاور لملاعب الجولف رويال غرينز، الملتقى الممتع لجميع أفراد العائلة، وتضم فعاليات متنوعة وعروضاى ومسابقات ترفيهية وجوائز مجزية، واستعراض لأبرز مهارات رياضة الجولف، ودروس أوليه لمهارات الجولف الأساسية، كما يستضيف مسرح القرية لقاءات مع نجوم البطولة، وتتوفر بالقرية عربات الأطعمة والمناطق الأمنة للعب الأطفال. وفي حي البيلسان تقع المنطقة الترفيهية المخصصة للبطولة، وتضم “متاهة مسك” وهو تحد شيق في مواجهة التحديات باستخدام مهارات المستقبل، بالإضافة إلى “حارة زمان” بكل تفاصيلها الشيقة كما كانت تماما في ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك الأمسيات الفنية والتي يظهر من خلالها أسماء عالمية تظهر للمرة الأولى على ساحة الترفيه السعودية، مثل الفنانة العالمية ماريا كاري، والدي جي الهولندي تييستو، والعالمي شون بول، كما تشارك كذلك الفنانة الخليجية بلقيس.
وقد صرح، ياسر بن عثمان الرميان، رئيس الاتحاد السعودي للجولف، قائلاً: “نعتبر هذه البطولة أكبر من مجرد تنافس رياضي، رغم ما تمثله هذه البطولة من قيمة تاريخية كأول بطولة لمحترفي الجولف على ملاعب المملكة، ولقيمتها على مستوى العالم كأحد البطولات العالمية المرموقة وهي أحد الجولات الأوروبية للمحترفين، بالإضافة لمشاركة أفضل نجوم الرياضة في العالم”، ويضيف الرميان: “نسعى من خلال هذه البطولة وفعالياتها المصاحبة إلى لفت أنظار العالم وإظهار الوجه المشرق للمملكة، وما تملكه من مدن حديثة وبنى تحتية متقدمة وإمكانيات وطاقات فعالة، تناغم مع أهداف وطموحات رؤية المملكة ٢٠٣٠، كما نسعى لنشر اللعبة وصناعة جيل يمثل الوطن ويحقق النتائج المشرفة”.
وعن الفعاليات الترفيهية المصاحبة للبطولة، عبر عمرو باناجه الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه عن سعادته بمشاركة هيئة الترفيه، في إنجاح هذه الفعاليات العالمية بالمملكة، وصرح قائلاً: “نسعى من خلال شراكاتنا الناجحة، لفتح نوافذ جديدة كل مرة نحو العالم، نثري فيها ساحة الترفيه المحلية ونبرز للعالم الصورة الإيجابية عن المجتمع السعودي الحيوي وطبيعة الحياة العصرية”، ويضيف باناجه: “يشارك في الأمسيات الفنية هذه المرة، نجوم تظهر لأول مرة على ساحة الترفيه السعودية، ولها قيمتها الفنية على مستوى العالم، نثق في نجاحنا مع شركائنا ونعد دائما بالمزيد”.